فيلم “باربي”.. لعبة التخلص من سيطرة النظام الأبوي
يناقش فيلم “باربي”، بحبكة سردية فكاهية، النظرة النمطية إلى المرأة، والقالب التي وضعت به ضمن خطوط ومعايير جمال محددة، وإعلان ولادة عهد جديد تتحطم به الصورة النمطية والقيود التي فرضها المجتمع.
أصدر الفيلم في تموز الماضي، للمخرجة الأمريكية جريتا جيروج، وتلعب بطولته مارغوت روبي، وحقق إيرادات في الأسابيع الأولى تجاوزت حاجز المليار دولار على مستوى العالم، وفقًا للشركة الموزعة “وارنر براذرز”.
تبدأ قصة الفيلم في عالم “باربي” المليء باللون الزهري والملابس الزاهية والأحذية المرتفعة في مجتمع يطلق على جميع النساء اسم “باربي”، وجميع الرجال اسم “كين”.
عالم خيالي تحكمه النساء ويتولين به جميع المناصب العليا، فترى عالمة الفيزياء، والطبيبة، والحقوقية والحاكمة، والقاضية والوزيرة، جميعهن يختلفن بالخصائص الجسدية وألوان البشرة المتنوعة الحنطية، والسمراء، والبيضاء، والسوداء.
في البداية، يبدو كل شيء مثاليًا إلى أن يبدأ ظهور تغييرات معيّنة على “باربي”، تفتح معها بوابة إلى العالم الحقيقي، فتنطلق مستبدلة حذاء منبسطًا مريحًا بحذائها البراق المرتفع، ويتبعها “كين”، إذ تختبر مشاعر مختلفة وترى نساء أخريات بألوان ملابس داكنة ذوات تفكير مختلف، وتعثر على “ساشا” الفتاة التي تبحث عنها، وهي مراهقة بملابس سوداء ووجه عابس.
تدور حوارات بين البطلة والشخصيات النسائية الرئيسة في الفيلم (ساشا ووالدتها) حول واقع النساء اليوم، وإسقاط صورة “باربي” النمطية على معايير معينة للجمال تصنع أفكارًا غير حقيقية حول الجسد المثالي.
يعالج الفيلم الصورة التي تضع المرأة بقالب محدد، ولائحة طويلة من الصفات، منها الاستثنائية، والجميلة صاحبة الجسد النحيل، وصاحبة المهنة ولكن مراعية، والمُحبة والرائعة دون شكوى، وغيرها من صفات متناقضة تصعب حياة المرأة لكي تحصل على قبول في المجتمع.
في الأثناء التي كان بها “كين” مذهولًا باكتشاف العالم الحقيقي الذي يحكمه الرجال ذوو السلطة والنفوذ الممسكون بزمام الأمور، والرياضيون بقوتهم البدنية وسياراتهم المرتفعة، يبدأ التهام الكتب التي تتحدث عن “النظام الأبوي” وتطبيقه.
يظهر رمز واسم شركة “ماتيل” المصنعة للعبة “باربي” خلال الفيلم، حيث يجتمع مجلس الإدارة محاولًا إعادة “باربي” إلى قالبها، ولكنها تكتشف أنه لا يوجد نساء في مجلس الإدارة، وأن جميع صناع القرار المسؤولين عن اللعبة هم من الرجال، فتقرر الهرب من القالب بمساعدة “ساشا” ووالدتها.
تخوض “باربي” معركة استعادة السلطة، وفي نهاية الفيلم تظهر شخصية “روث هاندلر” مخترعة “باربي” التي استلهمت اسمها من ابنتها “باربرا”، إذ تقول، “البشر لديهم نهاية واحدة، أما الأفكار فتعيش إلى الأبد”.
حصد الفيلم على موقع “IMDb“ تقييم 7.4/10، بتصويت أكثر من 204 آلاف شخص.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :