توقع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زيادة عودة اللاجئين إلى سوريا مع تقدم مشروع بناء منازل الطوب الذي تدعمه قطر في الشمال السوري.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال مقابلة أجراها مع عدة صحفيين اليوم، 21 من تموز، في أثناء عودته من جولته الخليجية التي استمرت ثلاثة أيام.
وأضاف أردوغان أن عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا طوعًا قد يكون تجاوز مليون شخص، وسيزداد أكثر في المستقبل، وأن رغبة السوريين في العودة طواعية إلى بلادهم واضحة.
وأشار إلى أن بناء المنازل المصنوعة من قوالب حجرية في شمالي سوريا للاجئين السوريين مستمر بدعم من قطر.
ووصل عدد الأبنية إلى الآن لأرقام تتراوح بين 100 و150 ألف منزل فحم حجري، بحسب الرئيس التركي.
ويمثل السوريون في تركيا العدد الأكبر من اللاجئين على الأراضي التركية، إذ يقيم ثلاثة ملايين وأكثر من 395 ألف لاجئ سوري خاضعين لنظام “الحماية المؤقتة”، يقيم القسم الأكبر منهم في ولاية اسطنبول، بحسب أحدث إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية مطلع تموز الحالي.
وبحسب إحصائية لوزارة الداخلية، يوجد مليون و206 آلاف و153 أجنبيًا في إسطنبول وحدها، منهم 670 ألفًا و988 أجنبيًا يحملون تصريح إقامة، و531 ألفًا و 381 سوري يخضعون لنظام الحماية المؤقتة، بما في ذلك ثلاثة آلاف و784 من المتقدمين للحصول على الحماية الدولية.
وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في 9 من تموز، إنه أصدر تعليمات بشأن ملاحقة المهاجرين غير النظاميين الذين يقيمون في عموم البلاد بشكل غير قانوني، وليس فقط في مدينة اسطنبول.
وأضاف الوزير، خلال لقاء أجراه مع صحيفة “Hürriyet” التركية، إن عناصر الشرطة والدرك وفرق خفر السواحل تشارك في حملة ضبط المهاجرين غير النظاميين.
وتعهد الوزير بخفض عدد المهاجرين غير النظاميين في جميع الولايات بشكل ملحوظ خلال مدة لا تتجاوز أربعة إلى خمسة أشهر، موضحًا أن المهاجر غير النظامي هو الأجنبي الذي دخل تركيا بطريقة غير قانونية ويواصل الإقامة والعمل فيها دون تصريح رسمي.
وأضاف أن بلاده ألقت القبض على 15 ألف “مهاجر غير شرعي” خلال حزيران الماضي، ورحلت قسمًا منهم دون تحديد جنسيات المرحلين.
وفي 24 من تشرين الأول 2022، أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرًا قالت فيه، إن السلطات التركية اعتقلت واحتجزت ورحّلت بشكل تعسفي مئات الرجال والفتيان السوريين اللاجئين إلى سوريا بين شباط وتموز من العام نفسه.
وذكرت المنظمة في تقريرها نقلًا عن سوريين مرحلين، أن المسؤولين الأتراك اعتقلوهم من منازلهم وأماكن عملهم وفي الشوارع، واحتجزوهم “في ظروف سيئة”.
وأضافت أنهم ضربوا معظمهم وأساؤوا إليهم، وأجبروهم على التوقيع على استمارات “العودة الطوعية”، واقتادوهم إلى نقاط العبور الحدودية مع شمال سوريا، وأجبروهم على العبور تحت تهديد السلاح، رغم امتلاكهم بطاقة “الحماية المؤقتة”.
من جهتها، ردت رئاسة الهجرة التركية على التقرير واصفة إياه بـ”الفاضح البعيد عن الواقع”، كما وصفت السياسة التركية بـ”النموذجية” في التعامل مع اللاجئين.
واعتبرت الرئاسة حينها، أن ما ورد في تقرير المنظمة من “ادعاءات” بأن السلطات التركية اعتقلت واحتجزت تعسفيًا ورحّلت مئات الرجال والفتيان السوريين اللاجئين إلى سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية، “عارية عن الصحة”.