وجهاء في القنيطرة يهددون بالاحتجاج ضد “فساد” المحافظ

هدد أهالي ريف القنيطرة الشمالي محافظ القنيطرة والأفرع الأمنية العاملة في المحافظة بخروج مظاهرات ضد “فساد” المحافظ في حال عدم وضع حد لعمليات “سرقة حقوق المواطنين”، بحسب تعبير وجهاء في المنطقة.

جاء التهديد، الأربعاء 9 من آب، بعد طلب وجهه محافظ القنيطرة، معتز أبو النصر جمران، لرئيس بلدية جباتا الخشب، هاشم العلان، بتسليم ألواح الطاقة الشمسية التي رُكبت سابقًا لإنارة شوارع البلدة الرئيسة، وهو ما رفضه العلان، بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة.

وعقب انتشار الخبر في المنطقة، شكّل الوجهاء وفدًا ضم “لجنة المصالحة” في جباتا الخشب، واتجهوا إلى مخفر الشرطة فيها، مهددين بإطلاق احتجاجات اليوم، الخميس، ضد ما أسموه “فساد محافظ القنيطرة”، بحسب المراسل.

وعقد الوجهاء و”لجنة المصالحة” اجتماعًا، الأربعاء، ضم رئيس بلدية جباتا الخشب وممثلين عن عائلات المنطقة، حضره مراسلنا في القنيطرة، وترأس الاجتماع رئيس “لجنة المصالحة” في البلدة، محمد مريود.

وعقب انتهاء الاجتماع الذي اتفق خلاله وجهاء المنطقة على إطلاق احتجاجات في حال لم يتوقف محافظ القنيطرة عن ممارسة “فساده”، استدعى الفرع “220” المعروف بـ”فرع سعسع” في محافظة القنيطرة أعضاء من “لجنة المصالحة” للتحقيق.

وبحسب وجهاء في المنطقة قابلتهم عنب بلدي، فإن سكان المنطقة لا يزالون مصرين على الخروج باحتجاجات مساء اليوم، الخميس، في حال لم يتوفر حل سريع لـ”الفساد الذي يرعاه المحافظ في المنطقة”.

أحد وجهاء المنطقة قال لعنب بلدي، إن محافظ القنيطرة “يسرق حقوق المواطنين، ومخصصات المحروقات، ولم ينفذ أي عمل خدمي”.

وتناولت حسابات إخبارية محلية قضية “فساد” المحافظ نفسه خلال الساعات الماضية، تزامنًا مع تهديدات وجهاء المنطقة بتنظيم احتجاجات ضده.

المحافظ يحارب الفساد

في 7 من آب الحالي، قالت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، إن محافظ القنيطرة، معتز أبو النصر جمران، وجه بنقل رئيس المكتب الفني والشرطي والمحاسب في مجلس بلدة خان أرنبة، وإحالة المخالفات المرتكبة إلى فرع الجهاز المركزي للرقابة المالية في القنيطرة لمباشرة التحقيق بالخلل واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين.

وأضافت أنه ضمن إطار المتابعة الدورية لعمل الوحدات الإدارية، أكد محافظ القنيطرة وجود “مكامن خلل” في عمل الوحدة الإدارية في بلدة خان أرنبة، موجهًا بتشكيل لجنة فنية فورية لمتابعة أداء وعمل البلدية وتحديد المسؤولية حول الخلل.

ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر لم تسمِّها بمحافظة القنيطرة والمجلس البلدي في خان أرنبة، أن المخالفات والخلل في البلدية تمثلت بموضوع رخص البناء والتجاوزات عليها والتقصير في جباية رسوم الإشغالات أمام المحال التجارية ووجائب الأبنية.

وفي عام 2022، صدر المرسوم رقم “200” القاضي بنقل عبد الحليم خليل محافظ القنيطرة وتعيينه محافظًا لمحافظة طرطوس، ونقل المهندس معتز أبو النصر جمران محافظ ريف دمشق وتعيينه محافظًا لمحافظة القنيطرة.

تردٍّ خدمي

تعاني محافظة القنيطرة إلى جانب محافظات الجنوب السوري أوضاعًا معيشية متردية، إلى جانب حالة من الفلتان الأمني فيها، عززها رفض أبناء المنطقة وجود النظام السوري فيها بعد أن كانت خارجة عن نفوذه لنحو ست سنوات.

وتقع القنيطرة جنوبي سوريا، وتمتد على مساحة 1200 كيلومتر مربع، تحتل إسرائيل ثلثيها، وتتوزع فيها عشرات القرى.

ويشير المكتب المركزي للإحصاء، التابع لحكومة النظام السوري، إلى أن عدد السكان في المحافظة حسب تقديرات عام 2019 بلغ 117 ألف نسمة، فيما ذكرت دراسة حول “التنمية الإقليمية في محافظة القنيطرة” أن عدد سكان المحافظة، بالإضافة إلى أبنائها النازحين في الداخل السوري، بلغ 475 ألف نسمة عام 2009.

–