فيلم في غرفة واحدة يوجد فيها 12 رجلًا، يتميز بقدرة متفردة على التعريف بالشخصيات وطبائعها، كما يجعل المشاهد قادرًا على تصنيف الشخصيات، وعلى التنبؤ بآرائها واقتراحاتها خلال أحداث الفيلم.
“12 رجلًا غاضبًا” هو فيلم درامي أمريكي صدر عام 1957، في قاعة محكمة، أخرجه سيدني لوميت، ويعتبر أحد أعظم الأفلام التي أُنتجت على الإطلاق.
يستند الفيلم إلى مسرحية تلفزيونية كتبها ريجنالد روز عام 1954، وكانت هي التي ألهمت المخرج سيدني لوميت ليصنع منها فيلمًا.
الفيلم من بطولة هنري فوندا (البطل المقاتل لتحقيق العدالة)، ولي جيه كوب (الخصم العاطفي العنيد الشرس).
تبدأ قصة الفيلم مع هيئة محلفين مؤلفة من 12 رجلًا، تم تكليفهم بتقرير مصير صبي متهم بقتل والده، يبلغ من العمر 18 عامًا.
في البداية تبدو الأدلة ضد الصبي ساحقة، إذ أجمعت هيئة المحلفين على حكمه بالإدانة.
ومع ذلك، فإن هنري فوندا، أحد المحلفين، لديه شكوك حول القضية، ويقرر الدفاع عن براءة الصبي وحيدًا ضد 11 رجلًا يدينونه.
ينخرط المحلفون في مناقشات ساخنة حول الأدلة المقدمة في القضية، ومع تقديم الأدلة والنقاش حولها، يتصاعد التوتر، ويكشف المحلفون عن تحيزاتهم الشخصية.
التوتر بين المحلفين الآخرين جعل فوندا مقتنعًا أكثر بأن الصبي بريء، وتمكن ببطء من إقناع الآخرين بإعادة النظر في مواقفهم، لينصب التركيز الأساسي على المحلفين ورحلاتهم الفردية وكيفية تأثير هذه الرحلات على الحكم النهائي.
من أبرز جوانب الفيلم استكشاف النظام القضائي الأمريكي وعيوبه، حيث تصور الأحداث كيف يمكن أن يتأثر نظام هيئة المحلفين بالتحيزات الشخصية والأحكام المسبقة والضغوط الاجتماعية.
كما يسلّط الضوء على أهمية التفكير النقدي، وقيمة الأصوات المعارضة في مجتمع ديمقراطي.
في نهاية الفيلم، نجح هنري فوندا بإيجاد شكوك معقولة في الحقائق المقدمة، لتبدأ رؤية المحلفين الآخرين بالتغير.
وبعد بعض المناقشات والحوارات، تنتهي القضية بإطلاق سراح الصبي المتهم بالجريمة.
رُشح الفيلم لثلاث جوائز “أوسكار” وتسع جوائز أخرى، وفاز بـ16 جائزة.
وجاء ترتيبه في المركز السابع ضمن أفضل الأفلام على مدار التاريخ، حسب تقييم موقع “IMDB”.
وفي عام 2007، ضمته مكتبة “الكونجرس” إلى الأرشيف الوطني السينمائي، باعتباره “أثرًا حضاريًا وتاريخيًا وجماليًا”.
حصل فيلم “12 رجلًا غاضبًا” في مواقع تصنيف الأفلام “IMDb” على تقييم 9 من 10، بناء على آراء أكثر من 800 ألف مستخدم.