انخفاض الأسعار وتراجع كمية الإنتاج
الفلاح وعامل القطاف يتقاسمان محصول التوت الشامي بالقنيطرة
عنب بلدي – القنيطرة
اشتكى فلاحون من مزارعي التوت الشامي بمحافظة القنيطرة جنوبي سوريا من بيع محصولهم بأسعار متدنية لا تتناسب مع التكاليف، ما يعرضهم لخسائر كبيرة.
ومع بداية موسم القطاف في حزيران الماضي، بدأ المزارعون ببيع كيلو التوت الشامي للتجار بـ1800 ليرة سورية، ووصل مؤخرًا إلى 5500 ليرة (نصف دولار أمريكي تقريبًا).
مشكلة قديمة جديدة يعانيها المزارعون مع بداية كل موسم، ويواجهون انخفاض السعر وصعوبة التصريف لوحدهم، رغم وجود مديرية زراعة وجهات مسؤولة عن محصول استراتيجي في المنطقة.
“سعر زهيد”
سالم حسون (65 عامًا)، مزارع من بلدة حضر بريف القنيطرة، يملك 35 شجرة توت معمرة (عمر الشجرة 25 عامًا)، أوضح لعنب بلدي أن المبلغ المدفوع مقابل كيلو التوت “زهيد جدًا”.
وقال سالم إنه بدأ ببيع الكيلو بـ1800 ليرة، ووصل إلى 5500 ليرة، لافتًا إلى ضرورة أن يكون سعره 20 ألف ليرة مقارنة بالسنوات الماضية، لكن انخفاض قيمة الليرة أمام الدولار جعل المزارعين يعملون دون جدوى.
ويقطف سالم مع أفراد عائلته يوميًا 300 كيلوغرام من التوت الناضج، وهي كمية قليلة نظرًا إلى صعوبة قطاف المحصول، لافتًا إلى أنه لو احتاج إلى عمال ستكون الخسائر مضاعفة.
وسجلت الليرة السورية انخفاضًا قياسيًا في قيمتها أمام الدولار الأمريكي، وتجاوز سعر الدولار الواحد 12100 ليرة، في تموز الحالي.
العمال يقاسمون أصحاب الأرض
انخفاض سعر المحصول وصعوبة قطافه، دفع بالمزارعين للشراكة مع عمال القطاف في إنتاجهم، تجنبًا لتحمل تكاليف أعلى.
“أم لؤي” (50 عامًا)، أرملة تعمل مع ولديها في قطاف التوت، ويجمعون ما يقارب 100 كيلوغرام من التوت يوميًا بعمل يستمر عشر ساعات.
أوضحت السيدة لعنب بلدي أنها تتشارك مع صاحب الأرض، فعليها قطاف المحصول مقابل أن تأخذ نصف قيمته، وتتراوح أجرتها اليومية بين 150 ألفًا و200 ألف ليرة سورية، وتختلف بحسب مبيع الكيلو وكمية القطاف.
تجار: الربح “طفيف”
محمد مريود، تاجر من بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، يشتري التوت من المزارعين ويبيعه إلى المعامل أو سوق “الهال”، قال إن هامش الربح “طفيف”.
قال التاجر لعنب بلدي، إن تحديد الربح يرتبط بما يدفعه التاجر الرئيس أو أصحاب معامل التوت، لافتًا إلى أن المزارعين غير راضين عن هذه الأسعار.
وأوضح أنه لا يستطيع رفع سعر الشراء لوحده فيخسر، ولا يملك القدرة على شراء كمية كبيرة من التوت، ووضعها داخل البرادات مثلما يفعل بعض التجار إلى حين ارتفاع السعر.
أرقام متضاربة و”تنصل” من المسؤولية
تتصدر القنيطرة قائمة المحافظات السورية في إنتاج التوت بنسبة 25%، وفق مدير زراعة القنيطرة، رفعت موسى، الذي قال إن إنتاج المحافظة من ثمار التوت الشامي هذا العام يصل إلى نحو 300 طن، منها 260 طنًا من التوت البعلي، و40 طنًا من التوت المروي.
وأرجع موسى معاناة المزارعين إلى ضعف التسويق وانخفاض الأسعار بسبب زيادة الإنتاج، إذ تم بيع الكيلو بـ2000 ليرة بداية الموسم، ومن المتوقع تحسن الأسعار نتيجة زيادة حلاوة الثمرة، وفق موسى.
وأوضح موسى أن المساحة المزروعة من أشجار التوت الشامي تبلغ 1337 دونمًا (961 بعليًا و376 مرويًا)، بزيادة نحو 120 دونمًا على الموسم الماضي.
يبلغ عدد أشجار التوت الشامي في القنيطرة 13370 شجرة، المثمر منها نحو عشرة آلاف شجرة، ويصل مردود شجرة التوت البعلي إلى 30 كيلوغرامًا، والمروي إلى 40 كيلوغرامًا.
مدير زراعة القنيطرة لم يتطرق إلى مسؤولية المديرية عن تصريف أو تسويق أو شراء المحصول أو مساعدة المزارعين، كما أن حديثه عن زيادة الإنتاج يتضارب مع أرقام السنوات السابقة.
في 2020، قالت وزارة الزراعة في حكومة النظام، إن إنتاج التوت في القنيطرة يقدّر بـ452 طنًا.
وقدّرت “مديرية زراعة القنيطرة” إنتاج المحافظة المتوقع من ثمار التوت الشامي بأكثر من ألف طن في عام 2021، ما يعني أن الإنتاج في 2023 بانخفاض وليس في زيادة.
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في القنيطرة زين الجولاني
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :