اجتماع أردني- سوري يضم العسكر والمخابرات لمكافحة المخدرات

رئيس النظام السوري بشار الأسد، والملك الأردني عبدالله الثاني (تعديل عنب بلدي)

camera iconرئيس النظام السوري بشار الأسد، والملك الأردني عبد الله الثاني (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عقدت “اللجنة الأردنية- السورية المشتركة” اجتماعها الأول للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الأردنية.

وترأس الاجتماع، الذي عقد الأحد 23 من تموز، من جانب النظام السوري وزير الدفاع، العماد علي محمود عباس، ومدير المخابرات العامة، اللواء حسام لوقا، ومن الجانب الأردني رئيس هيئة الأركان المشتركة، اللواء الركن يوسف الحنيطي، ومدير المخابرات العامة، اللواء أحمد حسني.

وبحسب البيان الأردني، فإن الاجتماع، الذي لم يحدد مكان عقده، بحث التعاون المشترك في مواجهة “خطر المخدرات ومصادر إنتاجها وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات التهريب عبر الحدود نحو الأردن”.

وكالة “رويترز” للأنباء قالت، إن الاجتماع هدف للحد من تجارة المخدرات المتنامية على طول الحدود المشتركة التي شهدت مناوشات “دامية” ألقي باللوم فيها بشكل رئيس على “الفصائل الموالية لإيران التي تسيطر على جنوبي سوريا”.

وجاء الاجتماع بعد أن حصل جيران سوريا على “تعهد” من النظام خلال اجتماع عمان، في أيار الماضي، بالتعاون مع جهودهم لكبح تجارة المخدرات المزدهرة في سوريا، مقابل المساعدة في إنهاء وضعها المنبوذ، بحسب “رويترز”.

ولم يعلّق النظام السوري رسميًا على الاجتماع حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

وتواصلت عمليات تهريب المخدرات من مناطق سيطرة النظام السوري باتجاه الدول العربية رغم المسارات السياسية التي سعت لها بعض الدول لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، وإعادته إلى محيطه العربي.

في 14 من نيسان الماضي، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بوب مينينديز، إن بشار الأسد “مجرم حرب، ويدير دولة مخدرات، باختصار”.

وانتقد مينينديز عبر “تويتر“ جهود التطبيع العربية مع النظام، لافتًا إلى أنها تتجاوز انتهاكاته، كون استمرار تهريب المخدرات يهدد مجتمعات المنطقة.

التصريح الأمريكي سبقه، في 13 من الشهر نفسه، حديث رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، مايكل ماكول، الذي اعتبر التطبيع مع النظام إضفاء شرعية عليه “كرئيس دولة مخدرات إرهابية، وترسيخًا لنفوذ إيران”.

اقرأ المزيد: “المخدرات.. وصفة الأسد للاقتصاد وابتزاز الجوار”

قانون أمريكي

في 23 من كانون الأول 2022، وقّع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على ميزانية الدفاع الأمريكية عن السنة المالية لعام 2023، التي قدمها “الكونجرس” (مجلس النواب والشيوخ الأمريكي)، متضمنة قانون مكافحة المخدرات التي يديرها النظام السوري.

أحدث معلومات رسمية قدمتها واشنطن حول آلية مكافحة المخدرات في حزيران الماضي، ورد فيها أن استراتيجية مكتوبة ستتبعها لتعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات والاتجار بها المتعلقة بالشبكات المرتبطة بالنظام السوري.

ووفق تقرير نشرته وزارة الخارجية الأمريكية، تضمنت الاستراتيجية العمل على مزامنة الجهود الأمريكية المشتركة بين الوكالات من خلال أربعة محاور هي:

  1. الدعم الدبلوماسي والاستخباراتي لتحقيقات إنفاذ القانون.
  2. استخدام العقوبات الاقتصادية والأدوات المالية الأخرى لاستهداف شبكات التهريب التابعة للنظام السوري.
  3. المساعدة الأجنبية والتدريب للبلدان الشريكة والتعاون داخل المؤسسات المتعددة الأطراف لبناء القدرة على مكافحة المخدرات وتعطيل سلسلة توريد العقاقير الصناعية غير المشروعة والمستخدمة في صنع “الكبتاجون” أو غيره من العقاقير الصناعية غير المشروعة.
  4. مشاركات الدبلوماسية وسائل عامة لممارسة الضغط على النظام السوري.

وقال التقرير إن الولايات المتحدة قدمت المساعدة والتدريب للجيش الأردني واللبناني لوقف تهريب المخدرات، وفي عام 2022، أنشأ مكتب مكافحة المخدرات في الأردن برامج للحد من تأثير المخدرات غير المشروعة، وزيادة قدرة قطاعه الأمني في إدارة مكافحة المخدرات.

وتكملة لهذه الجهود، تنفذ الخارجية الأمريكية برامج خفض الطلب على المخدرات في البلدان ذات الصلة كجزء من نهج شامل ومتوازن لمكافحة المخدرات، بالإضافة إلى تصميم برامج المساعدة والتدريب الأمريكية في مجال مكافحة المخدرات لتزويد البلدان المتلقية بالأدوات والقدرات اللازمة لوقف تهريب المخدرات، وتحسين قطاعي الأمن القومي والصحة العامة.

الأردن “ضاق ذرعًا”

في 8 من أيار الماضي، أغارت طائرات حربية لا تزال مجهولة الهوية على أهداف في منطقة اللجاة بين محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، ما خلّف ثمانية قتلى من عائلة كاملة بينهم ستة أطفال.

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن طيرانًا مجهولًا جاب مناطق الجنوب السوري على علوّ منخفض، تبعته أصوات انفجارات قادمة من منطقة اللجاة شرقي محافظة درعا، على مقربة من الحدود الأردنية.

وكالة “رويترز” قالت نقلًا عن مصادر استخباراتية، لم تسمِّها، إن الغارة نفذها طيران أردني “ضاق درعًا” بعمليات تهريب المخدرات نحو أراضيه، بينما لم تعلن المملكة الأردنية مسؤوليتها عن القصف حتى اليوم.

موقع “اللجاة برس” المحلي قال من جانبه، إن الطيران الأردني استهدف بغارة جوية منزل مهرب وتاجر المخدرات السوري مرعي رويشد الرمثان، في قرية الشعّاب بمنطقة اللجاة شرقي محافظة السويداء، ما أسفر عن مقتل ستة أطفال وشخصين بالغين.

المخدرات ركيزة اقتصادية

وذكرت تقارير لجهات متخصصة وتحقيقات صحفية تستند إلى أدلة تثبت ضلوع عائلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ومقربين من نظامه بشكل خاص، في شبكات لتصنيع المخدرات والتجارة بتصديرها من سوريا إلى دول أخرى.

في تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في كانون الأول 2021، جاء أن “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام السوري بقيادة ماهر الأسد، الأخ الأصغر لبشار الأسد، هي المسؤولة عن تصنيع مادة “الكبتاجون” وتصديرها، فضلًا عن تزعّم التجارة بها من قبل رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بالنظام، وجماعة “حزب الله”، وأعضاء آخرين من عائلة الأسد.

وأوضحت دراسة صادرة عن مركز “COAR” للتحليل والأبحاث (كوار)، في نهاية نيسان 2021، أن سوريا صارت مركزًا عالميًا لإنتاج “الكبتاجون” المخدر، وأنها أصبحت أكثر تصنيعًا وتطورًا تقنيًا في تصنيع المخدرات من أي وقت مضى.

وفي عام 2020، بلغت قيمة صادرات سوريا من “الكبتاجون” فقط، أكثر من 3.46 مليار دولار أمريكي، بحسب دراسة مركز “COAR”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة