مناطق حوض الخابور تعاني نقص الخدمات شمالي دير الزور
تنتظر أكثر من عشر قرى بريف دير الزور الشمالي تفعيل محطات مياه قيد التنفيذ منذ نحو عامين، لكن بناءها لم يكتمل حتى اليوم، لتنضم إلى مناطق أخرى تديرها “الإدارة الذاتية” شرق الفرات، تعاني نقصف الخدمات وأبرزها المياه.
ويشتكي سكان المنطقة، الممتدة على ضفة نهر “الخابور” وصولًا إلى الضفة الشرقية من نهر “الفرات”، منذ سنوات من نقص المياه، ما يجبر معظمهم على تأمينها عن طريق صهاريج سعة عشرة براميل، يتراوح سعر “النقلة” الواحدة بين 30 و40 ألف ليرة سورية (كل دولار أمريكي يعادل 12500 ليرة)، بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة.
ميزانيتان لمحطة واحدة
موظف في المجلس المحلي بالمنطقة، تحفظ على ذكر اسمه كونه لا يملك صلاحية الحديث إلى وسائل الإعلام، قال لعنب بلدي، إن ميزانية إنشاء محطة جر مياه لقرية ماشخ بريف دير الزور الشمالي من قناة الري الموجودة في بلدة الصبحة بريف المدينة الشرقي منذ عامين بلغت 63 ألف دولار أمريكي.
وأضاف أن المشروع لا يزال قيد الإنشاء، إذ وجهت “الإدارة الذاتية” تعليمات مؤخرًا لاستكمال المشروع بميزانية جديدة بلغت 80 ألف دولار أمريكي، لكن الخطوات العملية لم تبدأ بعد.
وفي قرية الطكيحي بريف دير الزور الشمالي أيضًا، أطلقت منظمة “حماية البيئة والتنمية المستدامة” مشروعها “شريان الخابور” الهادف إلى تأمين مياه نقية وصالحة للشرب إلى المنطقة السكنية في القرية، ويقوم المشروع على مد خط لنقل مياه الشرب بطول 5500 متر.
الخط الذي قال عنه الموظف في المجلس المحلي إنه يصل الماء من مدينة البصيرة شرقي دير الزور إلى خزان قرية الطكيحي نفذ خلال 2022، ولكن بحسب سكان من المنطقة، فإنه لم يعمل حتى اليوم، ولم تصل المياه إلى القرية منذ عشر سنوات، ويلجأ سكانها لشراء الماء بالصهاريج.
عمر المطر، من سكان قرية الطكيحي المستفيدة من المشروع، قال لعنب بلدي، إن عمليات الحفر التي أطلقتها المنظمة تبعها وصول الماء إلى المنازل لمدة أسبوع، بشكل متقطع لبضع ساعات في اليوم الواحد، ثم عادت للانقطاع كما كانت الحال قبل تنفيذ المشروع.
“الإدارة الذاتية” لا تستجيب
في الجهة المقابلة لقرية ماشخ على نهر “الخابور” تقع قرية حريزة التي تعاني هي الأخرى قلة المياه، ويلجأ سكانها لشراء الماء حالهم كحال معظم سكان حوض الخابور.
سلمان العايش موظف سابق في بلدية البصيرة شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي، إن البلدية طالبت “هيئة الخدمات” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في دير الزور بإكمال مشروع “الراجع” الذي يصل قناة الري ببلدة الصبحة، “لكن لم نحصل على إجابة في كل مرة كنا نخاطب فيها (الإدارة)”.
ويقوم مشروع “راجع” على جر المياه من قناة ري الصبحة إلى قرى حوض الخابور، ويروي ثلاث قرى منها، بحسب الموظف، إذ يخدم في حال تنفيذه حوالي 30 ألف نسمة في قرى التوامية وحريزة وبرشم.
مدير “هيئة الخدمات” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، المهندس محمد حمادي، قال لعنب بلدي، إن العمل جارٍ في قرى ضمان وبرشم، وستباشر “الهيئة” عملها في محطة “الربيضة” بالقرب من ناحية الصور لإيصال خدمات المياه للمنازل.
وأضاف أن محطتي “ماشخ” و”حريزة” في المنطقة نفسها لا يزال العمل مستمرًا فيهما، إذ تتوقع إدارة المشروع أن تغذي “ماشخ” سلسلة قرى في حوض الخابور بدءًا من قرية ماشخ شرقي مدينة البصيرة حتى طيب الفال أي حوالي عشرة كيلومترات.
وستغذي أيضًا محطة “حريزة” من بلدة التوامية شمال مدينة الصبحة على ضفة “الفرات” الشرقية، حتى بلدة برشم عى ضفة نهر “الخابور” الغربية (حوالي ستة كيلومترات)، بحسب المهندس.
المهندس محمد حمادي أضاف أن قريتي الحجنة والحريجية تمتلكان محطاتهما الخاصة، وتعمل على أكمل وجه.
تعاني معظم المحافظات السورية بمختلف أصحاب النفوذ فيها نقصًا في المياه، أبرزها محافظة الحسكة التي أعلنتها “الإدارة الذاتية” (صاحبة النفوذ الإداري فيها)، منطقة منكوبة بسبب نقص المياه الحاد فيها.
وكانت مديرية المياه في الحسكة أعلنت، مطلع تموز الماضي، عن أن المحافظة وتل تمر وقراهما ومخيمي “واشوكاني” و”رأس العين” مناطق “منكوبة”، تكاد تنعدم الحياة فيها بسبب أزمة المياه، وعزت السبب إلى انقطاع مياه الشرب من محطة “علوك” الموجودة في مدينة رأس العين الواقعة تحت سيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :