درعا.. “مجلس داعل” يغير لون تمثال المرأة الحورانية ثم يتراجع

تمثال المرأة الحورانية في مدينة داعل بريف درعا الأوسط- 2 من حزيران 2020 (حكاية صورة/ فيس بوك)

camera iconتمثال المرأة الحورانية في مدينة داعل بريف درعا الأوسط- 2 من حزيران 2020 (حكاية صورة/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

أعاد مجلس مدينة داعل في ريف درعا الغربي تمثال “المرأة الحورانية” إلى لونه الأصلي (البرونزي) بعد نحو شهر على تغيير لونه للذهبي، وذلك بعدما أثار تغيير اللون حفيظة السكان.

ونشرت حسابات إخبارية محلية عبر “فيس بوك”، في 20 من تموز، صورًا تظهر إعادة لون التمثال لطبيعته، بعد أن غيّر المجلس المحلي لونه منتصف حزيران الماضي.

وأثار تغيير لون التمثال جدلًا داخل المدينة إذ اعتبره بعض السكان إخلالًا برمزية التمثال الذي يتوسط مدينة داعل، ويقع على الدوار الرئيسي فيها، إذ طالب السكان بإرجاع لونه إلى البرونزي.

ما تمثال “المرأة الحورانية”

عام 1983، وعلى مدار أسابيع، حفر الفنان شحادة أبازيد وهو من أبناء درعا البلد، على صخرة بازلتية تمثالًا صار يعرف اليوم باسم “تمثال المرأة الحورانية” هدف من خلاله لتمثيل المرأة الحورانية (سهل حوران الممتد بين الأردن وسوريا).

الفنان التشكيلي شحادة أبازيد توفي عام 2017، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا من لوحات ومنحوتات عديدة، أبرزها تمثال “الأم” أو “المرأة الحورانية”.

وتعود قصة التمثال إلى صيف 1973، عندما قصف سلاح الجو الإسرائيلي مدينة داعل، إثر تحصّن مجموعة من المقاتلين فيها وعلى رأسهم قائد منظمة “التحرير الفلسطينية” ياسر عرفات، بحسب الروايات المحلية.

وكانت حصيلة القصف أكثر من 100 قتيل، من بينهم 70 شخصًا من أهالي مدينة داعل، بحسب ما رواه مسنون من المدينة لعنب بلدي.

ومع توالي الانفجارات خرجت امرأة من سكان المدينة إلى الشارع لتجد أبناءها من بين القتلى، باستثناء أحدهم وكان طفلًا صغيرًا.

ويجسّد التمثال مشهد عثور الامرأة على ابنها الناجي من القصف.

تعديلات أثارت استياء السكان

في 12 من تموز الحالي، عدّل المجلس المحلي بمدينة داعل ألوان التمثال بحسب صور نشرتها “شبكة درعا 24” المحلية قبل وبعد التعديل، ما أثار استياء سكان المدينة الذي اعتبروا أن التمثال يمثّل المدينة، ومن غير المنطقي تعديل شكله.

وسخِر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من التعديلات التي أحدثها المجلس المحلي، بينما اعتبر آخرون أن التعديلات “قتلت روح النصب ورمزيته بالنسبة لسكان المدينة”.

 

باسل العاسمي من سكان المدنية، قال لعنب بلدي إن اللون الأساسي “أكثر جمالية” خصوصًا أن السكان ألفوا هذا الصرح بهذا اللون.

وأضاف أن حملة شعبية من السكان ضغطت على مجلس البلدية، وأجبرته على إعادة اللون طلاء التمثال بلونه الأساسي.

بينما أعتبر مهران المصري وهو من سكان المدينة أن خطوة التفكير بالترميم “جيدة”، لكن اللون القديم أفضل كون ملامح التمثال تغيرت بعد الترميم.

ومع اندلاع الثورة السورية في آذار 2011 كانت منطقة الدوار، حيث يقع التمثال، مركزًا لانطلاق المظاهرات المعارضة للنظام السوري.

وبعد سيطرة المعارضة على المدينة أزال فصيل “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليًا)، التمثال، معتبرًا إياه “رمزًا من رموز الوثنية”، وبقيت الساحة دون تمثالها حتى سيطرة النظام على المدينة في في حزيران 2018.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة