نقل فيلم “النزاع الأخير” الحائز على الجائزة الكبرى في مسابقة “الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير 2023″، مشكلة تهميش وإهمال التراث السوري سواء قبل الثورة السورية أو بعدها.
الفيلم الذي سُجل في الشمال السوري، عُرض لأول مرة في 22 من حزيران الماضي، وهو من إخراج وتصوير الشاب السوري علاء سيد عيسى.
واختار المخرج صورة عامة لموقع أثري يظهر فيها المؤرخ السوري فايز قوصرة، كأولى لقطات العمل.
وفي حديث إلى عنب بلدي قال مخرج الفيلم السوري علاء سيد عيسى، إنه واجه صعوبة بتصوير بعض الأماكن التراثية في إدلب، لسيطرة بعض الفصائل عليها واشتراط حصوله على إذن للتصوير.
وأضاف أن إدخال معدات للتصوير من تركيا إلى إدلب كان صعبًا، ولكنه تمكن من النجاح بعد معاناة.
مئات المواقع الأثرية القديمة، يعود بعضها إلى حضارات ما قبل الميلاد بآلاف السنين، تحدث عنها الفيلم، وكشف عن التهميش الذي تعرضت له تلك المواقع.
وأعلنت “الجزيرة الوثائقية” عن نتائج المسابقة، في 23 من تموز الماضي، إذ حصل أيضًا فيلم سوري بعنوان “يدي تتكلم” على جائزة الجمهور، من إخراج الشاب السوري أسامة عبد الحميد الخلف.
وتحدث المخرج سيد عيسى في تسجيل مصور، عُرض في منصات “الجزيرة الوثائقية“، عن فخره بحصول فيلمه الذي يتناول قضية ثقافية تخص الشمال السوري على الجائزة الكبرى.
خاض المخرج تجربته الأولى بالانضمام للمسابقات عبر فيلمه “النزاع الأخير” لإيصال رسالة حول أهمية وعراقة المواقع الأثرية الموجودة في إدلب، وتسليط الضوء على واقعها وتعرضها للتهميش والإهمال.
سيد عيسى قال لعنب بلدي، إنه حصل على جائزة المركز الأول، وقدرها ثلاثة آلاف دولار مقدمة من “الجزيرة الوثائقية”.
وتعد محافظة إدلب من أغنى المحافظات السورية بالآثار، إذ تمتلك ثلث آثار سوريا، التي تعود إلى حقب مختلفة، وحضارات عاشت فيها منذ الألف الخامس قبل الميلاد، وتتبع للفترات الآرامية، واليونانية، والرومانية، والآشورية، والبيزنطية، والإسلامية المختلفة، وبعضها مدرج على لائحة التراث العالمي.
وتعرضت هذه الآثار للتخريب والتدمير بسبب العمليات العسكرية التي شنها النظام السوري على المنطقة، إلى جانب عمليات سرقة وتهريب خارج البلاد تُتهم بها جهات عديدة على مدار العقد الماضي.
ولا توجد تقديرات رسمية لحجم الآثار التي هُربت ونُهبت من سوريا على مدار السنوات الأخيرة، إلا أن تقديرات منظمة “يونسكو” الدولية، تقدّر أن حجم تجارة الآثار في سوريا بلغ نحو 15 مليار دولار أمريكي.
وأكدت “يونسكو” في بيان لها، أن الموروث الحضاري السوري محمي من قوانين محلية ودولية عديدة، مستعرضة نصوص هذه القوانين بشكل تفصيلي.