استمرت التعزيزات العسكرية من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بالتوافد إلى ريف دير الزور الشرقي، إلى خطوط التماس مع النظام السوري على ضفة نهر الفرات الغربية، بينما لا يزال الغرض من التعزيزات مجهولًا.
وبينما تقاطعت الروايات حول الغرض من التعزيزات العسكرية انتشر، الأربعاء 19 من تموز، تسجيل صوتي لقائد “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل الملقب بـ”أبو خولة” يتحدث عن خلافاته مع القيادة المركزية في “قسد”.
وإلى جانب الخلافات الداخلية التي أشار لها الخبيل، تحدث عن خلافات بين عشائر المنطقة من بينها عشيرته “البكير”.
وعبر الخبيل عن رفضه لوجود “مندوب سامي” من “قسد” في دير الزور، وشبّه سياسه “قسد” في المنطقة بسياسة “الاحتلال الفرنسي”، وأشار إلى أن المحافظة ذات الطبيعة العشائرية لا يحكمها إلا أبناء عشائرها.
وورد في التسجيلات أن “مجلس دير الزور العسكري” يواجه عدوين داخلي وخارجي، الأول يتمثل ببعض القياديين في “قسد” وتنظيم “الدولة الإسلامية”، والخارجي تركيا والنظام السوري.
توتر متزايد
مع استمرار استقدام “قسد” لـ”القوات الخاصة” (كوماندز) وقوى “الأمن الداخلي” إلى ريف دير الزور الشرقي حيث يسيطر “المجلس العسكري”، زادت حالة التوتر بين الجانبين، خصوصًا بعد إزالة “قسد” للحواجز العسكرية التابعة لـ”المجلس العسكري”.
وحاولت عنب بلدي التواصل مع المركز الإعلامي لـ”مجلس دير الزور العسكري” للحصول على معلومات حول هذه التطورات، لكن “المجلس” رفض الإدلاء بأي تصريحات.
في المقابل استمر “المجلس العسكري” بحشد مضاد في بلدة الصور شمالي دير الزور وبلدة الكبر غربي المحافظة بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة.
ومنذ مطلع تموز الحالي، أرسلت “قسد” تعزيزات عسكرية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات شرقي محافظة دير الزور، مؤلفة من مدرعات تابعة لقوات “المهام الخاصة” وأخرى من فصيل “الصناديد”.
مصدر قيادي في “مجلس دير الزور العسكري”، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن القوات العسكرية التابعة لـ”المجلس” على خطوط التماس مع النظام السوري استبدلت بأخرى قادمة من محافظتي الرقة والحسكة.
وأضاف أن قوات “مجلس دير الزور” المنتشرة على الطريق العام المحاذي للنهر من الجهة الشرقية، انسحب معظمها، وسلمت نقاطها لقوات “الأمن الداخلي” (أسايش)، في حين توزعت القوات المنسحبة على نقاط عسكرية متفرقة على ضفة النهر بين بلدة جديد عكيدات حتى الشحيل.
مشكلة التمثيل العربي
مشكلة عدم وجود ممثل للمكون العربي في مناطق نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” ليست جديدة، إذ يعاد الحديث عنها بين الحين والآخر، وتتركز تداعياتها في محافظة دير الزور، ذات الغالبية العشائرية.
وحاولت “قسد” على مدار السنوات الماضية، بسط سيطرتها على المنطقة عبر ممثل لها يدير المنطقة أمنيًا وخدميًا عرف باسم “باران” وهو اسم حركي لشخص غير سوري، في محافظة دير الزور.
ومؤخرًا أرسلت “قسد” شخصًا أطلق عليه المواطنون اسم “المندوب السامي” كممثل لها في محافظة دير الزور، التي تعاني من التهميش الخدمي منذ سنوات.
ويكاد لا يمر يوم في دير الزور دون احتجاجات لمدنيين ضد “قسد” للمطالبة بتحسين الأوضاع الخدمية، أو تحسين القطاع التعليمي، وأخرى متعلقة بتوزيع المحروقات التي يعاني سكان المنطقة من النقص فيها.
اقرأ أيضًا: المكوّن العربي يبحث عن تمثيل مفقود تحت حكم “قسد”