ميلان كونديرا.. ترك “خفّته” ورحل
“الأنظمة المجرمة لم ينشئها أناس مجرمون، وإنما أناس متحمسون ومقتنعون بأنهم وجدوا الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى الجنة”.
وردت هذه العبارة، في رواية “كائن لا تحتمل خفته“، للروائي التشيكي ميلان كونديرا، الذي توفي اليوم، الأربعاء 12 من تموز.
وقالت وكالة “رويترز“، إن كونديرا توفي في العاصمة الفرنسية باريس، الذي هاجر إليها منذ عام 1970 بعدما طرده الحزب الشيوعي، لاتهامه بـ”أنشطة مناهضة للشيوعية”.
وذكرت المتحدثة باسم “المكتبة التشيكية”، مكتبة كونديرا الشخصية، آنا مرازوفا، أن كونديرا توفي بعد صراع طويل مع المرض، دون ذكر تفاصيل أخرى.
“كائن لا تحتمل خفته”
قبل عام واحد من غزو الاتحاد السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا، أصدر كونديرا أول رواياته “النكتة”، التي انتقدت بشكل كبير النظام الشيوعي حينها.
لم يتوقف نقد كونديرا لهذا النظام على هذه الرواية، فأصدر، في عام 1984، روايته “كائن لا تحتمل خفته”، التي تحدثت عن فترة ما قبل الغزو وبعده، والعلاقة بين الفرد والوطن.
كما تناولت الرواية التغييرات الجذرية لروح الإنسان نتيجة العمليات العسكرية والفقد والخذلان، في إطار يبدو للوهلة الأولى رومانسيًا لقصة حب، وفلسفيًا كذلك.
حصل كونديرا المولود عام 1929 على ثماني جوائز، آخرها جائزة “كافكا” التشيكية في 2020، وجائزة “أوفيد” من المعهد الثقافي الروماني 2011.
وإلى جانب رواياته، ألف كونديرا “ثلاثية الرواية”، التي تحدث خلالها عن هذا الفن وتأليفه، ويمكن اعتباره مرجعًا للراغبين بإتقان هذا الفن.
حياة سياسية
لم يكن طرد كونديرا من الحزب الشيوعي في 1970 هو الأول، ففي عام 1950 طُرد أيضًا بسبب “الأنشطة المناهضة للشيوعية”، قبل أن يسترد عضويته فيه.
الغزو السوفييتي ترك أثرًا كبيرًا على المجتمع والمواطنين التشيكيين، ومنهم كونديرا، الذي طالب علانية بالحرية والمساواة للجميع.
بعد الغزو، مُنعت رواية كونديرا “النكتة” من البيع، واختفت من المكتبات، بحسب ما ذكرته صحيفة “The Guardian” البريطانية، وطُرد من وظيفته بأكاديمية السينما في براغ.
عمل في تلك الفترة عازفًا لموسيقا الجاز في الملاهي الليلية، ثم غادر البلاد إلى فرنسا، قبل أن تُسحب منه الجنسية التشيكية في عام 1979.
بعد الإقامة في فرنسا حصل على جنسيتها عام 1981، وفي 1984 نشر إحدى أشهر رواياته “كائن لا تحتمل خفته”، التي جرت أحداثها في العاصمة التشيكية، براغ.
وفي 1988، تحولت الرواية إلى فيلم من بطولة دانييل دي لويس وجولييت بينوش.
وفي عام 2020، استعاد كونديرا جنسيته التشيكية، بعد لقاء جمعه برئيس الوزراء التشيكي حينها، أندريه بابيس، في 2019.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :