أعلنت الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين في مصر عبر “فيس بوك”، تجديد قرار دفع رسوم القيد الجامعي للوافدين، ولم يستثن القرار الجديد السوريين حاملي الشهادة الثانوية المصرية الذين كانوا مستثنين من الدفع سابقًا.
وجاء في نص القرار الصادر في 12 من تموز الماضي، أن على الطلاب الأجانب دفع ما يصل إلى 2000 دولار أميركي مقابل “القيد الجامعي”، أي ما يعادل 60 ألف جنيه مصري، عند التقدم للتسجيل في الإدارة العامة للطلاب الوافدين التابعة لوزارة التعليم العالي.
وعلى الطلاب الأجانب في مصر استخراج “القيد الجامعي” من إدارة الوافدين، ومن دونه لا يمكن التسجيل الرسمي بالجامعات، ويدفع لمرة واحدة فقط عند التقديم على موقع “ادرس في مصر”، بحسب القرار.
الطالب الجامعي ليث الزغبي، المقيم في مصر، قال لعنب بلدي، إنه لم يصدر أي قرار بشأن “رسوم الدراسة المقررة”، حتى الآن، وهي الرسوم السنوية التي تدفع للخزينة الخاصة بشؤون الطلاب، في الكلية التي سجل فيها الطالب.
وأضاف، أن “القيد الجامعي” يختلف عن الرسوم الجامعية التي تدفع سنويًا، إذ كان يتم في السنوات السابقة إعفاء الطلاب السوريين من دفعها.
قرارات الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين في مصر جاءت على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى بدأت من العام الدراسي 2012-2013 وحتى 2015-2016، صدر خلاله قرار من وزير التعليم العالي ينص على إعفاء الطلاب السوريين من الرسوم الخاصة بالطلاب “الوافدين” (غير مصريي الجنسية أو الأم) مع بقاء تنسيقهم ضمن الوافدين، (تشبه المفاضلة في سوريا).
وشمل الإعفاء كافة الرسوم بصرف النظر عن مكان استخراج الشهادة الثانوية، أي يعامل الطالب السوري معاملة الطالب المصري تمامًا.
أما المرحلة الثانية كانت من 2016-2017 حتى العام 2022-2023، إذ نص القرار على أن يعامل، الطالب السوري الذي يحمل شهادة ثانوية عامة مصرية (بكل أنواعها) معاملة الطالب المصري بالرسوم والوافد بالتنسيق (المفاضلة).
ويعامل الطالب السوري الحاصل على شهادة ثانوية عامة سورية (بكالوريا)، بكل أنواعها معاملة الوافد بالتنسيق (المفاضلة)، ولا يدفع رسوم لإدارة شؤون الطلاب الوافدين التابعة لوزارة التعليم العالي المصرية، ويدفع 50% من الرسوم السنوية الخاصة بالوافدين للجامعات بالدولار الأمريكي حصرًا.
وعن الطالب السوري الحاصل على شهادة ثانوية عامة غير مصرية أو غير سورية، يعامل معاملة أي طالب وافد بالتنسيق (المفاضلة)، ويدفع الرسوم الخاصة بالطلاب الوافدين كاملة.
وفرضت المرحلة الثالثة للعام الدراسي الحالي 2023-2024 على الطلاب السوريين دفع الرسوم الخاصة بإدارة شؤون الطلاب الوافدين مهما كانت شهادتهم الثانوية (مصرية- سورية – غير ذلك).
وجاءت الرسوم التي ألزمت بها كافة الجنسيات هذه السنة بحسب ما نشرته الإدارة المركزية لشئون الطلاب الوافدين في مصر على الشكل التالي:
170 دولارًا أمريكيا كرسوم رفع الطلب على المنصة، لا تسترد حتى في حالة عدم القبول.
170 دولارًا رسوم تنسيق بعد قبول الأوراق.
150 دولارًا رسوم اشتراك نادي الوافدين.
300 دولار رسوم غرامة حداثة مؤهل عن كل سنة تأخير في الشهادة الثانوية.
1500 دولار رسوم قيد بدون تخفيض لكل الجنسيات حتى السودان.
تدفع هذه الرسوم للسنة الأولى فقط، وبعد ذلك يلتزم الطالب بسداد رسوم الدراسة المقررة.
وقال ليث، إنه تواصل مع إدارة شؤون الطلاب الوافدين التابعة لوزارة التعليم العالي ليتأكد من صحة الخبر وجاء رد الإدارة بالإيجاب.
ولم تجب إدارة الشؤون نفسها على أسئلة طرحتها عنب بلدي حول الموضوع نفسه.
وأضاف الطالب ليث، أن القرار الحالي لا يؤثر في أي شكل على الطلاب المقبولين سابقًا (أي طالب مقبول قبل العام الدراسي 2023-2024).
أما الرسوم الجامعية السنوية، فلم يتضح إلى الآن وضع السوريين فيها، بحسب ليث.
مخاوف الطلاب
بناءًا على القرار أصبح الطالب السوري الحاصل على الشهادة المصرية يعامل كغيره من الطلاب الوافدين على عكس ما كان يجري سابقًا، حيث كان يعامل معاملة الطالب المصري ويدفع مبلغًا رمزيًا بالجنيه المصري.
وأثار القرار مخاوف الطلاب السوريين في مصر، وبات مستقبل كثير منهم معلقًا على أمل صدور إعفاء يشملهم.
مها، اسم مستعار لوالدة طالبة سورية، قالت لعنب بلدي، إن قرار الإعفاء يصدر كل سنة، وإن لم يصدر هذا العام، فإن غالبية الطلبة السوريين لن يتمكنوا من التسجيل في الجامعة لعدم قدرتهم على دفع هذه المبالغ، بسبب الأوضاع المعيشية السيئة في مصر.
وأضافت، أنها منفصلة عن زوجها وتعمل في تنظيف المنازل لتأمين احتياجات أطفالها البالغ عددهن أربعة، ولا تستطيع دفع هذه المبالغ ” الهائلة”، وإن لم يصدر قرار الإعفاء لن تتمكن ابنتها من إكمال مسيرتها التعليمية.
أما روز (18 عامًا)، وهي طالبة سورية أنهت المرحلة الثانوية هذه السنة، وتتحضر للتسجيل في الجامعة، عبرت عن خيبة أملها هي وصديقاتها من القرار.
وكانت روز وزميلاتها السوريات يتحضرن بحماس للبدء بالمرحلة الجامعية التي انتظرنها طويلًا، ووضعن خطة للدراسة مبكرًا، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
وأضافت، أنها لا تملك أي خطة بديلة إن لم يصدر قرار جديد يستثني السوريين من الدفع، لأن وضع عائلتها لا يسمح لهم بدفع المبلغ.
تواصلت عنب بلدي مع وزارة التعليم العالي، ووجهت أسئلة عن أسباب إلغاء إعفاء السوريين من دفع الرسوم الخاصة بإدارة شؤون الطلاب الوافدين مهما كانت شهادتهم الثانوية، لكنها لم تتلق ردًا حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة في مصر، بلغ عدد المهاجرين السوريين التقديري في مصر 1.5 مليون من أصل تسعة ملايين مهاجر، حتى نهاية شهر تموز 2022.