الخلاف بين “مجلس دير الزور العسكري” و”قسد”.. لا يتطور لكن قد يتكرر
تكررت المواجهات في محافظة دير الزور مؤخرًا بين “مجلس دير الزور العسكري” وفصيله الأم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إثر مقتل عناصر من “المجلس” في تموز الماضي.
وخلال اليومين الماضيين هدأت الأوضاع الميدانية في المنطقة بعد التوصل لتسوية بين الجانبين، تعثرت ثم عادت للتطبيق بسبب رفض “قسد” الانصياع لأوامر قائدها مظلوم عبدي، بإزالة حاجز الربيضة شمالي دير الزور، وهو شرط قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل، لإنهاء حالة الاقتتال في المنطقة.
المتحدث الرسمي باسم “مجلس دير الزور العسكري”، الملقب بـ”أبو الليث خشام”، قال لعنب بلدي إن الخلاف انتهى، وعادت الأمور إلى وضعها الطبيعي منذ الأحد الماضي.
وأشار إلى أن “قسد” أزالت حاجز “الربيضة” التابع لها، والواقع على مدخل بلدة الربيضة (مسقط رأس أحمد الخبيل).
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن “قسد” أعادت نشر حواجزها العسكرية في المنطقة بشكل كامل في بلدات العزبة والصور شمالي دير الزور وأخرى في جديد عكيدات والصبحة والبصيرة شرقي المحافظة، بعد أن تعرضت الحواجز نفسها لهجمات من أبناء المناطق نفسها، دعمًا لـ”المجلس العسكري”.
وخلال الصدام المسلح الأحدث بين “مجلس دير الزور العسكري” و”قسد” في دير الزور، اتجهت الأوضاع نحو الهدوء بعد ساعات من الاشتباكات، لكنها عادة للتصاعد بعد رفض “قسد” إزالة حاجز عسكري سبق وأمر مظلوم عبدي بإزالته.
وبحسب تسجيل صوتي مسرب لقائد “المجلس” أحمد خبيل، وجه تهديدات للقائمين على الحاجز، بإزالته عبر ضربة عسكرية، كون مظلوم عبدي عجز عن إزالته، بعد مفاوضات بين الطرفين لإيقاف القتال.
تأسس “مجلس دير الزور العسكري” في عام 2016 من من أبناء العشائر العربية (عكيدات بكارة جبور مشاهدة بو شعبان) وكانت البداية على شكل مجموعات صغيرة في مدينة الشدادي، بدأت بالتوسع في مناطق شمال شرق سوريا من خلال استقطاب أبناء المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” ومعظمهم من عناصر “الجيش الحر” السابقين، والمعارضون للتنظيم.
وانضم لـ”قسد” لاحقًا في معاركها العسكرية ضد التنظيم الذي كان يتركز ثقله العسكري بدير الزور، ومع دحر التنظيم من المنطقة تمركز “مجلس دير الزور” في المحافظة التي ينحدر مقاتلوه منها.
هل انتهى الخلاف؟
منذ اللحظة الأولى للمواجهات، علّق المركز الإعلامي لـ”قسد” على الحدث قائلًا إن القيادة العامة وجهت أوامر لفتح تحقيق حول أحداث “الفتنة” في دير الزور، وكلفت الأجهزة المعنية باعتقال المتورطين وتسليمهم للقضاء المختص.
وأضاف المركز أن “قسد” لن تتهاون في مثل هذه الأفعال التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، داعيًا إلى تغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى.
وتزامن البيان مع أرتال عسكرية دفعت بها “قسد” لمؤازرة عناصرها في بلدة البصيرة، لكن جرى التصدي لها من قبل أهالي المنطقة، في قرية الفدين شمالي دير الزور، بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة.
وما لبثت أن تصاعدت المواجهات وامتدت من الريف الشمالي نحو الريف الشرقي حتى هدأت مجددًا بعد مفاوضات بين الجانبين.
الباحث في مركز “عمران” للدراسات، سامر الأحمد، يرى من جانبه أن هذه الخلافات في دير الزور تعكس تخوف “قسد” من بروز قائد “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل، باعتباره يملك حاضنة شعبية في دير الزور.
وأضاف الأحمد لعنب بلدي أن سكان المنطقة ينظرون إلى أحمد الخبيل، على أنه “الأقل سوءًا” من قيادات “حزب الاتحاد الديمقراطي”، إلى جانب احتمالية الاعتماد عليه أميركيًا في أي صراع قادم مع المليشيات الإيرانية بعيدًا عن “قسد”، هو ما يثير عداء الأخيرة له.
ومن جهة أخرى، يتخوف الأهالي من بديل عن “قسد” والقوات الأميركية في سوريا، كإيران أو النظام أو تنظيم “الدولة الإسلامية”، ما سيجبرهم على النظر لـ”قسد” على أنها الأقل سوءًا، وهو ما سيكون سببًا في منع تفاقم التصعيد في المنطقة من جانب السكان.
وللأسباب السابقة، لن يذهب الخلاف بين الجانبين إلى تصعيد كبير ولكنه سيتكرر، رغم أن أمريكا غير راغبة بحدوث أي توتر داخلي في المنطقة في الوقت الراهن، خصوصًا في ظل احتمال تصعيد قادم مع الإيرانيين أو الروس.
اقرأ أيضًا: حشود على ضفتي الفرات.. من يشعل الفتيل
خلاف هدأ وتصاعد
في 19 من تموز الماضي، انتشر تسجيل صوتي لقائد “مجلس دير الزور” أحمد الخبيل يتحدث عن خلافاته مع القيادة المركزية في “قسد”.
وورد في التسجيلات أن خلافًا وقع بين “المجلس العسكري” وأشخاص في القيادة العامة لـ”قسد”، وانعكس الخلاف على هيئة حشود عسكرية شرقي محافظة دير الزور.
عقب أيام عاد الخبيل للحديث عن الخلاف نفسه لقناة “روناهي” الكردية، المقربة من “قسد”، إذ قال إن التسجيلات الصوتية التي سربت له مؤخرًا كانت خلال نقاشه مع “الرفقاء” في “مجلس دير الزور العسكري”.
وأشار إلى أن النقاش كان يدور حول “خلافات بوجهات النظر” بين قادة “المجلس” لا أكثر.
الخبيل لفت إلى أن التعزيزات العسكرية التي شهدتها المنطقة شرق الفرات بريف محافظة دير الزور الشرقي، جاءت بسبب حشود عسكرية للميليشيات الإيرانية على الضفة المقابلة.
وأضاف أن تحركات عسكرية “كبيرة” أجراها “المجلس العسكري” مؤخرًا بريف دير الزور، لمكافحة خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، ولا علاقة لها بخلاف مع “قسد”.
واعتبر الخبيل أن “الخلافات في وجهات النظر” تحدث عادة داخل الفصيل العسكري، وفي حال عدم التمكن من الوصول لنتيجة، يلجأ “المجلس” إلى القيادة العامة في “قسد”.
خلافات “قسد” مع فصائل عربية
منذ تأسيسها، عقدت “قوات سوريا الديمقراطية” تحالفات مع فصائل عربية وكردية لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق متفرقة من شمالي، وشرقي سوريا.
لكن بعض هذه التحالفات انهارت مع انتهاء الأعمال العسكرية، والدخول في مرحلة تثبيت النفوذ.
ومن أبرزها الخلاف بين “قسد” و”لواء ثوار الرقة” (أحد مكونات قسد)، إذ نشبت بينهما معارك مسلحة استمرت لأيام، وانتهت بحل الفصيل ودمج مقاتليه بالفصيل الأم.
ومن الفصائل العربية التي ذابت داخل “قسد”، “جيش الثوار”، “لواء ثواء الرقة”، “كتائب شمس الشمال”، لواء “أويس القرني” الذي أنهي بمعارك عسكرية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :