رأس العين – حسين شعبو
يعاني السكان في منطقة رأس العين قلة فرص العمل لعدة أسباب، منها اعتماد المنطقة بشكل رئيس على الزراعة، وضعف نشاط المنظمات، وعجز السلطات المحلية عن توفير فرص للعاطلين عن العمل في المنطقة.
المساحة المحدودة والحصار الذي تفرضه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على المنطقة، عامل إضافي يؤثر في قلة الفرص والاستثمارات والتنوع الاقتصادي.
مساحة ضيقة وقطاع واحد
تعتمد رأس العين بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، ما يضيق مجالات العمل، ويحد من توفر وظائف متنوعة للسكان، كما أثر ضعف البنية التحتية والخدمات مع ضيق المساحة في قدرة المنطقة على استقطاب الاستثمارات، وأسهم كل ما سبق في ضعف القدرة الشرائية للسكان.
محمد رياض (32 عامًا)، وهو مهندس مدني يقطن في رأس العين، قال لعنب بلدي، إنه ومنذ أكثر من سنتين، يبحث عن فرصة عمل في غير القطاع الزراعي، لكن دون جدوى.
ويعود السبب الرئيس لهذه المشكلة إلى عدم وجود جهات توظيف للمهندسين في المنطقة، بحسب رياض.
وعن الوضع الاقتصادي في رأس العين، قال المهندس رياض، إن السلطات المحلية غير قادرة على توظيف جميع المهندسين المؤهلين المتاحين في المنطقة، خصوصًا مع عدم وجود أي استثمار متعلق بالمجال في المنطقة، ما يزيد من صعوبة توفير فرص العمل والتنمية الاقتصادية فيها.
وأضاف أنه يملك قطعة أرض ورثها من والده، وقرر عرضها للبيع بعد اتخاذه قرارًا بالهجرة خارج البلاد.
مصطفى الأحمد (37 عامًا) هو الآخر مهندس مدني يبحث منذ أكثر من ثلاث سنوات عن عمل يليق بمستواه التعليمي، لكن دون جدوى كما قال.
وأضاف أن الجهات المحلية المسؤولة عن إدارة المنطقة مثل المجلس المحلي، غير قادرة على استيعاب المتخرجين والمهنيين في الوقت الحالي.
يعمل مصطفى الآن في أرض والده الزراعية لتوفير سبل العيش له ولعائلته، بحسب ما أوضحه لعنب بلدي.
وتنطبق الحال على أحمد المروان، وهو خريج كلية الحقوق، لم يجد إلى الآن فرصة عمل في مجال اختصاصه، ما اضطره للعمل في الزراعة، وفق ما قاله لعنب بلدي.
بدوره، اعتاد إياد الطوكان العمل في مجال البناء، بحسب ما قاله لعنب بلدي، ويعمل برفقته حوالي 15 شخصًا، ولكن منذ أكثر من عام، لم يتمكن من الانخراط في أعمال البناء برأس العين نظرًا إلى قلة المشاريع.
كيف تُدار رأس العين؟
تدير تركيا مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا، وتُدار المؤسسات الخدمية فيها عبر مركز ولاية أورفا التركية، ويشرف المجلس المحلي في المدينة على تنفيذ المشاريع الخدمية التي تعتبر خجولة مقارنة بتلك التي تنفذ شمالي محافظة حلب.
تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
ولا يوجد في رأس العين أي جامعة، إذ تنتهي السلسلة التعليمية فيها مع تجاوز الطالب مرحلة التعليم الثانوي، خصوصًا أن الوصول إلى الجامعات في مناطق نفوذ المعارضة أمر شبه مستحيل بالنسبة لسكان المنطقة، كون العبور إلى تركيا ومنها إلى شمال حلب غير متاح للمدنيين.
ماذا فعلت الجهات المسؤولة؟
المتحدث الرسمي للمجلس المحلي برأس العين، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن المجلس يعمل “بجهود كبيرة” لإيجاد حلول لمشكلة البطالة من خلال إنشاء مشاريع استثمارية في المنطقة، مثل مشروع الألبان والأجبان.
وأضاف أن المجلس أمّن أكثر من 1200 شاغر وظيفي لمعلمين في رأس العين، ونحو 400 موظف في المجلس المحلي ودوائره، إلى جانب مشاريع ضمن الخطط المستقبلية للمجلس، مثل زراعة أرض بمساحة 200 دونم، وتوظيف مهندسين زراعيين وأفراد يشرفون عليها، بحسب قوله.
وأوضح أن السبب الرئيس وراء هذه المشكلة يعود إلى اعتماد المنطقة بشكل كامل على الزراعة منذ وقت طويل، بالإضافة إلى ذلك، تفرض “قسد” حصارًا على المدينة وما حولها، ما يؤثر على حركة التجارة والنشاط الاقتصادي في المنطقة.
وأشار ملكي إلى ضرورة دخول المنظمات الإنسانية إلى رأس العين للإسهام في خلق فرص عمل أكثر للشباب لتحسين الوضع الاقتصادي فيها.
ويسعى المجلس لإيجاد حلول “فعالة” تسهم في الحد من هجرة الشباب، وتوفير فرص عمل محلية لتحقيق التنمية المستدامة، بحسب ملكي.