تناقلت حسابات إخبارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر أعمال شغب وتجمعات لأهالي بمدينة جرمانا التابعة لريف دمشق قبل يومين، وسط تضارب الأنباء حول أسباب المشكلة.
واعتبرت عدة حسابات إخبارية أن تحرك الأهالي كان رفضًا للأوضاع المعيشية وارتفاع الدولار مقابل الليرة السورية، بينما قالت مصادر محلية لعنب بلدي إن خلافًا نشب بين سكان الحي، تطور لاحقًا إلى مواجهات بين مجموعتين من السكان.
عبير شنان من أبناء محافظة السويداء، وتقيم في مدينة جرمانا، قالت لعنب بلدي إن شابًا فلسطينيًا أطلق الرصاص على الشاب أسامة الحلبي الذي ينحدر من مدينة السويداء ويقيم في جرمانا، نتيجة خلاف حاد بينهما.
ونقل أسامة إلى مستشفى “تشرين” إثر تعرضه لإصابة.
كريم عزام من سكان مدينة أيضًا، قال لعنب بلدي إن المشاجرة جاءت على خلفية المشكلة بين مجموعة أشخاص من بينهم مسلحون يشتهرون في جرمانا بأنهم يديرن أعمال تجارة مخدرات فيها.
ومع تطور الخلاف أطلاق أحدهم الرصاص تجاه أسامه الحلبي ما أسفر عن لإصابته.
وانطلقت إشاعات عقب المشكلة حول مقتل أسامة، ما دفع بسكان من حي جرمانا إلى الشوارع، وبدأوا بتحطيم محال الفلسطينيين والعراقيين التجارية في الحي.
ونتيجة لتصاعد أعمال العنف في المنطقة، أصيب شخصان أحدهما من عائلة عزام، والثاني من عائلة الحسين، بجروح طفيفة.
مصدر مقرب من الشيخ هيثم كاتبة “أبو عهد” (أحد شيوخ العقل للطائفة الدرزية في جرمانا) قال لعنب بلدي إن وفدًا من سكان جرمانا توجه للشيخ هيثم الذي دعا بدوره للتهدئة وتحكيم العقل وترك حل القضية لمشايخ الطائفة.
وأضاف المصدر أن الشرطة والقوات الأمنية لم تتدخل خلال الشجار، وجاءت دورياتها إلى المنطق عقب انتهاء أعمال الشعب فيها.
وتعاني مدينة جرمانا من تهميش في الخدمات إضافة لانتشار السلاح والمخدرات، وتشهد بشكل متكرر موجات عنف مشابهة.
النظام يتدخل بعد التهدئة
عقب انتهاء المواجهات بين الأطراف المختلفة بمدينة جرمانا، أرسلت قوات “الدفاع الوطني” التابعة للنظام عناصرها إلى المنطقة لـ”ملاحقة الطلوبين” لها.
حسابات إخبارية موالية للنظام نشرت عبر “فيس بوك” صورًا لعشرات العناصر الأمنيين خلال انتشارهم في المدينة.
وأضافت أن “الجهات المختصة” أطلقت حملة واسعة، أمس الاثنين، في شوارع المدينة، “للحفاظ على أمن المواطنين ومتابعة المطلوبين للجهات المختصة مع استمرار الحملة”.
وفي أيلول 2020، اعتصم عشرات المحتجين في منطقة جرمانا في ريف العاصمة السورية دمشق، احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية والخدمية في المدينة.
واستمر الاعتصام الذي نظمه مواطنون حينها نحو ساعة، تخلله قطع الطريق في ساحة “الخضر” لفترة وجيزة.
وفي أيار 2021، أصيب 15 شخصًا في مدينة جرمانا بريف دمشق، إثر مشاجرة جماعية بين شبان من المدينة وعناصر من قوات النظام، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان“.
تبع ذلك انتشار أمني كثيف لقوات النظام في المنطقة.