اضطراب ما بعد الحج.. حالة شائعة لكنه ليس مرضًا

د. أكرم خولاني

من المعروف أن الحج هو عبادة فيزيائية تتطلب من الحاج كثيرًا من الجهد البدني، وتكون معظم مناسك الحج خلال أيام محددة وفي أماكن معيّنة، ومع الجموع الغفيرة التي توجد كل عام بالملايين، يحدث الاكتظاظ الشديد في أماكن المناسك، ما يضطر الحجيج إلى تغيير مواعيد نومهم واستيقاظهم ومواعيد طعامهم، وكذلك قد تختلف الأجواء المناخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة عنها في البلد التي أتى منها الحاج، حيث تكون الحرارة مرتفعة جدًا خلال أشهر الصيف، كل ذلك يؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي يشكو منها كثير من الحجاج بعد عودتهم إلى بلادهم، وتسمى هذه الحالة اضطراب ما بعد الحج.

ما اضطراب ما بعد الحج

يعرّف اضطراب ما بعد الحج بأنه حالة من الأعراض الشائعة وليست مرضًا بحد ذاته، تصيب الحاج بعد إنهاء مناسك الحج، وتنجم عن تعرضه للإرهاق والتعب خلال أداء المناسك، ولكن تزول تلقائيًا مع الوقت والراحة، وقد تحتاج إلى تناول المسكنات.

ما أعراض اضطراب ما بعد الحج

الإحساس بالإجهاد والإرهاق والتعب.

الوهن والفتور.

اضطراب دورة النوم.

الآلام المختلفة في العضلات والأطراف.

احتقان الأنف (الزكام).

الصداع.

التوتر.

اسمرار البشرة (تحولها إلى داكنة أكثر من طبيعتها).

جفاف الجلد.

تقصف الشعر.

ما أسباب حدوث اضطراب ما بعد الحج

تعود أسباب حدوث الأعراض السابقة لعدة عوامل أهمها:

· التعرض الطويل والمكثف لأشعة الشمس.

· كثرة الحركة والتنقل سواء مشيًا على الأقدام أو في الحافلات.

· الاضطرار لتغيير مواعيد النوم المعتادة.

· الاكتظاظ الشديد وعدم الالتزام بارتداء كمامات، ما يؤدي إلى التعرض للفيروسات التنفسية والإنفلونزا.

ما التدابير التي يجب القيام بها

لا تحتاج أعراض اضطراب ما بعد الحج سوى إلى الراحة والنوم الكافي، وأحيانًا إلى تناول المسكنات، وعادة ما تزول من تلقاء نفسها مع الوقت بعد تلقي الرعاية اللازمة في المنزل، ولكن يجب طلب الاستشارة الصحية في حالة اشتداد الأعراض أو استمرارها فترة طويلة لنفي وجود أمراض أخرى، إذ إن هناك أمراضًا تشيع بين الحجاج كل عام.

ما المشكلات الصحية الأخرى الشائعة خلال الحج وبعده

يتسبب تجمع ملايين البشر في مكان واحد بموسم الحج في انتشار العدوى ببعض الفيروسات أو الجراثيم، ومن أشيع الأمراض التي يمكن أن تصيب الحجيج:

• التهابات الجهاز التنفسي والرئة.

• فيروس “كورونا”.

• مرض المكورات السحائية.

• التهابات الجهاز الهضمي والنزلات المعوية.

• التسمم الغذائي.

• الكوليرا.

• التهابات الكبد الوبائي.

• الإجهاد الحراري والتشنجات.

• إجهاد العضلات والأربطة.

• ضربات الشمس.

يجب الحذر واتباع قواعد السلامة الصحية للوقاية من الإصابة بهذه الأمراض، ولكن طبعًا ليس من الضروري أن يُصاب الحاج بأي منها.

نصائح قد تقي من اضطراب ما بعد الحج

الراحة والنوم الجيد: يجب تنظيم النوم والحصول على قسط كافٍ منه وعدم السهر أو الإجهاد البدني.

التغذية المناسبة: الالتزام باتباع نظام غذائي صحي كامل ومتوازن، وتعويض الجسم بالسوائل والمعادن والفيتامينات عن طريق تناول الخضراوات والفواكه وشرب السوائل والعصائر الطبيعية.

محاربة الجفاف: يجب التركيز على ترطيب الجسم جيدًا عن طريق الإكثار من شرب منقوع الأعشاب والعصائر الطبيعية والشوربات إضافة إلى الماء طبعًا.

طلب الاستشارة الصحية: يجب زيارة أقرب مستشفى أو مركز طبي أو استشارة الطبيب الخاص في حال ظهور أعراض جديدة أو غريبة، مثل ألم شديد أو ورم أو ضعف في العضلات أو أعراض عدوى، وينصح بإجراء فحوصات دموية للتأكد من خلو الحاج من أي عدوى فيروسية أو جرثومية أو طفيلية.