قالت صحيفة “Wall Street Journal” الأمريكية، إن كل من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، عقدتا اتفاقًا لتطبيع الأخيرة علاقاتها مع إسرائيل.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، الخميس 9 من آب، اتفق الطرفان على “خارطة طريق” لتطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال فترة بين تسعة إلى 12 شهرًا.
ويشمل الاتفاق ثلاثة محاور أساسية، هي اعتراف سعودي بإسرائيل مقابل تنازلات من الأخيرة للفلسطينيين، وضمانات أمريكية أمنية ومساعدة على إنشاء برنامج نووي سعودي سلمي.
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين (لم تذكر الصحيفة أسمائهم)، تفاؤلًا حذرًا لما أسموه “أهم اتفاق سلام في الشرق الأوسط”.
ويأتي تقرير الصحيفة الأمريكية، بعد لقاء جمع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان في مدينة جدة السعودية، في تموز الماضي.
وكشفت “Wall Street Journal” أن المفاوضات تشمل حاليًا مناقشة التفاصيل الخاصة بطلبات السعودية، بما في ذلك الخاصة بفلسطين.
وتشمل هذه الطلبات تنازلات كبيرة وفق الصحيفة تؤدي لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، فيما تطالب واشنطن بتقييد علاقة السعودية مع الصين.
وأضافت أن واشنطن تسعى للحصول على تأكيدات بعدم سماح الرياض، للصين، بإنشاء قواعد عسكرية في السعودية، وفرض قيود على التكنولوجيا الصينية واستمرار استخدام الدولار الأمريكي في المعاملات الخارجية.
وفق المسؤولين الذين التقتهم الصحيفة الأمريكية، لا يبدو ولي العهد محمد بن سلمان على عجلة من أمره لإتمام الصفقة، خاصةً مع وجود الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي تعارض بدورها إنشاء دولة فلسطينية.
وسبق لـ”القناة 12” الإسرائيلية، أن أعلنت في 23 من أيار الماضي، عن مكالمة هاتفية جمعت بين محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وفي حال إتمام الاتفاق، ستنضم السعودية إلى ما عرف بـ”اتفاقات أبراهام”، التي شملت اعتراف البحرين والإمارات والمغرب والسودان، بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها.
الطريق إلى التطبيع “مليء بالمطبات”
من جهته، نشر موقع “إسرائيل هيوم“، تقريرًا، قال فيه إن التطبيع مع السعودية مليء بالمطبات.
ورغم أن محمد بن سلمان غير من “خطاب الكراهية ضد الإسرائيليين” في الكتب المدرسية، وسمح للرياضيين السعوديين بمنافسة نظرائهم الإسرائيليين في المسابقات الرياضية، وسمح للطائرات الإسرائيلية بالمرور في الأجواء السعودية، لا يبدو التطبيع سهلًا، وفق التقرير.
وهذه التحركات كلها لا تشير بالضرورة إلى اقتراب السلام بين السعودية وإسرائيل، بحسب التقرير، بسبب الطلبات السعودية، إذ لا يبدو أن إسرائيل على استعداد لتقديم التنازلات.
وستكون موافقة نتنياهو على التنازلات بما يخص القضية الفلسطينية بمثابة “انتحار” لحكومته، كما لا يبدو الكونجرس الأمريكي على استعداد لمنح السعودية الضوء الأخضر لتنفيذ برنامج نووي.
وأضاف التقرير أن 75 عامًا من الكراهية لا يمكن محوها في يوم واحد، وليس مؤكدًا أن السعوديين أو قادتهم على استعداد لتغيير بهذا الحجم.
سنغافورة على الخط
التقرير الإسرائيلي أشار إلى دور سنغافوري في المباحثات السعودية- الإسرائيلية.
وفق التقرير تمتلك السعودية وإسرائيل اتصالات “تحت الطاولة”، وتسهم سنغافورة في هذه المباحثات، بعد زيارة الوزير الأول ووزير الأمن الوطني في سنغافورة، تيو تشي هين، إلى إسرائيل ولقائه الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ.
وترى سنغافورة التي تمتلك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، أن سلامًا محتملًا بين الرياض وتل أبيب يرفع عنها الحرج باعتبارها دولة إسلامية بجانب دول كإندونيسيا وماليزيا، التي لا تنظر بعين الرضى للعلاقات بين سنغافورة وإسرائيل.