وزيرة السعادة تحاصر ويمبلدون.. وتسقط!
عروة قنواتي
أجمل ما في كلماتها عباراتها بعد كل مواجهة ضمن البطولة العالمية، أنها قادمة للانتقام، قادمة للثأر، بنظرات تشبه نظرات النسر وبحنكة أكبر من المرات الماضية عندما فقدت لقب ويمبلدون ولقب الولايات المتحدة الأمريكية. اليوم تحاصر وزيرة السعادة التونسية ونجمة العرب تاريخيًا في كرة المضرب بطولة ويمبلدون وملاعبها الترابية ومدرجاتها، وترمي باللاعبات المنافسات خارج المسابقة في كل إقصائية للوصول إلى لقب طال انتظاره فعلًا، ولكنها للأسف تسقط للعام الثاني على التولي.
في طريقها الشائق والشاق نحو المواجهة النهائية، سجلت أُنس جابر، صاحبة الـ28 عامًا، رقمًا مميزًا وتاريخيًا بإقصائها وثأرها من أربع بطلات “غراند سلام”، ثلاث منهن ضمن التصنيف الدولي من 1 إلى 10، هن الكندية أندرييسكو، والتشيكية كفيتوفا، والكازاخستانية ريباكينا، في ربع النهائي، والبيلاورسية سابالينكا في نصف النهائي.
ولطالما داهمت الإصابات جسد النجمة التونسية وجعلتها تكابر على آلامها في بعض المنافسات والبطولات، وتتجرع مرارة الهزيمة عندما يفيض الكيل بالآلام. عامان من الصراع مع الإصابات والحالة النفسية جراء هزيمتين في نهائي ويمبلدون والولايات المتحدة، جعلت جابر أكثر إصرارًا على التمرين والتدريب والمحاولات، وجدية المنافسة والتعامل بخبرة وحكمة مع مباريات البطولة الأخيرة التي لطالما أنهت العديد من أشواطها بنتيجة 6-1 أو 6-2 أو 6-0. فيما كانت هزائمها بالأشواط بعد عناد طويل أمام أي لاعبة 6-4 أو 7-6، وهذا يعني أن اللقب الحلم تم العمل عليه كمشروع كامل بهمة أُنس جابر وإشراف مدربها عصام الجلالي المراقب لكل خطوة وكل تسديدة وكل إرسال للاعبة، وكأنه يمسك المضرب بدلًا عنها.
اللقب الحلم جعل من وزيرة السعادة أول لاعبة عربية وإفريقية تخسر مرتين في النهائي بكل مرارة ليتأجل الحلم مرة جديدة، وهذا الحلم آن له أن يتحول إلى نقلة أو خطوة في مسيرة أُنس جابر لتكون الألقاب والأرقام تحصيل حاصل في رحلتها وقطارها السريع، فهي مؤهلة وبقوة لتكون اسمًا مهمًا ورقمًا صعبًا في عالم الكرة الصفراء، كما شتيفي غراف ومونيكا سيليش وماري بيرس ومارتينا هينغز، والأختين ويليامز وماريا شارابوفا، وكثير من نجمات “التنس” في تاريخ اللعبة.
محبة أُنس جابر لرياضة “التنس” جاءت من تشجيع والدتها وعائلتها عمومًا حين كان عمرها 12 عامًا في منطقة قصر هلال بمحافظة المنستير التونسية، وسرعان ما انتقلت للتدريب في بلجيكا وفرنسا وهي بعمر 17 عامًا.
وضمن مسيرتها الاحترافية، كانت صاحبة أكبر عدد من الانتصارات في المباريات على مدار عامي 2021 و2022، لتحقق عديدًا من البطولات تعزيزًا لجهودها وتطورها الملحوظ على خارطة رياضة كرة المضرب، كان أهمها بطولة برمنغهام، وبطولة مدريد المفتوحة، كما دخلت كأول امرأة عربية لائحة العشر الأوائل في العالم، وهي اليوم في الترتيب السادس بعد أن كانت لأشهر طويلة في الترتيب الثاني.
احتل اسمها قائمة “فوربس” لخمس نساء عربيات دخلن التاريخ في 2021، وانتزعت لقب المرأة العربية للعام بالرياضة منذ تاريخ 2019.
لن يكون لقب ويمبلدون “لعنة وعقدة” في مسيرة وزيرة السعادة الرياضية، فالكل يراهن على أنها لن تغيب عن النهائيات لبطولات العالم الكبرى في رياضة كرة المضرب على الأقل في السنوات الخمس المقبلة. “هاردلك” لأُنس جابر، ما أجمل أن تشرق شمس البطولات والألقاب بعد التعب والجهد والمثابرة. أُنس جابر وزيرة السعادة، والتاريخ يدوّن ويسجل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :