تأخير توزيع سلة “برنامج الأغذية” بدرعا

  • 2023/07/23
  • 1:23 م

محل لبيع المواد الغذائية في مدينة درعا- 31 كانون الثاني 2023 (عنب بلدي/ حليم محمد)

درعا – حليم محمد

اعتاد سكان محافظة درعا تسلّم السلة الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي (WFP) بشكل متكرر خلال فترة زمنية لا تتجاوز الشهرين.

ومطلع تموز الحالي، نشر مجلس محافظة درعا تعميمًا عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك“، يقضي بتأخير فترات التسليم لفترة قد تصل إلى ستة أشهر في بعض الوحدات الإدارية بالمحافظة.

وتعتبر السلة الغذائية مهمة بالنسبة للسكان في ظل تراجع القدرة الشرائية، مع حالة عدم الاستقرار التي وصلت إليها الليرة السورية خلال السنوات الماضية.

عضو في اللجنة الإغاثية بمدينة درعا، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن اللجنة تلقت تعميمًا موقعًا من محافظ درعا، لؤي خريطة، جاء فيه أن “الهلال الأحمر السوري” فرع درعا، أبلغ مجلس المحافظة بتلقيه كتابًا من برنامج الأغذية العالمي يقضي بتخفيض المخصصات الإغاثية لمحافظة درعا.

وبناء على قرار “البرنامج”، ستتأخر دورات توزيع المخصصات على الوحدات الإدارية من مطلع تموز، وقد تصل فترات التسليم للوحدات التي كانت تتسلّم كل شهرين إلى ثلاثة أو أربعة أشهر، بينما سيتأخر تسليم وحدات أخرى إلى خمسة أو ستة أشهر.

تأثير القرار على السكان

عضو اللجنة الإغاثية المحلية قال لعنب بلدي، إن تأخير تسليم الحصص الغذائية يؤثر على معظم سكان محافظة درعا الذين أصبحوا بحاجة ماسة إلى هذه الإعانات.

وأضاف أن المساعدات العينية تمثّل ركيزة للوضع المعيشي لكثير من سكان درعا، وانقطاعها أو تأخر تسليمها قد يعني “كارثة” بالنسبة لكثير منهم.

وبالنسبة لفوزية (40 عامًا)، وهي من سكان تل شهاب غربي درعا، فإن تأخير فترات التسليم هو تعزيز لحالة الفقر التي تعيشها أسرتها، إذ كانت تأمل خلال الأشهر الماضية تقريب فترات التسليم لا تأخيرها، نظرًا إلى الأوضاع المعيشية المستمرة بالتدهور.

وقالت إن السلة الإغاثية لا تعالج الفقر بالنسبة للسكان، إنما تؤمّن بعض الحاجيات الأساسية الضرورية كالزيت والطحين.

وتمثّل المساعدات بالنسبة لفوزية سندًا خلال الظروف المعيشية الصعبة التي تعانيها، بحسب ما قالته لعنب بلدي، إذ تستغني عن شراء الزيت، والطحين، والأرز، والسكر، لفترة محددة، وهي سلع أساسية لجميع السكان.

الواقع نفسه بالنسبة للشاب علي أيضًا، وهو من سكان ريف درعا الغربي، إذ قال لعنب بلدي، إنه في ظل الواقع المعيشي السيئ، إثر ارتفاع أسعار المواد الغذائية، تأتي السلة الإغاثية بمنزلة “نجدة إسعافية” بالنسبة للسكان.

يعمل علي بالمياومة في مجال الزراعة، ولا يتعدى أجره اليومي 15 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ زهيد مقارنة بأسعار المواد الأساسية.

ماذا تمثّل المساعدات للسكان؟

تحوي السلة الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي على خمسة ليترات من زيت دوار الشمس، و15 كيلوغرامًا من الطحين، وكيلوغرامين من السكر، وأربعة كيلوغرامات من الحمّص، وخمسة كيلوغرامات من الأرز.

ويصل سعر ليتر الزيت إلى 18 ألف ليرة سورية في السوق المحلية، ويعتبر سلعة أساسية للسكان في ظل ارتفاع سعر زيت الزيتون، إذ وصل سعر الليتر منه إلى 40 ألف ليرة سورية.

وذكر بعض السكان، ممن قابلتهم عنب بلدي، أنهم ينتظرون السلة الغذائية لتوفير مصاريف شراء الزيت، الذي يعتبرونه السلعة ذات القيمة الأكبر.

ومع التقنين في استخدام المخصصات الغذائية، يمكن لسلام (30 عامًا)، أن تحافظ على عناصر السلة الغذائية لنحو شهرين لا أكثر، إذ اعتبرت خلال حديثها لعنب بلدي، أن تباعد فترات التسليم سيزيد من معاناة السكان.

ورغم انخفاض كمية السكر في السلة الغذائية، حافظت على أهميتها بالنسبة للسكان، خصوصًا مع وصول سعر الكيلوغرام الواحد إلى عشرة آلاف ليرة سورية.

وكانت السلة الغذائية تحوي خمسة كيلوغرامات من السكر سابقًا، لكنها خُفضت تدريجيًا.

ووصل سعر كيلو الأرز الطويل الذي تحتويه السلة الإغاثية في المحال التجارية إلى 22 ألف ليرة سورية.

وبينما كان معظم السكان يبيعون الأرز المسلّم لهم بسعر 3000 ليرة سورية للكيلو الواحد، نظرًا إلى رداءة نوعيته، صار فرق السعر بين البيع والشراء دافعًا للسكان للاحتفاظ به.

وتستخدم بعض العائلات الحمّص المسلّم لها لصناعة الفلافل في المنزل، وخاصة بعد غلاء قرص الفلافل إلى 200 ليرة سورية.

وأصدر مكتب الأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية (أوتشا)، في 1 من أيار الماضي، تقريرًا بيّن فيه طبيعة الأزمة الإنسانية في سوريا لعام 2023.

ووفقًا للتقرير، فإن عدد السوريين المحتاجين إلى مساعدات إنسانية يقدّر بـ15 مليونًا و300 ألف شخص، بزيادة بلغت نسبتها 5% على عام 2022.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع