ريف حلب – عبد الكريم الثلجي
أطلقت “الأكاديمية المهنية للتنمية المستدامة” في مدينة اعزاز شمالي حلب، سلسلة من الدورات التدريبية لفئة الأطفال، بهدف مساعدتهم على مواكبة التطور التكنولوجي والتعرف إلى آليات البرمجة الحديثة.
برامج تدريبية نوعية بحسب القائمين على الأكاديمية، لتعليم الأطفال برنامج “سكراتش” (برمجة الأطفال)، وألعاب العقل والذكاء والحساب الذهني، إضافة إلى تعليم الخط العربي، وطرق القراءة السليمة.
حسناء عيسى، مهجرة من الغوطة الشرقية، سجلت ابنتيها في برنامج “سكراتش”، قالت لعنب بلدي، إن ما شجعها على التسجيل في “الأكاديمية” هو أن ابنتيها لديهما خلفية عن هذه التقنية، مشيرة إلى أن هذا البرنامج يساعد الطفل على تصميم قصة مصورة متحركة، مثل أفلام الرسوم المتحركة، عن طريق برمجة الصورة مع الصوت والحركات والطبيعة.
“الأكاديمية” مركز تعليمي تنموي يستقبل الأطفال من عمر ثمانية أعوام وحتى 12 عامًا، لإكسابهم معارف حديثة تمكنهم من مواكبة العلوم والتكنولوجيا، وتطوير مهاراتهم، وجعلهم فاعلين في المستقبل.
كما يدرب المركز الكبار على اللغتين الإنجليزية والتركية، وبرامج الحاسوب، إضافة إلى تعليم لغات البرمجة مثل دورة تصميم وبرمجة مواقع إنترنت “Front-End” و”Back-End” ودورة “Python”.
أطفال مبرمجون
عدة أنشطة وتدريبات تعمل عليها الأكاديمية وتستهدف الأطفال، فيجري تعليمهم اللغة الإنجليزية واللغة التركية، وبرنامج الحساب الذهني (SD MAX)، والقراءة السليمة، والخط والبرمجة، إضافة إلى بعض تقنيات الإسعافات الأولية البسيطة، وفق مدير “الأكاديمية”، أحمد شوبك.
وقال شوبك في حديث لعنب بلدي، إن الهدف من الدورة تقريب مفاهيم “البرمجة الإجرائية” للناشئة في سن مبكرة، إذ يتعلم الطالب مبادئ التفكير المنطقي للعمليات المحوسبة، ما يجعله قادرًا على إنجاز بعض التصاميم التي تتناسب مع المرحلة العمرية، مثل تحريك الأجسام وتصميم الألعاب البسيطة.
وتجري دراسة برمجة الأطفال على مستويين، يتعلم الطالب فيهما المفاهيم البرمجية من خلال برمجة ألعاب وقصص ورسوم متحركة محببة للصغار، ما يضمن لهم المتعة والحافز على التعلم.
وبحسب شوبك، فإن الأكاديمية تحرص من خلال منهجها على أن يفهم الطفل المبادئ البرمجية، ليستطيع تنفيذ أفكار من إبداعه، مشيرًا في الوقت نفسه إلى وجود عدة معوقات، تتمثل بضرورة تأمين أجهزة حاسوب محمولة (لابتوب) كافية لتعليم الأطفال، وألعاب كافية للأعداد المسجلة، إضافة إلى بعض الخدمات اللوجستية.
وتبلغ قيمة الاشتراك خمسة دولارات أمريكية، بهدف التزام الطفل والأهل بضرورة المتابعة في تعليم الطفل، وفق مدير “الأكاديمية”.
كما تدرب الأكاديمية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية و12 عامًا على اكتساب المهارات الضرورية في القراءة السليمة والنطق من خلال عدة أنشطة، ليكونوا قادرين على لفظ الحرف بالطريقة الصحيحة، مع تدريبهم على تمارين نظرية وعملية لتعلم فنون الخط.
ألعاب العقل والذكاء
قالت المدربة في “الأكاديمية” قمر مصطو، لعنب بلدي، إن هذه الألعاب تحسن وتطور القدرات العقلية للطفل، مثل الذاكرة والتركيز والمنطق والإبداع والتفكير الناقد والحساب الذهني.
ويجري التجهيز لإطلاق دورات ألعاب العقل والذكاء (ريفيرسي، منقلة، كولامي، بنتاغو، كيوبيتز، توازن)، وهي ألعاب تقام عليها مسابقات دورية، بإشراف الجانب التركي، مشيرة إلى أن تكلفة هذه الألعاب غالية ولا تستطيع بعض العائلات تأمينها، فجلبت الأكاديمية من كل نوع منها ثلاث قطع، بتكلفة 300 دولار.
وقالت مصطو، إن الطالب بحاجة إلى الاستمرارية ليحفظ قوانين هذه الألعاب، لتتاح له الفرصة للمشاركة في المسابقات والبطولات التي تقام في المنطقة.
وأوضحت أنه سابقًا لم يكن بإمكان سوى المنظمات الداعمة للتعليم دخول المسابقات المحلية، التي تقام بإشراف الجانب التركي، أما اليوم فكل مركز يدرب الأطفال على الحساب الذهني بإمكانه المشاركة في المسابقات، وهو ما يشجع الطلاب على التحدي، فهناك جوائز قيمة ورحلات سياحية إلى الداخل التركي.
أشارت المدربة إلى أن تدريب الأطفال على مكعبات “الروبك” له فوائد كثيرة للطفل، منها “تحسين ردود الفعل، وزيادة القدرة على تحديد الأنماط، وسرعة التنسيق بين اليد والعين، وتحسين القدرة على حل المشكلات، والنشاط الترفيهي الذي لا يجهد العينين، وتعزيز مهارات الأصابع وخفة الحركة، والقدرة على حل المهام المعقدة، وتجنب حركات وأنشطة اليد الضارة، وتجنب الملل، وتطوير الذات، ومهارات التحدي”.
فيما قال شادي دالاتي، وهو مدير مقهى “الدومري” الثقافي، الذي يهتم بتنمية معارف الأطفال واليافعين في اعزاز، لعنب بلدي، إن أهمية هذه المشاريع ترتبط بديمومتها كي لا يخسر الطفل المعارف التي اكتسبها، خصوصًا أن هذه المشاريع تحتاج إلى دعم مادي للاستمرارية، بسبب التكلفة العالية للأدوات والتجهيزات التي تتطلبها.
وتعيش مدينة اعزاز تنوعًا علميًا وثقافيًا، إذ تضم عدة جامعات، ويقطنها عشرات آلاف الطلاب من مختلف المحافظات السورية، ما يخلق بيئة مناسبة لإطلاق فعاليات مدنية ومشاريع تنموية لتحسين واقع المنطقة.