قال مسؤول دفاعي أمريكي “كبير”، إن الولايات المتحدة تدرس عددًا من الخيارات العسكرية للتعامل مع “العدائية الروسية المتزايدة” في سماء سوريا، منذ آذار الماضي.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس“، اليوم السبت 15 من تموز، عن المسؤول الذي لم تكشف عن اسمه، رفضه منح أي تفاصيل بشأن هذه الخيارات، ولكنه شدد على أن واشنطن لن تتنازل عن الأراضي التي تعمل فيها، وستواصل التحليق في الجزء الغربي من سوريا لأداء مهمات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأشار إلى أن تصرفات القوات الروسية الأسبوع الماضي أدت لصعوبة استهداف قيادي في التنظيم.
وتتكرر انتقادات الولايات المتحدة منذ آذار الماضي، حول سلسلة من الحوادث، التي قالت فيها إن طيارين روس مارسوا خلالها “سلوكيات خطرة وغير احترافية” أمام مقاتلات ومسيرات أمريكية.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في 9 من تموز الحالي، إنها قتلت قياديًا في تنظيم “الدولة” شرقي سوريا، بغارة جوية في 7 من تموز، مشيرة إلى أن “الضربة نفذتها نفس الطائرات المسيرة (MQ-9) التي تعرضت في وقت سابق من ذات اليوم لمضايقات من مقاتلات روسية، في مواجهة استمرت ساعتين تقريبًا”.
وذكرت القيادة، أن مقاتلات روسية “تحرشت” أيضًا في 6 من تموز بمسيرات أمريكية تعمل فوق سوريا للمرة الثانية خلال 24 ساعة، متهمة الطيارين الروس بممارسة “سلوكيات خطرة”.
في المقابل، تتهم روسيا بشكل دوري الولايات المتحدة بإجراء مقاتلاتها انتهاكات مماثلة في السماء السورية، واتهم نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا، أوليج جورينوف، المسيرات التابعة التحالف الدولي بانتهاك قواعد السلامة، فيما اعتبر السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف الاتهامات الأمريكية بأنها “تتجاوز حدود اللياقة”.
تنسيق ثلاثي
أرجع المسؤول الدفاعي الأمريكي الزيادة في وتيرة التحركات الروسية العسكرية لمضايقة الطائرات الأمريكية إلى “زيادة التعاون بين موسكو وطهران والنظام السوري، لمحاولة الضغط على الولايات المتحدة لمغادرة سوريا”.
واستند المسؤول الأمريكي إلى أن “موسكو تدين لإيران لدعمها في الحرب في أوكرانيا”، وأن “طهران تريد إخراج الولايات المتحدة من سوريا، لكي تتمكن من نقل الأسلحة إلى (حزب الله) اللبناني عبر سوريا، وتهديد إسرائيل”.
ورصدت الولايات المتحدة “تعاونًا وتنسيقًا وتخطيطًا ومشاركة للمعلومات الاستخباراتية بين قادة روس متوسطي الدرجة، و(فيلق القدس) الإيراني في سوريا، للضغط على الولايات المتحدة لإخراج قواتها من سوريا”، وفق المسؤول الرفيع الأمريكي.
وأكد المسؤول الدفاعي استمرار تواصل القادة العسكريون الأمريكيون والروس بشكل روتيني عبر خط هاتفي لتجنب النزاع، أنشئ منذ سنوات، لتجنب أي صدام غير مقصود فوق سوريا، لكن هذه المحادثات تتحول أحيانًا لتهديدات “غاضبة”، فيما يتجادل القادة بشأن العمليات الجارية، على حد تعبيره.
ولدى الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا، بهدف محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مع دعم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وفق تصريحات مسؤوليها.