إدلب.. مياه شحيحة وخطوط متهالكة في سرمين

صيانة خطوط شبكة المياه في مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي- 6 من تموز 2023 (محطة مياه سرمين)

camera iconصيانة خطوط شبكة المياه في مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي- 6 من تموز 2023 (محطة مياه سرمين)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

تعاني مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي من نقص في وصول المياه، ورغم تنفيذ إصلاحات عديدة على شبكة الخطوط خلال الفترة الماضية، إلا أنها لا تلبي احتياجات الأهالي.

ويؤرق نقص المياه وضعف ضخها حياة القاطنين في المدينة من نازحين وأهالي، إذ يبلغ عدد العائلات النازحة المقيمة فيها 1850 عائلة، و3400 عائلة مقيمة، وفق إحصائية حصلت عليها عنب بلدي من المجلس المحلي.

ساعات ضخ قليلة

يشتكي الأهالي من ضعف شبكة المياه الرئيسية وانقطاعها في حارات عدة لوجود مشكلات بالشبكات لم يتم إصلاحها منذ أشهر.

وتصل المياه إلى المنازل وفق خطة تشغيل عبر تقسيم الضخ إلى حارات، وكل حارة تصلها المياه مرة أسبوعيًا، وتختلف ساعات التشغيل بحسب الكثافة السكانية في كل حارة، بعضها ست ساعات ضخ، وبعضها يصل إلى 13 ساعة.

برنامج ضخ المياه في سرمين الذي تنشره صفحة "محطة مياه سرمين" على "فيس بوك"

برنامج ضخ المياه في سرمين الذي تنشره صفحة “محطة مياه سرمين” على “فيس بوك”

محمد عثمان (32 عامًا)، وهو من سكان سرمين، قال لعنب بلدي إن ساعات ضخ المياه والتي استأنفت منذ حوالي 20 يومًا فقط، ليست كافية لتلبية الحاجة.

ويضطر محمد إلى تأمين المياه عبر الصهاريج، وهي مرتفعة الثمن، إذ يبلغ سعر الصهريج 25 برميلًا (1000 ليتر)، بين 80 و100 ليرة تركية (كل 28.5 ليرة تركية تعادل دولار أمريكي واحد).

وذكر عثمان أن المجلس المحلي وعد بإصلاح شبكات المياه وإعادة ضخها، لتصل إلى جميع المنازل بكميات كافية، إلا أن ذلك لم يتحقق بعد.

حارات بدون شبكات

ويفاقم المشكلة، تهالك شبكات المياه وقدمها في بعض أحياء سرمين، وهي خط شبكة المياه غربي المدينة، ما يعرف بحي الناحية، إضافة لبعض الأحياء في المنطقة الجنوبية وما يُعرف بشارع “الزانوبية”.

وعند ضخ المياه تتسرب كميات كبيرة منها وتهدر خارج الشبكة، لا سيما الخطوط التي تمر في المنازل المدمرة.

ولم تحل إصلاحات الشبكة المحدودة مشكلة المنازل، إذ اقتصرت الصيانة على تجديد الخطوط الرئيسة، وهو ما دفع الأهالي إلى الحفر مجددًا للكشف عن حالة خطوط الشبكة لضمان وصول المياه لمنازلهم.

أحمد السعيد من سكان مدينة سرمين، قال لعنب بلدي إنه اضطر لدفع تكلفة إصلاح خط (خرطوم) المياه من خط الشبكة الرئيسة إلى منزله، رغم الإصلاحات التي أجرتها المحطة في ذات الحي منذ أيام قليلة، إذ اكتفت بإصلاح الخط الرئيسي دون التحقق من سلامة الخراطيم التي توصل المياه لمنازل الحي.

وأوضح أحمد أنه فضل دفع التكلفة بسبب وعود المحطة بأن عملية الضخ ستسمر لقرابة عام بشكل مجاني.

محال تجارية في مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي - 18 من تموز 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

محال تجارية في مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي – 18 من تموز 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

إعادة تأهيل

مشرف وحدة المياه في البلدة علي الطقش، قال لعنب بلدي إن سرمين دخلت مرحلة إعادة التأهيل، وتم رفع مشاريع الصيانة اللازمة للطرقات واستكمال مشروع محطة المياه.

وأضاف الطقش إن الخدمات المقدمة في المدينة لا تزال خجولة، ولا تلبي حاجات الأهالي، وخلال الفترة الماضية كثفت المحطة تواصلها مع المنظمات الإنسانية والخدمية لاطلاعها على وضع المدينة، وتأمين المساعدات الضرورية.

وعملت محطة المياه في سرمين خلال الفترة الماضية، على صيانة الخطوط المتضررة وتوسعة لشبكة المياه، بدعم من منظمة “World Vision” (الرؤية العالمية) والتي قدمت تكلفة بدعم تشغيلي أيضًا لإيصال المياه للأهالي بشكل مجاني.

ولفت الطقش إلى أن الحملة العسكرية التي شهدتها المدينة من قبل قوات النظام وحلفائه مطلع 2020، كانت ذات تأثير سلبي كبير، حيث فقدت سرمين خلالها معظم منشأتها التحتية وعلى رأسها محطة المياه.

قرب خط النار

تبعد مدينة سرمين حوالي سبعة كيلومترات فقط على خطوط الجبهات مع قوات النظام، ويشكل قربها من خطوط التماس هاجس خوف وحذر لدى قاطنيها، إذ كانت مرمى لنيران قوات النظام وحلفائه.

ولا تزال بعض الأحياء شاهدة على الدمار الذي خلفته حملة النظام وروسيا على الشمال السوري أواخر 2019، ولم تُرمم لعدم القدرة المالية لدى الأهالي وخشية تكرار القصف.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة