هاجم العرب وامتدح الأسد وبوتين.. مأمون رحمة سياسي على منبر “الأموي”

  • 2023/08/11
  • 1:47 م
الخطيب السابق للجامع "الأموي" في دمشق، مأمون رحمة (تعديل عنب بلدي)

الخطيب السابق للجامع "الأموي" في دمشق، مأمون رحمة (تعديل عنب بلدي)

يشيع جثمان الخطيب السابق للجامع “الأموي” في دمشق، مأمون رحمة، من مستشفى “المجتهد” عقب صلاة ظهر اليوم، الجمعة 11 من آب، بعد وفاته عصر الخميس.

ويشيع رحمة في جامع “العادل” بمشروع دمّر الذي كان خطيبًا وإمامًا فيه، ويدفن في منطقة الصبورة.

عُرف رحمة المولود في بلدة كفر بطنا في الغوطة الشرقية، بولائه للنظام السوري ولبشار الأسد وقواته، وتسخير خطبه لنقل روايته والدعاء له، ومديح “انتصارات جيشه وروسيا”، ومهاجمة المعارضة السورية، وكان له مواقف حادة وجدلية خاصة تجاه سكان الغوطة الشرقية خلال الحصار النظام لهم.

تتلمذ رحمة وتخرج على يد الشيخ المتوفى محمد سعيد رمضان البوطي في معهد “الفتح” بدمشق، وألقى خطبته الأولى داخل “الأموي” في تموز 2013.

ورفضت عائلة رحمة الخروج من كفر بطنا خلال حصار قوات النظام للمنطقة، وانضم معظم أبنائها إلى الحراك المناهض للنظام السوري، وانخرط بعضهم في العمل المسلح ضده.

وكافأ النظام السوري الخطيب رحمة بجهوده الاستخباراتية، حسب وصف عدد من أهالي المدينة، بتعيينه خطيبًا للمسجد “الأموي”.

في شباط 2018، قُتل معاذ رحمة، شقيق مأمون رحمة، جراء قصف استهدف كفر بطنا بريف دمشق، وقبل معاذ قتل ابنه أيضًا في آب 2015.

ولم تقتصر توجهات خطب رحمة إلى الداخل، بل وجّه رسائل عديدة وهاجم دول وقوى لا تتفق وتنسجم مع النظام السوري، ومن أبرز خطبه:

مديح بوتين والقتال مع روسيا

بعد عشرة أيام على التدخل الروسي في سوريا بذريعة محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، أثنى رحمة على التدخل واعتبره “مشروعًا”، ووصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ”القائد الفذ والعملاق والمحبوب”، وتعهد رحمة “أمام الله والتاريخ” بالقتال مع روسيا “إذا تعرضت لحرب” مما وصفه بـ”الإرهاب”.

كما وصف رحمة روسيا بأنها “الحلف السوري الذي دعا إلى العقلانية”، مضيفًا أن السوريين يؤيدون التدخل الروسي، “بل نعتز ونتشرف به، ونتمنى دائمًا أن تكون العلاقة وثيقة على مر الأيام”، حسب قوله.

وقال رحمة في خطبة الجمعة، 10 من تشرين الأول 2015، إن “الروس أدركوا المخطط الخطير على سوريا الذي سيفجر المنطقة بأكملها، كما أدركوا أن الجيش السوري قاتل عن العالم أجمع وحارب الإرهاب، فقرروا بعقل وحكمة وبموقف نزيه وعادل بعد دعوة من القيادة التدخل”.

هاجم السعودية

وفي 28 من شباط 2016، ألقى رحمة خطبة بعنوان “الاستبداد السياسي” هاجم فيها السعودية وأمريكا، وقال إن أموال مملكة الرمال في إشارة إلى السعودية، “تَدفع سفينتنا لما فيه حَتفنا، وخنجر يَقتطع من جسمنا، وغلٌّ في عنق نهضتنا، وجرثومة في غدير سعادتنا.”

وذكر أن أموال السعودية مركزها “المدينة المقدسة واشنطن، عاصمة التيجان ومزرعة الجلالات والسمو والسعادة”، مضيفًا أن وظيفة هذه الأموال “أن توجه عن طريق لا يعود على عربي أو مسلم إلا بجرعة سموم”.

أثنى على “حزب الله” وهاجم الخليج

كان عنوان خطبة رحمة في 6 من آذار 2016، “الهدنة من منظور الإسلام“، وتحدث عن صلح الحديبية مسقطه على الواقع السوري، وعلى الهدنة التي حدثت في سوريا حينها، وهاجم قطر والخليج، وامتدح قوات “حزب الله” اللبناني.

وقال، “نحن كسوريين مرتاحون جدًا للهدنة، (..) ولولا صمود القائد بشار الأسد لما ضاعت سوريا فقط بل ضاعت فلسطين وضاعت الأمة العربية بأسرها”، كما توجه بالشكر إلى قوات النظام.

وشكر رحمة عناصر “حزب الله” اللبناني” واصفهم بأنهم “رجال المقاومة اللبنانية” واعتبر أن “مجلس التعاون الخليجي”، مجلس تعاون على “الإثم والعدوان”، مضيفًا “أما هؤلاء النعاج كما هم سموا أنفسهم حمد الصغير قال، نحن نعاج، فهذا شأنهم، إذا أرادوا هم ورضوا لأنفسهم أن يبقوا نعاجًا فهذا شأنهم”.

وجاء حديث رحمة بعد اتفاق أمريكي روسي لإجراء هدنة في عموم سوريا، ووقف أي عمليات قتالية، عسكرية أو شبه عسكرية، ضد أي أطراف أخرى باستثناء تنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة”، وأي منظمات “إرهابية” أخرى يحددها مجلس الأمن الدولي.

معرض دمشق “مبارك”

بعد انقطاع لخمس سنوات عن افتتاح معرض دمشق الدولي، دعا مأمون رحمة من منبر “الأموي” في 18 من آب 2017، كل سوري مسلم إلى زيارة المعرض بدورته الـ59.

وقال رحمة إن عودة معرض دمشق دليل على “تعافي” سوريا، وسعي الحكومة إلى “العلم والحضارة والبناء والاختراع”، واصفًا المعرض بـ”المبارك.

ودعا رحمة العرب إلى زيارة المعرض ليروا بأعينهم أن “كل ما أشيع عن سوريا من خراب ودمار وزوال كان جائرًا وباطلًا وهدفه تقوية الإرهابيين والمجرمين”، حسب قوله.

الحج في “قاسيون”

خلال خطبة الجمعة في 25 من آب 2017، دعا رحمة كل سوري مسلم فاته الحج، إلى صعود جبل قاسيون، واصفه بأنه “جبل الانتصار والعزة والكبرياء“.

وذكر أن “من فاته أن يحج في هذا العام والأعوام التي سبقته، إلى بيت الله الحرام بسبب منع النظام السعودي الغاشم له، فليقف على قاسيون”.

وتابع أن “النظام الوهابي منع الشرفاء من الوقوف على جبل الرحمة في عرفات”، “وإنني أقول لمن فاته الطواف والسعي بين الصفا والمروة، تعال أيها المسلم العربي السوري لنسعى جميعًا على بيوت الشهداء والجرحى”.

وأضاف أن “الله يوجد في كل مكان وكل زمان ونجده عند بيوت الشهداء والجرحى”، وفق رحمة، الذي لفت إلى أن السوريين “هناك يحجون ويطوفون ويسعون”.

وكانت الخطبة حينها بعد أن سحبت “لجنة الحج العليا” التابعة لـ “الائتلاف السوري” المعارض، ملف الحج من النظام السوري.

أزمة البنزين.. خطبة رحمة الأخيرة في “الأموي”

عزلت وزارة الأوقاف في حكومة النظام مأمون رحمة من خطابة المسجد “الأموي”، وعيّنت كلًا من توفيق البوطي، وحسام الفرفور، وعبد الفتاح البزم، وبشير عيد الباري، وعدنان الأفيوني، وشريف الصواف، كخطباء في المسجد الأموي بالتناوب، وفق قرار صدر عن الوزارة في 23 نيسان 2021.

قرار العزل جاء بعد خطبة ألقاها رحمة، أثارت جدلًا بين السوريين في مناطق سيطرة النظام، حين تحدث عن “طوابير البنزين” في دمشق، معتبرًا وقوف الأشخاص أمام محطات الوقود، كأنهم في رحلات ترفيهية.

وأضاف أن ساعات الانتظار الطويلة أسهمت في تحسين العلاقات الاجتماعية بين أفراد الشعب.

ولم تذكر وزارة الأوقاف حينها أن سبب العزل هو الخطبة، في حين رد رحمة على قرار عزله بمنشور عبر “فيس بوك”، قائلًا إنها “مكيدة حقيرة قادها البعض ممن ينصبون أنفسهم علماء الخطابة في دمشق بحقي”

وتابع أنه سيكمل مسيرته “النضالية والشرعية في مسجد أبي بكر الصديق، بين أهلي وأحبتي، في مدينتي الغالية كفر بطنا بالغوطة الأبية”.

وختم منشوره قائلًا: “هيهات هيهات، ما هكذا تدار الأمور يا سيادة وزير الأوقاف”.

اقرأ أيضًا: الأسد يستغل المساجد.. يصلّي في “الحسن” وعينه على “التضامن”

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا