كسر الدولار الأمريكي حاجز 11500 ليرة سورية عند افتتاح أسواق اليوم، الخميس 20 من تموز، لتسجل الليرة خسارات إضافية في قيمتها أمام العملات الأجنبية.
وبحسب موقع “الليرة اليوم“، المتخصص برصد أسعار العملات الأجنبية، سجل سعر مبيع الدولار الأمريكي 11600 ليرة سورية، وسعر شرائه 11450 ليرة، بينما وصل مبيع اليورو الأوروبي إلى 12987 ليرة، وسعر شرائه إلى 12814 ليرة.
ونتيجة الانخفاض المتسارع في قيمة الليرة خلال الأيام الماضية، لم يعلن مصرف سوريا المركزي، أمس الأربعاء، سعر العملات الأجنبية أمام الليرة في نشرة “الحوالات والصرافة” الصادرة عنه والتي يجري تعديلها يوميًا بالتوازي مع تغير قيمة الليرة في السوق السوداء.
ووفق أخر تعديل حدد المصرف سعر الدولار في النشرة بـ9900 ليرة سورية، واليورو بـ11139 ليرة.
وينعكس انخفاض قيمة الليرة على المقيمين في مناطق سيطرة النظام بشكل مباشر، لما يرافقه من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والأساسية، ما يفاقم من ضعف القوة الشرائية لديهم، وهو ما تقابله الحكومة بوعود بضبط سعر الصرف لا تنعكس على الواقع.
ويرتبط سعر الصرف في ظل المعطيات الحالية في سوريا بعدة عوامل اقتصادية مجتمعة تؤدي إلى انخفاض قيمة الليرة، منها عدم وجود الإنتاج، ونمو الناتج المحلي سلبًا، والاعتماد على الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى العجز الكبير في الميزان التجاري، وميزان المدفوعات، والموازنة العامة للدولة، فضلًا عن هروب الاستثمارات الأجنبية، ووجود سوق “سوداء” واسعة لتصريف العملة عبرها.
تدهور حتى نهاية العام
وفق دراسة صادرة عن مركز “جسور للدراسات”، في 14 من تموز الحالي، يلاحظ أن سياسات مجلس النقد والتسليف التابع لمصرف سوريا المركزي، وكذلك سياسات وزارة المالية متضاربة فيما بينها بشكل عام، ولا تدل على أي رغبة في ضبط سعر الليرة.
على سبيل المثال رفع المصرف المركزي سعر الفائدة إلى 11% منتصف عام 2022، ثم ضخ كمية كبيرة من النقود في الأسواق مطلع عام 2023، ويلاحظ أن المركزي قام برفع سعر صرف الحوالات عدة مرات بغرض مواكبة السوق وجمع أكبر مبلغ من العملات الأجنبية المحولة إلى سوريا، وهو الهدف الرئيسي لعمل المصرف المركزي السوري، والذي يفسر توجهاته.
واعتبرت الدراسة، أن النظام يوجه رسالة للدول العربية عبر سعر صرف الليرة، بشكل رئيسي بعد تطبيع العلاقات معه، بأن الأوضاع في سوريا متدهورة وتزداد تدهورًا، وهو ما ركز عليه القادة العرب لتفسير خطوة التطبيع.
في ظل بيئة متقلبة وغير مستقرة من الصعب توقع سعر صرف الليرة السورية، لكن المسار الطبيعي لها هو مسار هابط من حيث القيمة، وبالتالي مزيد من الارتفاع في سعر الصرف، ووسط غياب رغبة النظام بضبط سعر صرف الليرة، بل جمع مزيد من العملات الأجنبية، وغياب القدرات النقدية أو المالية الحقيقية لضبط السعر، يرجح أن يستمر سعر صرف الليرة بالتدهور حتى نهاية عام 2023، مع احتمالية استقراره خلال موسم الصيف الحالي وحتى مطلع الشتاء، وفق الدراسة.