ينظم الاتحاد الأوروبي حملة مجانية للاستقصاء عن أنواع معينة من مرض السرطان، في عموم الولايات التركية، تستهدف جميع المقيمين في البلاد، بمن فيهم اللاجئون السوريون، بغض النظر عن وجود “بطاقة الحماية المؤقتة” (الكملك) لديهم أو الإقامة.
ينفذ الاتحاد مشروعه الذي أطلق عليه اسم “مشروع صحة” (بالتركية sihhat projesi)، عبر خمس كرفانات (سيارات متنقلة) من المقرر أن تشمل جميع الولايات التركية، خلال شهري تموز وآب من العام الحالي، ويشمل فحص الأمراض، التقصي عن وجود سرطان الثدي، القولون، وسرطان عنق الرحم.
تتوقف الكرفانات الخمس خلال أيام الدوام الرسمي (من الاثنين إلى الجمعة)، بجانب “مراكز صحة المهاجرين” التي تنتشر في عموم الولايات، وتتنقل السيارات بين مركز وآخر، ويضم فريق الفحص عددًا من الأطباء منهم سوريون من اختصاصات متعددة كالنسائية، الداخلية (الباطنية)، والأطفال.
ثلاثة أنواع من السرطان
“مشروع صحة” ممول بشكل كامل من الاتحاد الأوروبي ومنظم إداريًا من وزراة الصحة التركية، وقيّمت الوزارة التركية جميع الكادر الطبي السوري بالإضافة إلى توظيف كادر طبي تركي لإدارة المشروع.
يركز المشروع على فحص ثلاثة أنواع من الأمراض هي سرطان الثدي، سرطان عنق الرحم وسرطان القولون، بحسب ما قال طبيب الجراحة العامة، عبد الله الخيمي، لعنب بلدي.
وأوضح الخيمي، وهو طبيب عامل في أحد مراكز “صحة المهاجرين” في منطقة إسنيورت بولاية اسطنبول، تفاصيل الفحوصات التي تجرى للمراجعين الراغبين بالاستفادة من هذا البرنامج.
سرطان الثدي: يُجرى الفحص عن طريق تصوير “الماموغراف” (تصوير شعاعي بسيط)، ورغم أنه لا يعتبر مُشخصًا للحالة بنسبة 100%، فهو موجه كبير للكشف عن المرض، ويطبق الفحص على السيدات ممن هم فوق 40 عامًا.
سرطان عنق الرحم: يُجرى الفحص عن طريق مسحة من عنق الرحم، للتقصي عن وجود بعض الفيروسات الحليمية “HPV – Human polyomavirus“، وهو أيضًا تحليل غير دقيق 100%، ولكن يشخص الحالة ووجود عدوى الفيروس، ويُجرى للسيدات المتزوجات ممن تتجاوز أعمارهن 30 عامًا.
سرطان القولون: يُجرى الفحص عن طريق تحليل “تحري الدم الخفي ضمن البراز”، ويُجرى الفحص للسيدات والرجال ممن تتجاوز أعمارهن 55 عامًا.
غير شامل العلاج
عربة الكرفان المتنقلة لا تشمل العلاج بعد الفحص، بعد إجراء الاستقصاء إذ ترسل النتائج المشتبه بها إلى الأطباء ضمن مراكز المهاجرين الصحية، ويتم التواصل مع المريض لمراجعة حالته في المركز، وبعد تحديد حالته يرسل المريض إلى مستشفيات الدولة المتخصصة في العيادة النسائية أو الجراحة العامة لإجراء استكمال العلاج.
ويتكفل المستشفى بعلاج السوريين الحاملين بطاقة الحماية المؤقتة (كيملك) بشكل مجاني، أما حاملو الإقامة السياحية التي تبدأ بـ99 فلا تشملهم تغطية العلاج.
عربة الكرفان لا تشمل دخول الأتراك، إذ توجد لدى المواطنين الأتراك مراكز خاصة تقدم لهم هذه الخدمات، شاملة لجميع الأجهزة والمستلزمات اللازمة للفحوصات.
خدمات كاملة للمركز
لا يقتصر المركز على تحاليل الفحص المبكر للسرطان فقط، بل يوفر أيضًا خدمات من أنواع الفحوصات الأخرى مثل جهاز الأشعة وجهاز الإيكو لمتابعة الحمل وأجهزة التحاليل العامة.
وأفاد الطبيب عبد الله الخيمي بتوفير الاتحاد الأوروبي لخدمات طبية متوسعة بشكل أكبر للمراكز المدعّمة، مثل خدمات متابعة الحمل، وتوفير اللقاحات كاملة للمرضى مع متابعتها، ومتابعة الأطفال والنمو والرضاعة وتحليل كعب القدم لحديثي الولادة، وتحديد النسل من ناحية تنظيم الأسرة.
ومن ضمن اختصاص الجراحة العامة تتابع أمراض الثدي والقولون وأمراض البطن الهضمية مع المعاينات، ويتوافر في المركز جهاز أشعة بسيط لكشف حالات الرضوض.
كما يوجد في المراكز طبيب اختصاصي في الباطنية (داخلية)، واختصاصي للأمراض المزمنة والقلبية، واختصاصي أطفال وطب عام يجرون تدخلات جراحية بسيطة.
“مراكز صحة المهاجرين” (Göçmen Sağlık Merkezleri)
سلسلة من العيادات الطبية الموزعة في مختلف المدن التركية، افتتحتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO)، وهي مرتبطة أيضًا بمديريات الصحة العامة في كل ولاية، شاملة لجميع الأجهزة.
يوجد في تركيا ما لا يقل عن 170 إلى 175 مركز صحي منتشر في جميع الولايات التركية، وفي اسطنبول تحديدًا، يوجد 37 مركزًا صحيًا للمهاجرين.
خُطط المشروع ليقدم الخدمات في الولايات التي يتجاوز عدد السوريين فيها 20 ألف نسمة، ويعمل في هذا البرنامج أطباء وممرضون سوريون.
يوجد نوعان من المراكز، الأول يعمل كمستوصف، والثاني يطلق عليه مركز تقوية طبية (Güçlendirme).
يشرف على المستوصف العادي أطباء عامّون، يقدمون خدمات المعاينة الطبية، ويتابعون الحمل وإجراء التحاليل الطبية واللقاحات ويمنحون التقارير الطبية، أما مراكز التقوية فتحوي عيادات اختصاصية أكثر، منها عيادة الأطفال والعيادة النسائية.
وتحمل هذه المراكز عبئًا كبيرًا عن مستشفيات الدولة وعن أطباء العائلة، باستقبال المهاجرين الأجانب حاملي بطاقة الحماية المؤقتة، مع تقديم الكثير من الخدمات والإرشادات العامة الطبية، بحسب الطبيب عبد الله الخيمي.
للعلاج في المستوصف العادي لمراكز صحة المهاجرين يحتاج السوري لـ”بطاقة الحماية المؤقتة” (كيملك) من نفس الولاية التي يقيم فيها، أما مراكز التقوية فتقبل الحالات من دون “كيملك”، حسبما قال أحد مشرفي المشروع في إسطنبول لعنب بلدي.
للوصول إلى أقرب مركز صحي للمهاجرين (اضغط هنا)، في اسطنبول (من هنا).
اقرأ أيضًا: اكتشف السرطان بشكل مبكر.. اختبار الواسمات الورمية