اختلاف رأي لا اختلاف هدف
كانت ثورتنا ولا تزال ثورة حرية وكرامة. ثورة تهدف لمنح الجميع الحرية في التفكير والحرية في التعبير والحرية في ممارسة ما يؤمن به دون إساءة للآخرين. ومن الطبيعي أن تختلف المصالح والأفكار والأراء بين شخص وآخر أو بين مجموعة وأخرى، إلا أن ما بات يزداد في واقع ثورتنا من خلافات تتجاوز اختلاف الرأي لتصبح حربًا بين طرفين ومحاولات لقمع الآخر وإقصائه ليس أمرًا طبيعيًا البتة، بل إن هذا ما جاءت الثورة لتنقذنا منه، بعد أربعين عامًا مارس فيها النظام كمّ الأفواه وإقصاء الأخر.
اليوم وللآسف نجد بعض التيارات «الثورية» تمارس الدور الذي كان يمارسه النظام طيلة عقود خلت، تحارب من يخالفها الرأي وتقصي من لا يشاركها الفكر، حتى كادت تنسى معركتها الحقيقية ضد نظام الظلم والقمع. كثيرة هي المظاهر التي توحي أن من بين الثوار من انشغل عن معركته الحقيقية ضد نظام الأسد بمحاربة رفاقه وشركائه في ثورة الحرية والعدالة والكرامة، فدخل في معارك جانبية على حساب معركته الأساسية ضد النظام، فقدم لهذا الأخير خدمة مجانية من خلال إضعاف المعارضة وشق صفها.
علينا أن نتذكر اليوم وعلى الدوام أن معركتنا هي معركة ضد الظلم والاستبداد والإقصاء، وأن ثورتنا هي ثورة الحرية والكرامة والعدالة، وأننا جميعًا خرجنا وقد آمنا بالثورة وأهدافها منذ أول يوم خرجنا ننادي فيه بالحرية والكرامة. علينا أن نؤمن أن الحرية وحدها التي تحقق لنا آمالنا وأهدافنا، وأن خلافاتنا الفكرية وغيرها تحل بالحوار أو من خلال صناديق الانتخاب التي علينا أن نؤمن بها وبما ستفرزه من نتائج.
قبولنا للآخر واحترام رأيه، وإن رأيناه خطأً، هو أحد مطالب ثورتنا التي علينا ألا نحيد عنها، بل علينا أن نسعى جهدنا لنجعلها ثقافة نتربى عليها ونربي عليها الأجيال القادمة. اختلافنا مع الآخرين في الرأي والفكر يجب ألا يدفعنا لمحاربتهم ومقاتلتهم، كما يجب أن لا ينسينا هدفنا الأكبر والأهم والمتمثل في إسقاط النظام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :