ارتفعت أعداد الإصابات بمرض الكوليرا شمال غربي سوريا، ووصلت إلى 946 حالة، وسط مناشدات من مجالس محلية للحد من انتشار المرض، خاصة مع تلوث المياه.
وقال “الدفاع المدني السوري“، الاثنين 14 من آب، إن أعداد المصابين بالكوليرا وصلت إلى 946 حالة منذ بدء انتشار المرض، من ضمنها سبع إصابات جديدة في مناطق إدلب وحارم وعفرين، ووصلت أعداد الوفيات إلى 24 حالة وفاة.
وذكر “الدفاع المدني” عبر “فيس بوك” أن فرقه تواصل حملات التوعية مع أعمال الاستجابة الطارئة، خاصة في المخيمات و المناطق المتضررة من الزلزال، للتقليل من انتشار الكوليرا بين السكان.
ويوصي “الدفاع المدني” الأهالي، بالانتباه إلى مصادر مياه الشرب وغليها قبل شربها، وطهي الطعام بشكل جيد، مع غسل الخضراوات قبل تناولها، والالتزام بإجراءات الوقاية.
الكوليرا
مرض الكوليرا، هو التهاب معوي ناتج عن تناول أغذية أو مياه ملوثة ببكتيريا تسمى “ضمات الكوليرا”.
تظهر الكوليرا بسبب عامل نقص إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي، وتؤدي سوء إدارة موارد المياه، زيادة الفقر، والنزاعات إلى مفاقمة نقص المياه.
ويعتبر تغير المناخ أيضًا من عوامل انتشار الكوليرا، إذ تحصل فيضانات بسبب هطول الأمطار الكثيفة وتكثف الدورة المائية، فتؤثر على إمكانية الحصول على المياه النظيفة. فتصبح الأهالي مضطرة على الاعتماد على استخدام واعتماد الأهل على مياه غير آمنة، ما يعرضهم لخطر أكبر بالإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه.
الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض شديدة من المرض.
وبحسب إفادة “المنسق التقني لفاشية الكوليرا في وحدة تنسيق الدعم”، الدكتور عدنان طالب، فإن الحالات متزايدة تقريبًا في جميع نواحي شمال غربي سوريا، وبالتحديد اعزاز والدانا.
وأوضح طالب، لعنب بلدي، أسباب تفشي المرض قائلًا إن أسباب انتشار المرض بشكل أساسي هي عدم كفاية مياه الشرب، والإعتماد على مصادر بديلة غير آمنة، وسقاية بعض المزروعات بمياه الصرف الصحي، وارتفاع كبير في درجة الحرارة أيضًا.
طرق المعالجة
يُعالج الأطفال المصابون بالكوليرا بتزويدهم بمحلول الإماهة الفموية، وهو مزيج من الأملاح والسكر.
توزع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية عبوات من المحلول، ويتعين إذابته بماء نظيف.
أما ذوو الإصابة بالمرض الذين يعانون من جفاف حاد، فيجب معالجتهم عن طريق الحقن بالسوائل بالوريد، مع أخذ مضاد حيوي بكمية محددة من الطبيب والتقليل من كمية سوائل الإماهة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
المنسق التقني لفاشية الكوليرا في وحدة تنسيق الدعم، عدنان طالب، قال إن حملات اللقاح للآن لم يكن لها أثر كبير، ولكنها من ضمن إجراءات الاستجابة لمكافحة الكوليرا.
وللسيطرة بشكل أفضل على الفاشية، فيجب تأمين مياه كافية وآمنة أيضًا لجميع السكان، بحسب المنسق.
وانتشرت الكوليرا نحو العالم في القرن التاسع عشر، من نهر الغانج بالهند، بسبب نقص إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.
كما انتشرت في جنوب آسيا في عام 1961 وواصلت انتشارها إلى أفريقيا في عام 1971 ثم إلى الأمريكيتين في عام 1991. وفي الوقت الحالي انتشرت الكوليرا إلى الكثير من البلدان.
وبين عامي 2010 و2021، سجلت أغلب حالات الكوليرا نحو 97% منها في بلدان تكون أدنى المستويات فيها لخدمات المياه والصرف الصحي.
اقرأ أيضًا: الكوليرا.. علاجها بالسوائل ينقذ المصاب