اللاجئون والعرب وهجوم على أنقرة.. أبرز محاور لقاء الأسد
أجرى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مساء الأربعاء 9 من آب، حديثًا خاصًا لقناة “سكاي نيوز عربية”، مدته نصف ساعة، وتناول مجموعة من المواضيع والقضايا على المستوى الداخلي والعربي، من خلال 26 سؤالًا أجاب عنها.
نفى الأسد وجود مطالب داخلية برحيله عن السلطة رغم الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المدن والبلدات السورية منذ عام 2011، معتبرًا أن “الرئيس” يرحل عندما يريد الشعب له الرحيل، وليس بسبب ضغط خارجي أو حرب خارجية، “أما عندما يكون بسبب حرب خارجية، عندها يكون اسمه هروباً وليس تخلياً عن السلطة، والهروب لم يكن مطروحاً على الإطلاق”، على حد قوله.
كما قلل من حجم الاحتجاجات التي طالبت برحيله، معتبرًا أن العدد الكبير للمتظاهرين لم يتجاوز في أحسن الأحوال مئة ألف ونيّف، على حد زعمه.
الأسد حمّل ما قال إنه “الإرهاب” مسؤولية الدمار في سوريا، وتطرق أيضًا إلى العلاقات مع الدول العربية، ووصف العلاقات العربية- العربية بـ”الشكلية”، موضحًا أن العودة إلى الجامعة العربية ستبقى شكلية مالم يجري الوصول إلى مرحلة وضع الحلول، وأن الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي.
وفيما يتعلق بالمعارضة، أشار الأسد إلى أنه يعترف بالمعارضة “المصنعة محليًا” التي تمتلك قاعدة شعبية، لا “المصنعة خارجيًا”، على حد تعبيره.
عودة اللاجئين
جدد الأسد ربطه عودة اللاجئين السوريين بالواقع المتردي في مناطق سيطرته، نافيًا سجن أي شخص من أقل من نصف مليون سوري عادوا خلال السنوات الماضية، رغم وجود مطالب تركية ضمن مسار التقارب، وعربية ضمن “المبادرة الأردنية” تركز على ضرورة الحصول على ضمانات لعودة اللاجئين، إلى جانب تقارير إعلامية وحقوقية حول اعتقال سوريين عادوا إلى مناطق سيطرة النظام.
وقال الأسد، “لماذا توقفت هذه العودة، توقفت بسبب واقع الأحوال المعيشية، فكيف يمكن للاجئ أن يعود دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة هذا هو السبب”.
وحول المخدرات، نفى الأسد صلة نظامه بمسألة تهريبها، محملًا المسؤولية لـ”الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سوريا”، وفق تعبيره.
نفي الأسد سبقه في أيار الماضي، الحديث عن عرض سعودي قدمته الرياض للأسد خلال زيارة وزير خارجيتها غلى دمشق في 18 من نيسان، ومفاده أن السعودية اقترحت تعويض النظام السوري خسارة تجارة “الكبتاجون” في حال توقفها.
ونقلت حينها وكالة “رويترز”، أن السعودية عرضت أربعة مليارات دولار، وفق تقديرات الرياض لقيمة التجارة.
“تحت شروط أردوغان”
عند سؤاله عن إمكانية لقاءه بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال الأسد إن الهدف بالنسبة له هو الانسحاب التركي من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان “شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا”، مشددًا على أن اللقاء لا يمكن أن يتم “تحت شروط أردوغان”، وفق قوله.
وعند سؤاله عن تصريحات الرئيس التركي التي تشدد على بقاء القوات التركية في سوريا لمحاربة “الإرهاب”، صعد الأسد لهجته ضد أنقرة، معتبرًا أن “الإرهاب الموجود في سورية هو صناعة تركية، جبهة النصرة، أحرار الشام هي تسميات مختلفة لجهة واحدة كلها صناعة تركية وتموّل حتى هذه اللحظة من تركيا، إذاً عن أي إرهاب يتحدث؟ (في إشارة إلى أردوغان)”.
وعلى المستوى الاقتصادي، اعتبر الأسد أن العقبة الأكبر أمام الاقتصاد السوري ليست قانون “قيصر”، بل “تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين”، وصورة الحرب التي تمنع المستثمرين من التعامل مع السوق السورية.
وبالحديث عن العلاقات مع الدول العربية، قال الأسد “نحن لم نبدأ هذه القطيعة ولم نقم بأي عمل ضد أي دولة عربية (..) هل هناك طريقة أخرى أفضل؟ إذا كانت هناك طريقة أخرى أفضل نتمنى أن نُنصح بها لنتبعها، لا يوجد لدينا مانع”.
وتعتبر هذه المقابلة الإطلالة الإعلامية الأولى للأسد عبر شاشة عربية منذ عام 2013، حين أجرى حديثًا خاصًا لقناة “الميادين” اللبنانية، المقربة من “تيار المقاومة”، وحاوره حينها الإعلامي غسان بن جدو.
وخلال السنوات الماضية، أجرى الأسد لقاءات وأحاديث إعلامية خاصة مع وسائل إعلام روسية ناطقة بالعربية، بشكل متكرر.
كما أجرى عدة مقابلات في آذار الماضي، خلال زيارته إلى موسكو، وجرى الحديث خلالها حينها عن إمكانية العودة إلى الجامعة العربية، والعلاقات مع العرب، قبل تجلّي “المبادرة الأردنية”، وعقد لقاءات عربية لأكثر من مرة على مستويات وزارية في السعودية والأردن لبحث الملف السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :