شمال شرقي سوريا.. خبز “الأفران العامة” رديء وغير كاف
يشتكي مواطنون في مناطق شمال شرقي سوريا، الواقعة تحت سيطرة “الإدارة الذاتية”، من رداءة الخبز الذي يوزع في الأفران العامة.
ويتخوف سكان في الرقة والقامشلي قابلتهم عنب بلدي من خطر الإصابة بالأمراض، بعد أن عثروا على شوائب داخل الخبز.
وتبلغ حصة كل عائلة من الأفران العامة (الخبز المدعوم) ربطة واحدة يوميًا (تضم تسعة أرغفة) وبسعر يختلف من منطقة لأخرى.
ففي مدينة القامشلي يبلغ سعر ربطة الخبز 500 ليرة سورية (بوزن 1500 غرام)، أما في مدينة الرقة فسعرها 350 ليرة سورية (بوزن 900 غرام)، بينما يلجأ بعض الأهالي إلى شراء الخبز السياحي، الذي يعد بديلًا مكلفًا ويشهد ارتفاعات متكررة.
الخبز المدعوم “رديئ”
عامر، مواطن من مدينة القامشلي، قال لعنب بلدي إن الخبز المدعوم يوزع في الأحياء عن طريق “الكومينات” (الكومين هو مكتب موجود بكل حي يسجل فيه الأهالي على الغاز والخبز والمازوت)، ما يجعل بعضهم مجبرين على شراء الخبز من مخابز وأفران خاصة وبأسعار مضاعفة، حسب قوله.
وأوضح أن الخبز غير نظيف ونسبة مادة النخالة فيه مرتفعة، واصفًا إياه بأنه غير صالح للأكل ويتفتت فور ملامسته، ولونه غالبًا ما يكون داكنًا ومليء بالشوائب، ويعتقد أنه السبب في انتشار الأمراض الهضمية في المدينة.
مصطفى (29 عامًا) أب لطفلين من مدينة الرقة، قال لعنب بلدي إن ربطة واحدة في اليوم له ولعائلته غير كافية، إذ يوجد فيها فقط تسعة أرغفة وتزن 900 غرام.
وأضاف، أنه بالرغم من سعر الخبز الرخيص (350 ليرة للربطة) إلا أنه لا يؤكل، وعادة ما يكون غير نظيف، وفي بعض الأحيان يعثر بداخله على خيطان وأعواد، أو حتى رمل، حسب قوله.
ودائمًا ما يضطر مصطفى لفحص الخبز قبل أن يعطيه لطفليه خشية أن يحتوي مواد قاسية أو غير صالحة للأكل.
يوضح مصطفى أن المخابز لا توزع الخبز يوم الجمعة، ما يدفع الناس للبحث عن خيارات أخرى تكون غالبًا أعلى كلفة، كالخبز السياحي، أو يشترون الطحين لصناعة الخبز منزليًا، لكنه خيار مكلف أيضًا.
ويضطر الرجل في أيام عطلة الفرن إلى شراء نفس خبز الأفران لكن من السوق السوداء بسعر 1000 ليرة للربطة، وهو رغم سوئه أرخص من الخبز السياحي، الذي يبلغ سعر الربطة الواحدة منه 3500 ليرة.
ذياب، مواطن آخر من حي الغربية في القامشلي، قال لعنب بلدي إن الخبز لا يأتي بوقت ثابت ويوزع في أوقات مختلفة من اليوم، في الصباح الباكر أو في وقت الظهيرة أو حتى في آخر الليل، وغالبًا ما يبيت خبز الليل إلى صباح اليوم التالي، فيشتريه الناس بائتًا.
إذا أردت أن أشبع عائلتي وأؤمن لهم خبزًا نظيفًا وشهيًا يمكن أن يبقى لليوم التالي سأضطر إلى دفع تكاليف عالية شهريًا لا تتناسب مع دخلي.
مصطفى- مواطن في مدينة الرقة |
رأي طبي
أخصائيه التغذيه العلاجية، بتول أمهان، وتعمل في عيادة في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، قالت لعنب بلدي، إن مادة النخالة ليست السبب في رداءة الخبز.
وأضافت أن على المطاحن تستخدم عادة في خطوط إنتاجها غرابيل لتنقية الطحين من الشوائب قبل بيعه أو استخدامه.
موضحة أن عدم غربلة الطحين بالشكل المطلوب والسماح لمرور الشوائب فيه، يجعله بيئة مناسبة لنمو البكتيريا الضارة، فنشارة الخشب أو الخيطان يمكن أن تحتوي على فطريات أو بيوض لديدان، والرمل المختلط بالعجين يرجح أن يكون ملوثًا ببراز الحيوانات أو بولها.
واختلاط بيوض الحشرات والديدان التي تحتوي على مركبات سامة مع طحين الخبز قد يؤثر على نمو الأطفال، والخصوبة عند الرجال والنساء، إضافة لمشاكل في الكبد وخطر الإصابة بمرض اليرقان.
أما الخبز المختلط بالرمل الملوث ببراز الحيوانات فيحمل بكتيريا من نوع “ايشيرشيا كولاي” (بكتيريا ايشيرشيا قولون) التي تسبب إسهالات حادة، قد تصل حد الإسهال المخاطي أو الدموي، بحسب الأخصائية.
ولفتت إلى أن الخبز الملوث بمواد أخرى، يكون بيئة نشطة للكثير من أنواع البكتيريا الضارة، والتي قد تتسبب بأمراض مختلفة.
السياحي أفضل لكنه مكلف
سجل الخبز”السياحي” ارتفاعات عديدة في الأشهر الماضية في مدن شمال وشرقي سوريا، وارتفع سعر الربطة المكوّنة من سبعة أرغفة بوزن 600 غرام من 2500 إلى 3500 ليرة سورية في 24 من تموز الماضي، في زيادة هي الثانية خلال أربعة أشهر.
عامل في مخبز لصناعة الخبز (السياحي) في القامشلي، طلب عدم ذكر أسمه لأسباب أمنية، أرجع لعنب بلدي ارتفاع أسعار الخبز السياحي إلى انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، وإنه على الرغم من تحسن موسم القمح، إلا أن سعر الطحين يتصاعد باستمرار.
كما أشار إلى أن المحروقات المستخدمة في تشغيل الفرن تأتي من المخصصات التي يحصلون عليها من هيئة المحروقات، وأن رفع سعرها ، يؤثر على سعر الخبز.
ووفق موقع “الليرة اليوم“، المتخصص برصد أسعار العملات الأجنبية، سجل سعر مبيع الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء من آب 13150 ليرة سورية، وسعر شرائه 12950ليرة.
اقرأ أيضًا: الخبز “السياحي” يرتفع 40% في الحسكة متأثرًا بانخفاض الليرة
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :