تعديلات في إدارة “التلفزيون السوري” بعد سلسلة من “الأخطاء السياسية”
أصدر وزير الإعلام في حكومة النظام السوري، بطرس الحلاق، قرارًا غير بموجبه مدراء قنوات “التلفزيون السوري” و”الإخبارية” التابعة لوزارة الإعلام.
وجاء القرار، الصادر الخميس 13 من تموز، عبر صحيفة “تشرين” الحكومية، بأن الحلاق، عيّن بموجب قرارات أصدرها، محمد علي عبد الرزاق زهرة، المنحدر من مدينة السلمية شرقي حماة، مديرًا لقناة “السورية”، ومحمد علي مصا، مديرًا لقناة “الإخبارية”.
كما عيّن الحلاق، أحمد حسن الخطيب، مديرًا للمعلوماتية في “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”.
ويأتي قرار وزير الإعلام بعد أن فرضت الوزارة في 10 من تموز الحالي، عقوبات على فريق عمل برنامج “جذور” الذي يعرض على قناة “الإخبارية”، نتيجة استضافتها للكاتب المصري يوسف زيدان في 25 من حزيران الماضي.
وصدرت العقوبات بعد تكليف مجلس الوزراء وزير الإعلام بتشكيل لجنة فنية متخصصة مهمتها التدقيق في استضافة “الإخبارية” شخصية “مشبوهة بفكرها وآرائها حيال العلاقات مع الكيان الإسرائيلي”، وفق ما ورد في البيان، الصادر في 4 من تموز الحالي.
واستضافت قناة “الإخبارية” في 25 من حزيران الماضي، الكاتب يوسف زيدان ضمن إحدى برامجها، وهو ما وجه لها انتقادات بسبب استضافتها شخصية تؤيد التطبيع مع اسرائيل.
ولاحقًا أصدرت القناة بيانًا اعتذرت فيه عن استضافة زيدان، أوضحت فيه أن حلقة البرنامج “لم تتطرق لأي عبارة أو تلميح للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”، وأكدت “عدم ورود أي عبارة تخالف الثوابت الوطنية السورية”.
كما تعهدت القناة بأنها “ستكون أكثر دقة في اختيار ضيوف برامجها”، وحذفت المقابلة من معرفاتها على الإنترنت.
أخطاء إضافية
في 13 من تموز، أعلنت “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون” في حكومة النظام السوري إيقاف برنامج “الكابتن” الرياضي لحين الانتهاء من التحقيق في “محتوى خبر خاطئ”، حسب وصفها.
وقالت الهيئة إن البرنامج سيتوقف عرضه على قناة “سوريا دراما” لورود محتوى خبر خاطئ في الحلقة التي أذيعت في 12 من تموز، متوعدة بمعاقبة المسؤولين بموجب نتائج التحقيق.
وفي حلقة البرنامج الذي يقدمه الإعلامي محمد الخطيب، كان يقرأ مقالًا من جريدة “البعث” الحكومية بما يخص الاستثمار في مطار “دمشق” الدولي.
وظهر في خاتمة الخبر عبارة فحواها، “وتساءل الكثيرون عن هوية الشركة الخاصة المستثمرة في ظل السيطرة الإيرانية والروسية على المناطق الحكومية”.
وارتبك الخطيب عند قراءته للعبارة وبدا متفاجئًا منها، قائلًا “الخبر حاطينو غلط، في شي غلط تحت”.
وحُذفت الحلقة من معرفات قناة “سوريا دراما” ومن المنصات التي تعرض برنامج “الكابتن”، ثم نشرت مقتطفات منها دون أن تتضمن العبارة المذكورة، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
وفي 8 من تشرين الثاني 2022، أقرت حكومة النظام السوري مشروع مرسوم إحداث وزارة إعلام، مستبدلة بذلك بالوزارة القديمة المحدثة بموجب المرسوم “186” لعام 1961، أخرى جديدة تعزز الرقابة على المحتوى وتهيمن على مختلف جوانب وقطاعات العمل الإعلامي في سوريا، وتحمل في بنود مهامها وأهدافها ملامح تضييق أكبر على حرية التعبير.
وفي 4 من كانون الأول 2022، نشرت عنب بلدي ملف، ناقشت فيه مع مجموعة من الباحثين والمختصين والمطلعين على العمل الوزاري، جدوى هذه الخطوة والغرض منها، ومدى تأثيرها المحتمل على واقع العمل الإعلامي في سوريا، في ظل تعدد منصات نقل المحتوى الإعلامي، عبر بوابات غير رسمية، سواء دراميًا أو عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :