تركيا.. لا آلية ثابتة لمنح إذن السفر لمتضرري الزلزال

دمار منازل ضربها الزلزال في جنوبي تركيا (DHA)

camera iconدمار منازل ضربها الزلزال في جنوبي تركيا (DHA)

tag icon ع ع ع

مع استمرار حملات الترحيل وملاحقة المهاجرين غير النظاميين في تركيا، التي شملت السوريين من أصحاب “الكمالك” المخالفة لأماكن إقامتهم المفترضة، يحاول اللاجئون السوريون البحث عن طريقة يقيمون فيها بطريقة قانونية، خصوصًا بعد وقوع الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا والشمال السوري، في 6 من شباط الماضي، وأجبرهم على الانتقال إلى ولايات أخرى.

ونقلت “اللجنة السورية– التركية المشتركة“، عن رئاسة الهجرة التركية، في 11 من تموز الحالي، قرارها بالسماح للسوريين المغادرين من الولايات التركية المنكوبة بالزلزال، بتجديد “إذن السفر” بناءً على وضع منزل كل شخص.

وأشار القرار المنقول إلى أن الموافقة ستكون لأصحاب المنازل الذين صنف منزلهم ضمن خانة “المتضرر بشدة” (ağır hasarlı).

رفض وتمديد

رصدت عنب بلدي حالات عديدة لعائلات سورية من المناطق المتضررة من الزلزال، الذين انتقلوا إلى مدن أخرى، حصل بعضهم على رفض من قبل دائرة الهجرة التركية لتجديد إذن سفرهم للمرة الثالثة، على الرغم من تحقيق الشروط، بينما قبلت طلباتهم بعضهم بالتجديد.

ميرفت بطل، التي كانت تقيم في مدينة أنطاكيا (جنوبي تركيا) وانتقلت إلى ولاية اسطنبول مع عائلتها المكونة من أربعة أشخاص، قالت إنها قدمت عبر بوابة الحكومة الإلكترونية “e-devlet” على طلب تجديد إذن السفر للمرة الثالثة، لكن طلبها قوبل بالرفض.

وصدمت ميرفت برفض طلبها، فتقييم منزلها “متضرر بشدة” ويستوفي شروط منح الإذن الجديدة، بالإضافة إلى ذكرها في أثناء تقديم الطلب بعدم توفر سكن في أنطاكيا، ووضع جميع الملفات اللازمة منها شهادة وفاة ابنها المتوفي في الزلزال.

هبة (تحفظت على ذكر اسمها لمخاوفها الأمنية) كانت تقيم في أنطاكيا وانتقلت إلى ولاية بورصا بعد انهيار منزلها إثر الزلزال، ذهبت إلى “دائرة الهجرة التركية” وجددت إذن السفر لمدة 60 يومًا، لكن الموظف أكد للعائلة المكونة من أن هذا الإذن سيكون لآخر مرة، طالبًا من العائلة التوجه إلى أنطاكيا، على حد قولها. 

وتوجهت هيام معراتي، إلى “دائرة الهجرة التركية”، اليوم الاثنين 24 من تموز، في بورصا بهدف تجديد الإذن، بعدما هدم منزلها في هاتاي بالكامل، لكن الموظف أعادها من الباب الخارجي ولم يسمح لها بالدخول إلى المبنى، بحسب ما قالت.

وبعد أكثر من خمسة أشهر على زلزال 6 من شباط، الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، صنفت الحكومة التركية المنازل بعد فحصها في الولايات المتضررة ضمن قوائم بحسب حجم الضرر الذي تلقاه (متضرر بشدة، متضرر بشكل طفيف، غير متضرر)، حيث يمكن الاطلاع على هذه القوائم من خلال بوابة الحكومة الإلكترونية (e-devlet)، أو عبر وزارة البيئة والتطور العمراني التركية.

اللجنة المشتركة توضح

تواصلت عنب بلدي مع مديرة الاتصال في “اللجنة السورية- التركية المشتركة”، إناس النجار، للاستفسار عن عدم منح الإذن لجميع المتقدمين، وأوضحت أنه بعد نشر القرار من قبل اللجنة بمدة قصيرة تغير جميع مدراء الهجرة، وهذا قد يؤثر على تطبيق القرار المتفق عليه مع اللجنة.

وتتوقع إناس النجار تطبيقًا فعليًا على قرار تجديد إذن السفر قريبًا، أو إصدار قرارات جديدة في نهاية الأسبوع الحالي.

وقالت إن اللجنة السورية- التركية المشتركة حصلت على قرار منح إذن السفر للأشخاص الذين قيمت منازلهم ضمن خانة “أضرار شديدة” (ağır hasarlı)، بعد شرح حالات أشخاص من متضرري الزلزال.

ولم تحدد “دائرة الهجرة التركية” مدة إذن السفر المقدم للمرة الثالثة، بحسب النجار، وأضافت أن اللجنة ستضغط لتطبيق القرار في أقرب وقتٍ ممكن.

اقرأ أيضًا: بشرط.. تركيا تسمح بتجديد “إذن السفر” للسوريين المتضررين بالزلزال

خيار العودة؟

بدأت السلطات التركية قبل أيام حملة مكثفة ضد المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين، شملت السوريين من أصحاب “الكمالك” المخالفة لأماكن إقامتهم المفترضة.

هذا ما دفع الطالبة الجامعية خديجة سعد، التي كانت تقيم في اسكندرون (جنوبي تركيا) وانتقلت بعد الزلزال إلى ولاية طرابزون مع عائلتها، للتوصل إلى قرار العودة إلى ولايتها خلال الأيام المقبلة.

وكانت خديجة تقدمت بطلب للحصول على إذن سفر للمرة الثالثة، لكن مدته 15 يومًا فقط على الرغم من التقديم بطلب مدته 30 يومًا.

ولم تجد العائلة بعد سكنًا في مدينة اسكندرون، لكنه الحل الوحيد أمامها، لعدم القدرة على التحرك خوفًا من الحملة الأمنية.

أما من جهة هيام المعراتي، لم تتخذ عائلتها قرارًا حول العودة إلى أنطاكيا، وذلك لأسباب عديدة أهمها عدم توفر البيوت أو الخيم في تلك المنطقة، بالإضافة للخوف من حدوث هزات.

وبعد وقوع الزلزال أجبر السوريون المقيمون في الجنوب التركي على تغيير مدنهم والانتقال إلى ولايات لم يدمرها الزلزال.

وألغت سابقًا “إدارة الهجرة التركية” “إذن السفر” بين الولايات التركية باستثناء ولاية اسطنبول، للسوريين المقيمين في المناطق المتضررة، لتعدل لاحقًا قرارها بالسماح ببقاء السوريون في اسطنبول.

وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية، بلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا، ثلاثة ملايين و329 ألفًا، و516 سوريًا، يقيم القسم الأكبر منهم في ولاية اسطنبول.

ويمنع السوريون منذ عام 2016 في تركيا من مغادرة الولايات المسجلين فيها، أو الإقامة في ولايات أخرى من دون “إذن سفر” صادر عن “إدارة الهجرة التركية”.

اقرأ أيضًا: حملة تركية جديدة لملاحقة المهاجرين “غير النظاميين”

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة