يؤمّن علي الدواء لعلاج ندب في وجهه مجانًا من صيدلية “آية” الخيرية في مدينة إدلب، رغم انتهاء صلاحية الدواء، لعدم قدرته على شرائه من صيدليات خاصة، إذ يصل سعره إلى 500 ليرة تركية.
وقال علي الشامي (37 عامًا)، الذي يعمل في أحد مخابز مدينة إدلب، إن تأمين الدواء المنتهي الصلاحية أفضل من عدم علاج الندب بعد تعرضه للحرق.
وأضاف الشاب لعنب بلدي أن الدواء لو كان يحمل الخطورة أو لم يكن فعالًا لما قدمته الصيدلية للمرضى، لافتًا إلى أنه ينتظر لساعات أمامها حتى يحصل عليه.
أدوية مجانية معظمها منتهي الصلاحية، باتت الخيار الوحيد للمواطنين الذين لا يستطيعون شراء الدواء، وما عليهم سوى التوجه إلى الصيدليات الخيرية علهم يجدون ضالتهم على الرغم من انتهاء الصلاحية وقلة الفاعلية.
ورصدت عنب بلدي حالة الازدحام الشديدة التي تشهدها بعض الصيدليات التي تقدم الأدوية المجانية (عددها قليل في إدلب).
وتعد أسعار الأدوية مرتفعة مقارنة بالواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي في المنطقة، إذ تتراوح رواتب العمل بالمياومة في مدينة إدلب بين 40 و70 ليرة تركية باختلاف المهنة، كالإنشاءات والزراعة وتحميل البضائع واختلاف عدد ساعات العمل.
أدوية منتهية الصلاحية و”فعالة”
مدير صيدلية “آية” الخيرية، غصين المنيزل، وهو صيدلاني مهجر من درعا، قال لعنب بلدي، إن 80% من الأدوية في الصيدلية أدوية منتهية الصلاحية، مؤكدًا سلامة الأدوية وفعاليتها رغم انتهاء صلاحيتها وعدم تسببها بأي أضرار للمرضى.
وبحسب الصيدلاني، فإن هناك قائمة تصدر عن منظمة الصحة العالمية تصنف الأدوية ومدى فاعليتها بعد انتهاء صلاحيتها ومدى ضرر تناولها على المرضى، لافتًا إلى أن إدارة الصيدلية تستعين بالقائمة لإتلاف الأدوية المنتهية الصلاحية الضارة وتوزيع غير الضارة على المرضى.
وتلجأ صيدلية “آية” لتوزيع الأدوية المنتهية الصلاحية بسبب ندرة الدعم واعتمادها على بعض المؤسسات الصحية التي تعطيها تلك الأدوية بدلًا من إتلافها، وفق المنيزل.
ولفت المنيزل إلى أن الصيدلية تؤمّن أغلبية أدوية أمراض القلب والسكري والأمراض الهضمية لمحدودي الدخل من المواطنين، وتواجه الصيدلية صعوبات شديدة في تأمين أدوية الرعاية الأولية للأطفال.
صيدلية “آية” الخيرية هي صيدلية تطوعية بجهود بعض الأشخاص وتعمل على سد احتياجات الناس الدوائية، وتمنح الدواء مجانًا من 800 إلى ألف مستفيد يوميًا، بفروعها الثلاثة (إدلب، أريحا، بداما).
وأوضح المنيزل أن الصيدلية غير مدعومة من أي جهة، “نستغل علاقاتنا واتصالاتنا مع المؤسسات الطبية لمنحنا الدواء الذي تريد التخلص منه وتقديمه للمواطنين بشكل مجاني بدل التخلص منه”.
فاعلية أقل.. سؤال الطبيب واجب
الصيدلاني أحمد إدريس يملك صيدلية في إدلب، قال خلال حديثه لعنب بلدي، إن أغلب المنظمات الصحية تقول إن الدواء لا ينتهي مفعوله في الأشهر الستة الأخيرة كما يعتقد البعض، ولكن غالبًا ما يفقد تركيز الفعالية بالتدريج.
وأضاف إدريس أن بعض الأدوية المنتهية الصلاحية تصل فاعليتها إلى 90% خاصة الأقراص والكبسولات، وتتجاوز التاريخ المسجل على العبوات ويمكن للشخص البالغ استخدام هذه الأدوية بعد مدة طويلة من انتهاء الصلاحية إذا كانت مخزنة وفق التعليمات الموصى بها.
وبحسب الصيدلاني، توجد حالات معينة يكون استخدام الدواء المنتهي الصلاحية أمرًا مقبولًا، وهي إذا كان المريض يعاني مشكلة صحية بسيطة مثل ارتفاع الحرارة أو الصداع أو الزكام، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على الأطفال، ويجب التقيد بتعليمات الطبيب، والتأكد من صلاحية الأدوية قبل إعطائها لهم.
وأوضح إدريس أن هناك أدوية لا يجب استخدامها بعد انتهاء الصلاحية على الرغم من أن فاعليها تصل إلى 90%، وهي في حالات الأمراض المزمنة كالأمراض العصبية وأمراض القلب والسكري، لأن الفاعلية الكاملة بنسبة 100% تعد أمرًا بالغ الأهمية لعلاج هذه الأمراض.
وينصح الصيدلاني بمراجعة الطبيب الذي يعالج الحالة قبل تناول الأدوية المنتهية الصلاحية والتقيد بتعليماته حتى تؤدي الخطة العلاجية والوصفة الطبية المطلوب منها في شفاء المرضى.
ولا تملك الصيدليات الخيرية ترخيصًا من نقابة الصيادلة، لأن النظام الداخلي للعمل الصيدلي يمنع توزيع الأدوية المنتهية الصلاحية، وكذلك الانضمام لها يملي الالتزام بشروط البيع، والصيدلية تقدم الدواء مجانًا، لذلك تعمل الصيدلية خارج نطاق النقابة.
وتنتشر الصيدليات بكثرة في مناطق إدلب، وتشرف وزارة الصحة في حكومة “الإنقاذ” على عملها، وتنظمه نقابة الصيادلة.
–