أعلنت شركة “سيريتل” للاتصالات في سوريا، إنهاء النزاع بينها وبين وزارة الاتصالات في حكومة النظام، و”الهئية الناظمة للاتصالات والبريد”، بعد دفعها المبلغ المحكوم به.
وأوضحت الشركة في إفصاح طارئ نشره موقع “سوق دمشق للأوراق المالية”، الأحد 23 من تموز، أنها سددت لـ”الهيئة” مبلغًا قدره 133 مليارًا و688 مليونًا و237 ألفًا و459 ليرة سورية، الذي يمثل الفرق في قيمة بدل الترخيص الإفرادي لتشغيل شبكة اتصالات عمومية نقالة.
وقالت الشركة، إن الفريقين اتفقا على إحالة موضوع النزاع الناشب بينهما إلى التحكيم وفق الأصول المتبعة أمام مجلس الدولة، وصدور قرار هئية التحكيم بدفع المبلغ أعلاه.
“لصالح الخزينة”
في 4 من حزيران 2020، فرضت حكومة النظام السوري حارسًا قضائيًا على شركة “سيريتل” للاتصالات، التي يملكها رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وطالبت الحكومة مخلوف بدفع ما تقول إنها ضرائب تبلغ نحو 125 مليار ليرة من شركة “سيريتل” المملوكة له، بينما يرى رجل الأعمال أنها غير محقة، لتضع الحكومة بعد ذلك يدها على الشركة وتعيّن حارسًا قضائيًا للتصرف بها.
وجاء فرض الحراسة القضائية بعد دعوى من قبل وزارة الاتصالات و”الهيئة الناظمة للاتصالات” ضد شركة “سيريتل” لضمان حقوق الخزينة العامة وحقوق المساهمين في الشركة.
اقرأ أيضًا: ماذا يعني الحارس القضائي
أسماء الأسد تستولي على الشركة
كشف تقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أن أسماء الأسد تترأس “مجلس الاقتصاد السري” للنظام السوري، وتعمل فيه بمشاركة رجال أعمال وأشخاص مقربين من النظام، وفق مقابلات أجرتها الصحيفة مع 18 شخصًا مطّلعين على عمل النظام السوري، بينهم رؤساء شركات وعمال إغاثة ومسؤولون حكوميون سابقون.
وأوضح التقرير أن أسماء الأسد تمارس دورًا بارزًا بالفساد في سوريا وتتحكم بالاقتصاد السوري المنهك، ويظهر نفوذها بقطاعات عديدة في الاقتصاد السوري، بينها العقارات والبنوك والاتصالات، وفق ما ذكره التقرير، لافتًا إلى أن ذلك الوجود مخفي باستخدام شركات وهمية لشركاء النظام السوري.
وبخلاف اللجنة الاقتصادية الرسمية للحكومة، لا يظهر عمل “مجلس الاقتصاد السري” خارج بوابات القصر الجمهوري، وينفذ عمليات مصادرة الأصول من قبله بشكل سري، إذ يعد من أبرز أعماله الاستيلاء على أموال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري، وشمل ذلك “دمشق الشام القابضة”، و”سيريتل” أكبر شبكة اتصالات في سوريا، بالإضافة إلى مؤسسة “مخلوف الخيرية”.