“العربي القديم”.. التاريخ السوري من وحي الصحافة العربية
أصدرت صحيفة “العربي القديم” عددها الأول، في 21 من تموز، متطلعة لإغناء القراء وإعادة إحياء التاريخ السوري الموجود في الصحافة العربية خلال الـ 150 عامًا الماضية.
وبدأت فكرة مشروع إنشاء مجلة أو صحيفة تنشر قديم الصحافة السورية والعربية عند الكاتب والصحفي محمد منصور منذ أربعة أعوام، ولكن منع انطلاقها غياب من يتبناها، ليقرر منذ أشهر العمل عليها بنفسه بعد تأسيسه منتدى ثقافيًا إلكترونيًا ضم حوالي 70 كاتبًا ومثقفًا وإعلاميًا سوريًا من المناطق السورية كافة إضافة إلى دول اللجوء.
وطلب منصور من أعضاء المنتدى الإلكتروني المسمى “فكر وفن”، تقديم الدعم والمساهمة في إثراء الصحيفة، وحصل على “نتيجة أفضل من المتوقع بسبب نبل هؤلاء السوريين الرائعين”.
ومنذ أكثر من 25 عامًا، عمل الصحفي السوري على جمع أرشيف الصحافة السورية، بعيدًا عن الصحافة الحكومية مثل “البعث” و”الثورة”، التي وصفها بـ “الكئيبة والمضجرة”.
وبالرغم من خروجه من سوريا تمكن منصور من إحضار جزء كبير من أرشيفه الورقي، كما واصل البحث في الأرشيف الإلكتروني على شبكة الإنترنت عن كل ما هو سوري في الصحافة العربية الأدبية والثقافية وليس السياسية فقط، وهو ما شكل عنده حصيلة “هائلة” عرض جزءًا منها من خلال السلسلة الوثائقية التلفزيونية “موسوعة سوريا السياسية“.
سوريا في 150 عامًا
ستهتم “العربي القديم” بالتاريخ السوري، بما يتضمنه من التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي والفني، وسيكون مصدرها الأساسي المقالات التي نشرت عن سوريا في الصحافة العربية خلال الـ150 عامًا الماضية، كما ستنشر المقالات مع الإشارة إلى زمان ومكان النشر واسم الكاتب، وفق رئيس تحرير الصحيفة محمد منصور.
وسيشترك في كتابة المقالات كتاب بارزون، من أعضاء منتدى “فكر وفن”، المهتمون بالتاريخ والمعروفون بكتاباتهم المتميزة في هذا السياق، للكتابة عن الإرث العائلي والثقافي الذي جاؤوا منه.
وشارك في كتابة مقالات العدد الأول كل من الروائي فواز حداد الذي كتب افتتاحية العدد، والمؤرخ سعد فنصة بمقال موثق بصور نادرة ينشر بعضها لأول مرة عن والده الصحفي والأديب بشير فنصة.
كما نشر في العدد الأول مقال للدكتور كاظم الداغستاني الذي يتحدث عن “فشل السوريين في العمل الجماعي ونجاحهم في العمل الفردي”، وهو مقال منشور قبل 90 عامًا، فيما عقب ستة من الكتاب والكاتبات على المقال في زوايا خاصة.
أين تنشر؟
رئيس تحرير الصحيفة، محمد منصور، قال إن الصحيفة جرى تبويبها وإخراجها على نمط الصحافة الورقية الاحترافية، وستصدر مؤقتًا شهريًا، وقد تتحول إلى إسبوعية إذا استطاعت أن تقدم شيئًا مفيدًا للسوريين الذين يشعرون أنهم بحاجة لصيانة هويتهم والتشبث بها في وجه “الاقتلاع والتهجير والحرائق التي تتهدد تراثهم”، على حد تعبيره.
وتملك الصحيفة صفحة غب “فيس بوك” لنشر الأعداد عليها بصيغة إلكترونية، حيث ستكون متاحة للتحميل والقراءة مجانًا، ووصف منصور التجاوب مع العدد الأول بـ “اللافت والمشجع”، كاشفًا عن مشروع لاحق لطباعتها ورقيًا على شكل مجلدات لتكون مرجعًا للباحثين والمهتمين.
وحول أعضاء كتاب الصحيفة، أجاب منصور أن كل مشاركي منتدى “فكر وفن” السوري الذي يتواصل أعضاؤه عبر مجموعة خاصة على تطبيق “واتساب” ويضم أكثر من 70 مثقفًا سوريًا من مختلف الأجيال هم كتاب هذه الصحيفة، بحسب رغبتهم واستعدادهم، وحسب المحاور والقضايا المطروحة في الأعداد المقبلة.
تاريخ الصحافة السورية
يعتبر المؤرخون أن الفترة الممتدة من 1908 إلى 1917 تمثل فترة نمو للصحافة السورية، على الرغم من تقييد الاتحاديين الأتراك الصحفيين وملاحقتهم، إذ صدرت العديد من الصحف السورية بلسان عربي تمامًا، دون ترجمة للتركية، منها صحيفة “المقتبس” والتي تعرضت للإيقاف مرارًا، بالإضافة للعديد من الصحف الساخرة الهزلية مثل “حط بالخرج”، و”السعدان”.
وازداد عدد الصحف والمنشورات في تلك الحقبة على الرغم من التقلبات العسكرية والسياسية في المنطقة، ثم الاحتلال الفرنسي لسوريا، وفي الفترة التالية لاستقلال سوريا عام 1946، صدر عدد كبير ومتنوع من الصحف في كافة المدن والمحافظات السورية، إلا أن كثرة الانقلابات الحاصلة في تلك الفترة جعلت الإيقاف المؤقت والإلغاء يطال العديد من الصحف حسب ما تراه كل حكومة جديدة.
أما في فترة حكم حزب “البعث” وسيطرته على السلطة عام 1963 دخلت الصحافة السورية نفقًا جديدًا مظلمًا، إذ أغلق الحزب كل الصحف السورية عدا ثلاثة (أحدها البعث)، وأغلق دور الطباعة وصادر آلاتها، ثم صودرت أموال أصحاب الصحف وفرضت عقوبة “العزل المدني” على عدد كبير منهم بتهمة “بث الأفكار الشعوبية” والعمل على “زعزعة ثقة الشعب بقوميته، والحصول على الأموال من هيئات أجنبية ورجعية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :