هل تنظيم "الدولة" وراءها

ما حقيقة منشورات ورقية تهدد بقتل النساء “المتبرجات” في دير الزور

ظهور منشورات متكررة تحمل توقيع التنظيم لا يعني أنها تعود له 8 من آب 2023 (تعديل عنب بلدي)

camera iconظهور منشورات متكررة تحمل توقيع التنظيم لا يعني أنها تعود له - 8 من آب 2023 (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

انتشرت خلال الأسبوع الحالي منشورات ورقية في بلدة الطيانة بريف دير الزور الشرقي، تهدد بقتل النساء في حال عدم الالتزام باللباس الشرعي.

وتضمن أحد المنشورات صورة لنساء يرتدين لباسًا أسود، وعلم التنظيم، وتهديدًا بالاستهداف المباشر للنساء، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في دير الزور، الثلاثاء 8 من آب.

وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر منشورات أو تحركات تعود للتنظيم في مدينة دير الزور، إذ استغل الأخير مظاهرة في دير الزير للتنديد بحرق المصحف لرفع علمه، كما ظهرت منشورات في المنطقة نفسها، حملت تهديدات لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المسيطرة على المنطقة.

هل يعود المنشور إلى التنظيم حقًا؟

تضمن المنشور صورة لأربع نساء يرتدين النقاب، وعلم التنظيم في أعلى يمين الصورة، بالإضافة إلى تهديد صريح باستهداف النساء “المتبرجات” عبر الرمي بالرصاص.

لكن العبارات التي تضمنها المنشور تحمل أخطاء لغوية واضحة، وهذه إحدى النقاط التي استند إليها الباحث في الجماعات الجهادية عرابي عرابي، في حديث إلى عنب بلدي، لنفي أن يكون المنشور تابعًا للتنظيم.

وقال لعنب بلدي، إن الديوان الإعلامي لـ”الدولة الإسلامية” لا يصدر وثيقة أو بيانًا أو حتى منشورًا يحتوي على أخطاء لغوية تُحسب عليه.

كما أن الخط المستخدم في المنشور يختلف عن الخط الذي يستخدمه التنظيم في منشورات مشابهة، وفق عرابي.

لكن عرابي أشار إلى أن عدم عودة المنشورات إلى التنظيم لا يعني عدم حضوره في المنطقة، لعدة أسباب تتعلق بارتباطات أشخاص عملوا معه سابقًا خلال فترة سيطرته على المنطقة.

وأضاف الباحث أن حالات اختطاف التنظيم لأفراد من المنطقة يدفع عائلاتهم للتعاون معه، كما أن تقديم وعود لبعض السكان بالإفراج عن أقاربهم المسجونين لدى “قسد” يدفع بهم للتعاون معه.

قصاصات ورقية انتشرت في دير الزور يعتقد أنها تعود للتنظيم 6 من آب 2023 (عين الفرات)

منشورات ورقية في دير الزور يُعتقد أنها تعود للتنظيم – 6 من آب 2023

كما يظهر وجود التنظيم من خلال جمع الأموال عبر ما يطلق عليه “الكلفة السلطانية“، وهي مبالغ تُدفع كزكاة عن السكان، ويجمعها من مدنيين وأصحاب رؤوس الأموال، مع تهديدات بالعقاب للممتنعين.

وبالتوازي مع انتشار المنشورات، شهدت العمليات التي يشنها التنظيم ضد “قسد” تراجعًا ملحوظًا، وفي حين ينفذ التنظيم 25 عملية شهريًا ضد “قسد”، تراجعت إلى 13 عملية فقط في تموز الماضي، وفق عرابي.

ويعود انخفاض العمليات العسكرية إلى وجود مفاوضات بين التنظيم و فصائل في المنطقة للدخول في هدنة بين الطرفين، لذا لن يكون منطقيًا إرسال التنظيم تهديدات مشابهة للسكان، بحسب عرابي.

ونشر تنظيم “الدولة”، في 25 من حزيران الماضي، إصدارًا جديدًا حمل اسم “صناع الملاحم (7)”، استعرض عشرات عمليات الاستهداف التي نفذها في مختلف المحافظات السورية، وتركز معظمها في دير الزور ودرعا.

وتضمّن التسجيل المصوّر استعراضًا لعمليات اقتحام مقار وحواجز، وعمليات إعدام ميداني لعناصر من “قسد” وآخرين من قوات النظام السوري.

منشور يثير حفيظة سكان المنطقة

وجود منشورات ورقية يُعتقد أنها صادرة عن التنظيم ليس الأول من نوعه، إذ سبق وانتشرت منشورات مشابهة هدد من خلالها التنظيم موظفي مجالس مدنية في قرى الحريجية والحجنة.

وهدفت المنشورات حينها لدفع الموظفين لترك وظائفهم والالتحاق بـ”دورات شرعية” (دورة توبة) في مكان تحدده خلايا للتنظيم بأحد مساجد المنطقة.

وتثير هذه المنشورات حفيظة وقلق سكان في المنطقة ممن التقتهم عنب بلدي.

قصاصات تداولها ناشطون يعتقد أنها تعود للتنظيم تهدد موظفي قسد 2017 (مراسل الشرقية)

منشورات تداولها ناشطون يُعتقد أنها تعود للتنظيم تهدد موظفي “قسد” – 2017 (مراسل الشرقية)

وقال عمر القرعاني من سكان بلدة الطيانة لعنب بلدي، إن المنطقة “ملتزمة دينيًا وليست بانتظار التنظيم لتعليمها أصول الدين”، كما أن وجود التنظيم في المنطقة أو عودته بشكل أكبر قد يتسبب بعديد من المشكلات.

وأبرز هذه المشكلات سترتبط بمغادرة الشباب للمنطقة، خاصة أن التنظيم أعلن عن نفير إجباري خلال المعارك ضد التحالف الدولي و”قسد” خلال سيطرته على المنطقة في 2019، وفق عمر القرعاني.

“لو سمعنا أن عنصرًا واحدًا من التنظيم موجود في الحي، يشكّل ذلك لدينا مخاوف أكثر من فوج عسكري كامل لأطراف أخرى”، بحسب رأي عمر القرعاني.

من جهته، قال محمد العصمان من أهالي بلدة الطيانة، إن التنظيم حاول في أثناء سيطرته على المنطقة نشر الجهل، والخلاص منه كان إعادة للحياة في المنطقة، وسجونه أشبه بسجون مخابرات النظام السوري، بالإضافة إلى الرعب الذي زرعه من خلال عمليات القصاص وتعليق الجثث في الشوارع والحدائق العامة.

سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على مساحات واسعة من سوريا والعراق في عامي 2013 و2014، قبل أن يتشكل “التحالف الدولي” ويشن عمليات عسكرية ضد التنظيم في 2014.

ورغم تراجع نفوذ التنظيم ومساحات سيطرته على الأرض، فإنه مستمر بتنفيذ عمليات ضد “قسد”، كما يتبنى عمليات ضد النظام السوري.

وفي حزيران الماضي، قالت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، إن قواتها العسكرية نفذت إلى جانب التحالف الدولي و”شركاء آخرين” 37 عملية ضد التنظيم.

وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 13 عنصرًا واعتقال 21 آخرين في سوريا والعراق.

وكانت سبع عمليات من أصل الحصيلة في سوريا أسفرت عن مقتل عنصر واعتقال 14 آخرين، و30 عملية في العراق نتج عنها مقتل 12 عنصرًا واعتقال سبعة.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة