تستمر أزمة نقص المياه في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا دون حلول واضحة، وسط اعتماد الأهالي على طرق بديلة غير صحية ومكلفة، تحمل مخاوف الإصابة بالأمراض.
ومضى أكثر من 25 يومًا على أزمة المياه سواء الصالحة للشرب أو للاستخدامات اليومية، وسط مناشدات محلية لإيجاد حلول سريعة لإنهاء الأزمة التي تتضاعف مع ارتفاع درجات الحرارة.
الحسكة “منكوبة”.. اتهامات لروسيا والنظام وتركيا
مطلع تموز الحالي، أعلنت مديرية المياه في الحسكة، أن المحافظة وتل تمر وقراهما ومخيمي “واشوكاني” و”رأس العين” مناطق “منكوبة” تكاد تنعدم الحياة فيها بسبب أزمة المياه.
وأرجعت المديرية السبب إلى انقطاع مياه الشرب من محطة “علوك” الموجودة في مدينة رأس العين الواقعة تحت سيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري”، متهمة كلًا من روسيا والنظام السوري وتركيا بالوقوف وراء ذلك، وفق ما نقله موقع “Bas News” الكردي.
وذكرت المديرية أن الخيارات ضيقة ولا ينفع سوى الاستعجال في إيجاد الحلول وبتظافر جهود كل من يستطيع ذلك، من جهات رسمية ومنظمات إنسانية، لدرء تبعات هذه “الأزمة المريعة عن الأهالي”.
وطالبت المنظمات الإنسانية بتحييد محطة “علوك” عن الصراعات السياسية والعسكرية، وإخضاع إدارتها إلى فريق متخصص ومستقل، تحت إشراف ورقابة دولية، وكف يد القوات التركية و”الإدارة الذاتية” وأي طرف آخر من استخدامها كورقة ابتزاز.
تغذي محطة “علوك” مدينة الحسكة وريفها بالمياه، وتعتبر المصدر الرئيس للمياه لحوالي 460 ألف نسمة في مدينة الحسكة وتل تمر ومخيمي “الهول” و”العريشة”.
وإلى جانب نقص المياه، تعاني شبكة خطوط المياه في الحسكة من قلة في الصيانة وتعد قديمة ومتهالكة، وحتى في حال وصول المياه فإنها تأتي متلوثة ومليئة بالشوائب والأتربة، ويحتاج الأهالي إلى فلاتر وهي مكلفة أيضًا.
صهاريج مكلفة وغير صحية
أحمد السعيد يقيم في حي الموظفين في القامشلي قال لعنب بلدي، إن المياه مقطوعة عن الحي منذ أكثر من 25 يومًا، ويضطر الأهالي إلى شراء صهاريج المياه بشكل يومي وبتكلفة تصل إلى 25 ألف ليرة سورية بسعة ألف ليتر.
حاول أحمد حفر بئر لتأمين المياه لاستخدامات المنزل في الحي لكن البلدية لم تسمح بذلك، مطالبًا الجهات المعنية بحل المشكلة بأسرع ما يمكن، من خلال توفير إمدادات مياه كافية للسكان في المنطقة.
السيدة فاطمة خليل وهي نازحة من دير الزور ومقيمة في شارع “الكورنيش” بالقامشلي، قالت إنها التفكير بتكلفة صهريج المياه حل مكان التفكير بالخبز، لافتة إلى أن عائلتها تضطر أحيانًا لشراء صهريجين في اليوم الواحد.
ويعد تأمين المياه عبر الصهاريج طريقة غير آمنة صحيًا، وفي 9 من تموز الحالي، قال مدير صحة الحسكة، عيسى خلف إن المركز الطبي المحدث وسط المدينة يستقبل شهريًا نحو 1350 حالة إسعاف من الالتهابات المعوية الحادة، معظمها عند الأطفال.
وذكر خلف أن الكثير من الأهالي يلجؤون إلى مياه غير موثوقة المصدر، الأمر الذي يتسبب بتفاقم في عدد الأمراض والالتهابات، مرجعًا الأسباب إلى قطع تركيا لمياه الشرب عن مدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة لها، وفق ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
حلول إسعافية
يواجه الأهالي أزمة المياه بحلول إسعافية مؤقتة، منها وصول قافلة تضم 40 صهريجًا معبأة بالمياه إلى مدينة الحسكة قادمة من القامشلي للبدء بحملة لتوزيع المياه النظيفة على أهالي المدينة ومخيماتها، في 18 من تموز الحالي.
الإداري في فوج إطفاء القامشلي، حسين محمد، قال لإذاعة “آرتا إف إم” ( مقرها شمال شرقي سوريا) إنهم ساهموا بـ17 سيارة إطفاء، إلى جانب صهاريج البلديات وبالتنسيق مع لجنة بلديات القامشلي.
الرئيس المشترك لبلدية الحسكة، شاهين حسين، ذكر للإذاعة، بأن التوزيع سيكون عن طريق البلديات ومجالس الأحياء والنواحي، ويتم ابتداء من المخيمات وأطراف المدينة بحسب الكميات المتوفرة ودون مخصصات محددة عمومًا.
وتشارك ما يقارب 60 سيارة إطفاء وصهريجًا في الحملة “الإسعافية” التي ستستمر خلال الصيف الحالي، بحسب المكتب الإعلامي لمجلس مقاطعة القامشلي.
الرئيس المشارك للجنة البلديات والبيئة في الحسكة، رستم بكر، قال إن مشروع جر المياه من مدينة عامودا إلى الحسكة سينتهي خلال تسعة أشهر في حال توفرت المواد اللازمة للبدء بالمشروع الذي ينتظر المصادقة وتحرير الميزانية.
وذكر بكر لوكالة “نورث برس” (مقرها شمال شرقي سوريا) أن دراسة المشروع انتهت وتم إرساله للتصديق من قبل المجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية” وتأمين الميزانية له، نافيًا الأنباء المتداولة حول دخول المشروع حيز التنفيذ.