مخيم “رأس العين”.. مياه شحيحة وملوثة في صيف “لاهب”
الحسكة – مجد السالم
على أطراف مدينة الحسكة من الجهة الشمالية الشرقية، يواجه نحو 11 ألف نازح صعوبة في تأمين مياه صالحة للشرب بمخيم “رأس العين”، وسط ارتفاع درجات الحرارة خلال هذا الصيف.
يضم المخيم الواقع ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) نازحين من رأس العين وأبو راسين وريفهما، ومن بعض قرى محيط تل تمر الشمالي والغربي القريبة من خطوط التماس بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” و”قسد”.
ويعتمد قاطنو المخيم على مخصصات مياه تقدمها منظمات، ولا تتوفر بشكل يومي، وعلى مياه ضمن خزانات بلاستيكية تنعدم فيها معايير النظافة، تحمل أخطار الإصابة بالأمراض والأوبئة.
“أشبه بالجحيم”
سمير (35 عامًا) من سكان المخيم ينحدر من ريف أبو راسين الغربي، قال لعنب بلدي، إن الاحتياج إلى الماء الصالح للشرب النظيف والبارد يزداد مع ارتفاع درجات الحرارة، ويواجه النازحون صعوبة في الحصول عليه.
وذكر سمير أن شح المياه يجعل حياتهم اليومية “أشبه بالجحيم”، وهم يضطرون إلى التعايش مع قلتها واستخدامها بحذر شديد، ما يؤثر على الصحة في المقام الأول، وعلى تلبية الاحتياجات في “الطبخ والغسل والاستحمام”.
وأضاف أن وضع المخيم في “تدهور مستمر”، وأنهم بحاجة ماسة إلى تدخل فوري لتوفير المياه النظيفة والصالحة للشرب بشكل منتظم، لافتًا إلى أن المخصصات المفترضة مقدارها 50 ليترًا لكل فرد من العائلة يوميًا، تشرف على توزيعها منظمة عاملة في المخيم، لكن هذه الكميات “لا ترد بشكل منتظم، وهناك تأخر دائم في التوزيع، والعائلات بحاجة دائمة إلى المياه”، وفق سمير.
مياه ملوثة
أمين الأحمد (48 عامًا) يقطن في المخيم، قال لعنب بلدي، إن درجات الحرارة مرتفعة جدًا داخل الخيام، ويكاد الأطفال “يختنقون”، وبات تأمين مياه صالحة للشرب “شغله الشاغل”.
وأضاف أن المياه التي يحصلون عليها تحتاج إلى “تبريد” في ظروف المخيم “اللاهبة”، ومن أجل ذلك يشتري قالب الثلج بأسعار تتراوح بين عشرة آلاف و15 ألف ليرة سورية بشكل “شبه يومي”.
وذكر أمين أن المياه توزَّع على خزانات بلاستيكية (كل مجموعة خيام “قطاع” تشترك بخزان معيّن)، لافتًا إلى أن أغلب الخزانات مكشوفة وبلا أغطية، ما يجعل المياه ملوثة بالغبار والأتربة المترسبة في أسفل الخزانات، وأحيانًا يعثرون على الحشرات فيها.
وأوضح أن حالة المياه عرّضت النازحين لأخطار الأمراض المتنقلة، وسبق أن انتشرت إصابات بعدة أمراض، مثل الإسهال والتسمم والالتهابات الجلدية.
مسؤول العلاقات العامة في لجنة مخيم “رأس العين”، المحامي جوان عيسو، قال لعنب بلدي، إن أزمة المياه في المخيم ناتجة عن أزمة عامة تعانيها محافظة الحسكة ككل، وتنعكس على المخيم كون النازحين كانوا يؤمّنون المياه من الحسكة عبر صهاريج، وتعتبر وسيلة غير آمنة صحيًا لذلك.
وذكر عيسو أن المخيم يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة، لغياب الدعم الدولي وإغلاق معبر “اليعربية” الحدودي بين سوريا والعراق، باستثناء وصول بعض المساعدات من قبل جمعيات ومنظمات.
وطالب قاطنو مخيمي “رأس العين” و”التوينة/واشوكاني” (مخيم يشهد نفس الظروف) الجهات الدولية من خلال تقارير ومذكرات ورسائل بضرورة الدعم وتحسين البنية التحتية لها، مع العمل على إعادة النازحين إلى مكانهم الأصلي، وفق عيسو.
وبحسب شهادات من قاطنين في مخيم “رأس العين”، فإن “الإدارة الذاتية” لا تمنع العائلات الراغبة في المغادرة، لكن ما يمنعهم هو عدم وجود سكن بديل في المدينة، أو عدم القدرة على تحمل إيجاره في حال وُجد، إذ يصل إيجار المنزل إلى مليون ليرة سورية شهريًا (100 دولار أمريكي).
ويقطن نحو 40 ألف نازح في المخيمين منذ 2019، نزحوا بعد عملية “نبع السلام” التي نفذها “الجيش الوطني السوري” بدعم تركي على مدينتي رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :