أبلغ النظام السوري، الأمين العام للأمم المتحدة، برسالة موقعة من مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، قراره “السيادي” بالسماح لوكالات الأمم المتحدة إدخال المساعدات الإنسانية لشمال غربي سوريا عبر معبر “باب الهوى” لمدة ستة أشهر.
وبحسب مانقلته وكالة “رويترز“، مساء الخميس 13 من تموز، عن الرسالة التي اطلعت عليها عنب بلدي، جاء في رسالة الصباغ، أن تسليم مساعدات الأمم المتحدة يجب أن يكون “بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الحكومة السورية”.
المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، في تعليقه على قرار النظام السوري، قال في تغريدة، اليوم الجمعة 14 من تموز، “لا تزال هناك حاجة ماسة لقرار مجلس الأمن لتكريس إطار عمل آمن ومضمون للعمليات عبر الحدود”.
وعزا النظام السوري قراره وفق رسالة الصباغ بـ “تعنت” بعض الدول في مجلس الأمن الدولي، و”رفضها إدخال تحسينات على مشروع القرار الخاص بتمديد قرار مجلس الأمن (2672)”، الذي تقدمت به البرازيل وسويسرا، ورفض مشروع القرار الروسي، وهو ما أدى لانتهاء صلاحية القرار الأممي بتمديد آلية نقل المساعدات “عبر الحدود”.
وكان مجلس الأمن قد فشل في التوصل لتمديد التفويض الأممي لإرسال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، خلال جلسته التي عقدها في 11 من تموز، وذلك بعد طرح مشروع القرار السويسري- البرازيلي للتصويت، إثر تعديله من المطالبة بالتمديد لـ12 شهرًا، إلى تسعة أشهر، واصطدم مشروع القرار باستخدام روسيا “حق النقض” (فيتو).
وجاءت نتيجة التصويت بتأييد 13 عضوًا، ومعارضة صوت، وامتناع آخر عن التصويت (الصين)، ما أدى إلى عدم اعتماده بسبب تصويت سلبي من عضو دائم العضوية في المجلس.
جرى بعدها التصويت على مشروع القرار الروسي الذي ينص على السماح بإدخال المساعدات من معبر “باب الهوى” فقط لمدة ستة أشهر، وهو ما رفضه أغلبية الأعضاء.
نحيط علما بالإذن السوري الممنوح للأمم المتحدة لإجراء عمليات إنسانية عبر الحدود عبر باب الهوى من #تركيا 🇹🇷 إلى #سوريا. نرحب بجميع الخطوات لتحسين وصول المساعدات الإنسانية لإنقاذ الأرواح. لا تزال هناك حاجة ماسة لقرار #مجلس_الأمن لتكريس إطار عمل آمن ومضمون للعمليات عبر الحدود. https://t.co/dvMJPO5EWP
— Stefan Schneck (@GERonSyria) July 14, 2023
ولم يصدر من جانب الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا)، أي ذكر أو توضيح حول رسالة الصباغ المرسلة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجلس الأمن الحالية، في حين نشر مندوب النظام في الأمم المتحدة، على “تويتر“، أنه أنبأ الأمين العام للأمم المتحدة حول قرار حكومة النظام بالسماح لغدخال المساعدات عبر “باب الهوى” لستة أشهر.
ويأتي قرار النظام على معبر “باب الهوى” الواقع خارج مناطق نفوذه، بشكل مشابه لقراره الصادر في أيار الماضي، حول السماح بدخول المساعدات الإنسانية الأممية عبر معبري “الراعي” و”باب السلامة” لمدة ثلاثة أشهر تنتهي في 13 من آب المقبل.
“آلية ميتة”
قال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، تعليقًا على رسالة مندوب النظام الأممي، إنه “لا توجد حاجة الآن لأن يصوت المجلس الأمن على أي تفويض لتسليم المساعدات عبر الحدود”، معتبرًا أن الآلية الأممية لتسليم المساعدات “عبر الحدود”، “ميتة رسميًا”، بعد موافقة النظام.
وكتب على “تويتر“، “كل محاولة لطرح مسودة أخرى للتصويت لن تشكل سوى ألعاب سياسية”.
وتعترض روسيا والنظام السوري على الآلية الأممية بحجة أنها “تنتهك سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية”، ويطالبان بإيصال المساعدات عبر آلية “عبر الخطوط” من المناطق الخاضعة لنفوذه، مما يثير مخاوف المعارضة من أن الغذاء والمساعدات الأخرى ستخضع لسيطرة النظام.