معاناة يومية يعيشها الأهالي وأصحاب السيارات
طريق جنوب الرد بالحسكة.. شريان متهالك منذ ثماني سنوات
الحسكة – مجد السالم
يشتكي سكان وأصحاب سيارات خاصة وسائقون يعملون على الطريق الواصل بين بلدة القحطانية وقرى جنوب الرد في الحسكة شمال شرقي سوريا، من تردي الطريق وتدهور حالته الفنية.
طريق يحمل أهمية حيوية، ويعد شريان قرى جنوب الرد، وهو اسم يطلق على البلدات والقرى الواقعة بمدينة الحسكة على تخوم الحدود العراقية– السورية.
وتعاني منطقة جنوب الرد منذ نحو ثماني سنوات سوء الحالة الفنية للطريق الوحيد الذي يربطها بناحية القحطانية ومنها إلى بقية مدن القامشلي والجوادية والمالكية، ويؤرق ذلك الأهالي وأصحاب السيارات، ويجبرهم على سلك طرق فرعية تستغرق وقتًا أطول.
مليء بالحفريات.. طرق فرعية طويلة ومكلفة
خليل الحسين (45 عامًا)، يمتلك سيارة من نوع “فان”، ويسلك هذا الطريق بشكل شبه يومي، قال لعنب بلدي، إن الطريق مليء بالحفر والشقوق، وإن أجزاء منه تالفة بشكل كلي، وباتت القيادة عليه متعبة جدًا للسائقين.
وأضاف خليل أن السائقين يبطئون السرعة ويتفادون الحفر، ويخرجون من مسار الطريق إلى طرق ترابية جانبية، كأنهم في اختبار لهدوء الأعصاب وقدرة السيارة، لافتًا إلى أن هذه المعاناة مستمرة بشكل يومي منذ عدة سنوات.
وأوضح السائق أن أغلب الأعطال التي تصيب سيارته وغيرها من السيارات هي بسبب هذا الطريق “السيئ”، إذ لا يوجد بديل عنه سوى الطرق الفرعية الطويلة.
بسبب رداءة الطريق، يفضّل محمد الصوفي (49 عامًا) أن يسلك طرقًا فرعية بسيارة يملكها لنقل الركاب (فان) على خط القامشلي- القحطانية- جنوب الرد، رغم أن ذلك يكلفه قطع مسافة أطول، وما ينتج عن ذلك من مشقة وتعب خلال الأجواء الصيفية الحارة.
ومع الصباح، يبدأ محمد بتجميع الركاب من مختلف القرى ويأتي بهم إلى القحطانية ثم إلى مدينة القامشلي، ويسلك خلال ذلك طرقًا مختلفة، منها ما هو معبد ومنها ما هو ترابي، وعند الظهيرة يعود بهم إلى قراهم.
طريق حيوي
يبلغ طول الطريق نحو 50 كيلومترًا، ويمتد من ناحية القحطانية جنوبًا باتجاه الحدود العراقية، وعلى الجانبين تقع عشرات القرى التي تعتمد على الطريق في الوصول إلى المدن الرئيسة، خصوصًا مدينة القامشلي.
ويتقاطع مع الطريق الدولي “4M” بنحو كيلومتر واحد جنوب القحطانية، وكذلك مع طريق “البترول” (يربط “4M” مع مدينة الحسكة) بنحو 20 كيلومترًا.
يسلك هذا الطريق مئات المدنيين يوميًا عبر مختلف وسائل النقل، معظمهم موظفون وطلبة ومراجعو دوائر حكومية أو بقصد الطبابة وغيرها.
تسعيرة غير مُرضية للسائقين والركاب
قال السائق محمد إن البنية التحتية المتدهورة تسبب كثيرًا من الأعطال والحوادث، لافتًا إلى أن أعطال وقطع صيانة السيارات مكلفة وتُحسب بالدولار، في حين أنه يأخذ ستة آلاف ليرة سورية على الراكب الواحد، ويرى أنها أجرة قليلة مقابل الصيانة وسلك طرق فرعية.
وأضاف محمد أن السائقين يدفعون ما يترتب على آلياتهم من الضرائب والرسوم، ومع ذلك لا يوجد أي عمليات صيانة للطرقات في المنطقة.
بالمقابل، يرى ركاب من المنطقة أن تعرفة الركوب مرتفعة حتى مع سوء الطرقات وما تضيفه من تكلفة على السائق من صيانة ومحروقات، وأن ذلك بات حجة لزيادة التعرفة في كل مرة.
خليل الهندو (49 عامًا)، من قرية خويتلة البعيدة أربعة كيلومترات عن الحدود العراقية، قال لعنب بلدي، إن أبناء المنطقة حين يقصدون الدوائر الرسمية في مدينة الحسكة يجب عليهم الذهاب باكرًا، نظرًا إلى رداءة الطرق الفرعية والطريق الرئيس القحطانية- جنوب الرد، كي لا يتأخروا في الوصول إلى وجهتهم.
وأضاف خليل أن الجهات المعنية يجب أن تتحمل المسؤولية في صيانة هذا الطريق الحيوي، كي لا تكون هناك حجة من قبل السائقين لزيادة تعرفة الركوب، حسب قوله.
تواصلت عنب بلدي مع بلدية “الشعب” في ناحية القحطانية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، للحصول على توضيحات عن دورها في صيانة الطريق وتعليقها على مطالب الأهالي، لكنها لم تتلقَّ أي رد حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي بصفحة البلدية في “فيس بوك“، فإن مشاريع تعبيد وصيانة الطرقات التي أعلنت عنها البلدية جميعها تنحصر في البلدة أو المناطق الشرقية والغربية منها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :