تستمر عملية توزيع مياه الشرب في أحياء بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، لليوم الثاني على التوالي، عبر صهاريج وصلت من دير الزور ضمن حملة أطلقها أبناء عشائر باسم “الحسكة تموت عطشًا”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة، أن التوزيع بدأ الثلاثاء، 1 من آب، في أحياء مشيرفة، النشوة، غويران، الزهور، تل حجر، مرشو، العزيزية، الصالحية، والعابد، ويستمر اليوم الأربعاء في الأحياء نفسها.
وتضمنت الحملة مئة صهريج سعة الواحد منها مئة برميل، وعشرة آلاف قالب ثلج، جُمعت من أماكن متفرقة بدير الزور، وتبقى الصهاريج في الحسكة على مدار 15 يومًا، حتى توزع على جميع الأحياء الأشد حاجة.
وانتهى توزيع ألواح الثلج يوم الثلاثاء، وتعمل الحملة على حفر 25 بئر ماء في أماكن متفرقة بمدينة الحسكة، وفق ما قاله قائمون ومتطوعون لعنب بلدي.
وقال الناشط الإعلامي إبراهيم الحسين (أحد القائمين على الحملة)، إن ضخ المياه إلى المنازل بدأ قرابة الساعة 11 من ظهر الثلاثاء.
وانطلقت الحملة من دير الزور فجر الثلاثاء، لإيصال مياه الشرب إلى مدينة الحسكة التي تشهد أزمة مياه خانقة منذ شهر تقريبًا، ويشرف عليها الشيخ أبو محمد الشعيطي، والناشط إبراهيم الحسين.
وجاءت الحملة استجابة للأهالي في الحسكة من خلال تأمين صهاريج مياه وإطلاقها كقافلة، مع وجود آلية لضمان وصولها دون مخاوف، عبر فريق مرتبط بالحملة يرافق القافلة، مع التوثيق بالتسجيلات المصورة، وفق بيان للحملة اطلعت عليه عنب بلدي.
تجري هذه الحملة، بحسب القائمين عليها، دون تنسيق مع أي منظمات أو جهات حكومية، على غرار قافلة مساعدات وصلت من أهل العشائر شمال شرقي سوريا إلى المتضررين من الزلزال بريف حلب ومناطق إدلب، في شباط الماضي.
وتشهد مدينة الحسكة الواقعة تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” أزمة مياه خانقة دون حلول واضحة، ويعتمد الأهالي على طرق بديلة غير صحية ومكلفة، كصهاريج المياه (سعة ألف ليتر) بمبلغ 25 ألف ليرة سورية (1.7 دولار)، تحمل مخاوف الإصابة بالأمراض.
ويناشد الأهالي لإيجاد حلول سريعة لإنهاء الأزمة التي تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة.
ومطلع تموز الحالي، أعلنت مديرية المياه في الحسكة، أن المحافظة وتل تمر وقراهما ومخيمي “واشوكاني” و”رأس العين” مناطق “منكوبة”، تكاد تنعدم الحياة فيها بسبب أزمة المياه، وعزت السبب إلى انقطاع مياه الشرب من محطة “علوك” الموجودة في مدينة رأس العين الواقعة تحت سيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري”.
واتهمت المديرية كلًا من روسيا والنظام السوري وتركيا بالوقوف وراء ذلك، وفق ما نقله موقع “Bas News” الكردي.
وقالت الرئيسة المشتركة لهيئة الإدارات المحلية في “الإدارة الذاتية” إلهام مطلي اليوم، إن “الإدارة” ستؤمن مصدرًا للمياه لأهالي الحسكة عوضًا عن محطة “علوك”، عن طريق مشروع استجرار المياه من عامودا إلى الحسكة بمسافة تبلغ 60 كيلومترًا، إضافة إلى استجرار مياه “الفرات” من الحمة، دون تقديم أي تفاصيل عن الخطة الزمنية للمشروع.