أندية صيفية لتعليم الطلاب تنشط في مدارس إدلب
تشهد مدارس في مناطق إدلب شمالي سوريا نشاطًا في العطلة الصيفية الحالية، لتقديم دورات تقوية للطلاب وأنشطة متعددة بما يعرف بالنادي الصيفي.
وتعد الأنشطة الصيفية مجانية في المدارس العامة لإشراف منظمات مختلفة عليها، في حين تكون مأجورة في المدارس الخاصة.
وتتطلب الأندية الصيفية في إدلب الحصول على ترخيص من حكومة “الإنقاذ”، وهو مجاني دون رسوم.
تفتيح ذهن وملء فراغ
السيدة هدى الفرخ، من سكان مدينة بنش شرقي إدلب، قالت لعنب بلدي، إنها ترسل طفلتها التي نجحت مؤخرًا في الصف الأول لحضور النادي الصيفي.
وأضافت السيدة أنها رغبت بذلك لأنها تملأ وقت فراغ طفلتها، معتبرة أن لاستمرارية في تلقي المعلومات تحفز الطفلة، وتبقيها متفتحة الذهن دون أن تنسى ما تعلمته، إضافة إلى مساحة اللعب واللهو التي تقدمها الأندية الصيفية كالرياضة والسباحة وغيرها.
عبد الله قاق، مدرس في مدرسة “بدر حاج عثمان” في مدينة سرمين شرقي إدلب، قال لعنب بلدي إن إدارة المدرسة جمعت الكادر عقب انتهاء العام الدراسي، لإقامة نادٍ صيفي بعد التنسيق مع منظمة “سيريا ريليف”.
وأقيم النادي الصيفي للفئة الأولى وتشمل الطلاب من الصف الأول حتى الرابع، والفئة الثانية وتشمل صفي الخامس والسادس.
ويعمل كادر المدرسة حاليًا على تقديم دورات تقوية في المواد الأساسية كاللغة العربية والإنجليزية والرياضات، بالإضافة إلى جلسات دعم نفسي وأنشطة ترفيهية.
وأوضح المدرس أن التسجيل بالنادي الصيفي لم يقتصر على طلاب المدرسة فقط، وإنما على أي طفل ضمن الفئة العمرية المستهدفة ويتعهد بالالتزام بأنشطة النادي وحضور الدوام.
تبسيط المادة وتهيئة الطلاب
حمزة محمد، مدرس لمادة الفيزياء في إحدى مدارس إدلب، قال لعنب بلدي إن الفرق بين التدريس بالنادي الصيفي وخلال العام الدراسي يكمن في الطريقة والمنهاج.
وأضاف أنه في العام الدراسي يُلزم المدرس بمنهاج ضمن فترة زمنية محددة، بينما خلال النادي الصيفي يعمل المدرس على تبسيط المادة واللجوء إلى التجارب العملية، والتي غالبًا ما تكون ممتعة ومسلية للطلاب.
وذكر المدرس أن عدد الطلاب خلال النادي الصيفي منخفض عنه خلال الدوام النظامي، وهو ما يساعد أيضًا في سهولة التعامل مع الطلاب، ويعطي المدرس مساحة أكبر لتقديم معلومات إضافية وبطرق مختلفة.
مجاني ومأجور
تقيم المدارس العامة الأندية الصيفية بشكل مجاني، إذ تعمل بعض المنظمات الناشطة في مجال التعليم على تمويل رواتب المعلمين وتكاليف الأنشطة كمنظمة “سيريا ريليف” و”حراس الطفولة” وغيرهما.
وتقيم المدارس الخاصة، الأندية الصيفية بشكل مأجور، وتختلف الأجور من مدرسة لأخرى بحسب المنطقة والخدمات والأنشطة التي تقدمها خلال برنامجها الصيفي.
وتغطي بعض المدراس تكاليف التنقل والنشاطات الخارجية للنادي كالسباحة والرحلات من القسط المحدد، وتلجأ مدراس أخرى لتخفيض الرسوم دون أن تشمل تلك المصاريف.
ويبدأ قسط النادي الصيفي في المدارس الخاصة من 15 دولار أمريكي (404 ليرات تركية) ويصل إلى حوالي 70 دولارًا أمريكيًا، كما تقدم المدارس حسومات بنسب معينة للإخوة في المدرسة ذاتها.
مدرسة “طريق النجاح” الخاصة في إدلب، أعلنت عن إقامة نادي صيفي مؤخرًا، وقال مدير المدرسة عبد الله المحمد لعنب بلدي، إن الفئة المستهدفة هم الأطفال من خمس إلى تسع سنوات.
وحددت المدرسة 15 دولارًا للتسجيل في النادي، وهو قسط يدفع لمرة واحدة خلال مدة النادي والتي لا تقل عن شهرين، وفق المحمد.
وأضاف المحمد أن النادي الصيفي يتخلله رحلات إلى المسابح والحدائق، كما تقيم المدرسة بعض الرياضات الذهنية والحركية للطلاب.
ترخيص من “الإنقاذ”
أعلنت حكومة “الإنقاذ” عن ضرورة وجود تراخيص لإقامة الأندية الصيفية في إدلب، ليكون العمل ضمن معايير الأمن والسلامة والشروط المناسبة لعملية التعليم، حسب قولها.
رئيس دائرة التوجيه الإداري بوزارة التربية والتعليم بحكومة “الإنقاذ”، وليد حمادي، قال لعنب بلدي، إن الوزارة تشرف على الأندية الصيفية في المدارس الواقعة تحت سيطرتها، وتحدد بداية الأندية في المدارس العامة في 15 من حزيران حتى 15 من آب.
في حين تحتاج المدارس الخاصة إلى تقديم طلب مسبق لإقامة النادي الصيفي، وبعض الإجراءات الروتينية.
وأوضح حمادي أن الوزارة تطلب إصدار تراخيص لإقامة الأندية دون رسوم، وبحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم، فإن عدد الأندية الصيفية المرخصة بلغ 321 ناديًا ضمن المدارس الخاصة، وحوالي 350 ناديًا صيفيًا افتُتح ضمن المدارس العامة.
ويعاني قطاع التعليم في إدلب منذ سنوات مشكلات عديدة جرّاء نقص الدعم، وسط مطالبات للجهات المعنية بإنقاذ مستقبل الطلاب في المنطقة، وإعطاء المعلمين حقوقهم.
وتوجد في إدلب جهات عدة مهمتها تنظيم القطاع التعليمي، هي مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، ووزارة التربية والتعليم في حكومة “الإنقاذ”، ونقابة المعلمين السوريين، ورغم وجود هذه الهيئات، فإنها فشلت في تأمين الدعم للمعلمين.
واشتكى معلمون لعنب بلدي من ارتفاع أعداد التلاميذ في الصفوف، ما يرهق المعلمين في إيصال المعلومة إلى الطلاب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :