الخشية من مواجهات عسكرية تسبب حركة نزوح في دير الزور
مع الحشود العسكرية التي شهدها جانبا نهر الفرات شرقي محافظة دير الزور، بين قوات مدعومة أمريكيًا، شرق النهر، وأخرى موالية لإيران غربه، وانتشار الحديث عن عمل عسكري في المنطقة، اضطرت بعض العائلات إلى ترك منازلها في المنطقة.
حركة النزوح التي شهدتها المنطقة لم تكن محددة الوجهة، إذ غادر بعض السكان منازلهم باتجاه شرق الفرات، بينما فضلت بعض العائلات الانتقال إلى محافظة أخرى وسط سوريا كحمص، وحماة.
وأسهمت الأخبار المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحركة النزوح، إذ تحدث ناشطون عبر مجموعات محلية مغلقة، عن أن التحالف الدولي يقدم 100 دولار أمريكي لكل عائلة تخلي منزلها على ضفة النهر الممتدة من بلدة جديد عكيدات حتى الباغوز شرقي دير الزور.
ونفى مصدر عامل في مجلس “دير الزور المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” المعلومات التي تتحدث عن تعويضات مالية، لعنب بلدي، إذ قال إن هذا النوع من الإشاعات ليس جديدًا على المنطقة.
وتحدثت حسابات إخبارية محلية عن حركة نزوح بين ضفتي نهر الفرات منذ 11 من تموز الحالي، على خلفية تصاعد الحديث عن عمليات عسكرية مقبلة.
نزوح للسكان.. الوجهة غير محددة
عمران، يقيم في مدينة الميادين التي تسيطر عليها ميليشيات موالية لـ”الحرس الثوري الإيراني”، قال لعنب بلدي إن وحدات من الجيش، ومجموعات من الميليشيات حشدت عددًا كبيرًا من المقاتلين في المنطقة خلال الأسبوع الماضي.
عقب ذلك، زار وفد إيراني للمدن التي تسيطر عليها الميليشيات من بينها الميادين والبوكمال، لطمأنة الأهالي، إذ أبلغ السكان أن المنطقة منيعة من أي هجوم عسكري قد يشنه التحالف الدولي عليها.
تطمينات الوفد للسكان لم تكن ذات مفعول كبير، إذ نزحت بعض العائلات باتجاه محافظات أخرى كحمص وحماة ودمشق، بينما فضلت بعض العائلات التوجه إلى شرق الفرات حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، عبر المعابر المائية بين الضفتين، بحسب عمران.
وقال سائق حافلة تنقل المسافرين على خط دمشق- دير الزور، لعنب بلدي، إن أجور نقل الركاب ارتفعت إثر زيادة الطلب.
ووصل سعر تعرفة الركوب لدى بعض الشركات إلى 80 ألف ليرة سورية لدرجة “رجال الأعمال”، و60 ألف ليرة للدرجة العادية (الدولار يقابل 13 ألف ليرة).
ابتسام تنحدر من مدينة الميادين، حيث تعمل ممرضة وقابلة قانونية، نزحت من مدينتها مع عائلتها بتجاه بلدة الشعفة شرق مدينة دير الزور خوفًا من عمليات عسكرية قد تشهدها المنطقة.
وقالت ابتسام لعنب بلدي إنها نزحت رفقة أبنائها الأربعة إثر الخوف الذي انتشر بين سكان المنطقة على خلفية الحديث عن حشود عسكرية على ضفتي النهر.
زوج ابتسام رفض النزوح كونه يعمل موظفًا في دائرة النفوس بمدينة الميادين، إذ وافق على إرسال أفراد العائلة إلى شرق النهر، وبقي وحيدًا في منزله بالميادين، بحسب ما قالته ابتسام لعنب بلدي.
وأضافت أن قسمًا من أقاربها توجه نحو العاصمة دمشق، وآخرون اختاروا مدينة حمص وجهة لهم، خوفًا من اندلاع معارك عسكرية مجددًا، بعد تلك التي شهدتها المنطقة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال السنوات السابقة.
الناشط الاعلامي خيرات الخلف، من أبناء بلدة القورية شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي إن بلدته لم تشهد حركة نزوح كبيرة، إذ تركز نزوح المدنيين في مدينتي الميادين والبوكمال، حيث تسيطر الميليشيات الموالية لإيران بشكل كامل.
أسباب النزوح
مطلع تموز الحالي، أرسلت “”قسد” تعزيزات عسكرية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات شرقي محافظة دير الزور، مؤلفة من مدرعات تابعة لقوات “المهام الخاصة” (الكوماندوز) وأخرى من فصيل “الصناديد”.
وبالمقابل، سحبت في 8 من تموز الحالي، معظم القوات التابعة لـ”مجلس دير الزور العسكري” من المنطقة نفسها، بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة.
تواصلت عنب بلدي مع مصدر قيادي في “مجلس دير الزور العسكري”، وافق على الإدلاء بمعلومات شرط عدم ذكر اسمه، مؤكدًا أن القوات العسكرية التابعة لـ”المجلس” على خطوط التماس مع النظام السوري جرى استبدالها بأخرى قادمة من محافظتي الرقة والحسكة.
وأضاف، أن قوات التحالف شرعت بحملة لإزالة الألغام على الضفة الشرقية لنهر الفرات قبل أيام في بادية خشام والطابية، القريبتان من حقل “كونيكو” للغاز، حيث تتخذه قوات التحالف الدولي مقرًا لها.
التحركات العسكرية في المنطقة أثارت مخاوف السكان، خصوصًا أنها تزامنت مع حديث عن نيّة القوات الأمريكية فتح معركة عسكرية تجاه مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية غرب نهر الفرات.
ونفت مصادر عديدة المعلومات التي تحدثت عم معركة عسكرية قادمة، بينما بقيت مخاوف المدنيين من تكرار الأحداث السابقة التي شهدوها خلال المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2017.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :