أدى تسرب حوالي 300 برميل من المازوت من أحد خطوط تهريب المحروقات في بلدة الصبحة شرقي دير الزور، إلى تلوث مياه الشرب في المحطة المغذية للبلدة الواقعة ضمن مناطق “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا.
أحد العاملين بين معابر تهريب المحروقات على ضفة نهر الفرات في بلدة الصبحة، قال عنب بلدي، إن مجموعة من المهربين كانوا يضخون المازوت لضفة الفرات التي يسيطر عليها النظام السوري في بلدة البوليل، واكتشفوا بعد نحو ساعة من بدء عملهم أن أنبوب نقل المحروقات مكسور، ما تسبب بتسرب كمية كبيرة من المازوت نحو خزان المحطة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور، أن التسرب النفطي شعر به سكان البلدة في 8 من تموز الحالي، ولا تزال أضراره مستمرة لليوم الرابع على التوالي، دون إجراءات متخذة من قبل سلطات المنطقة.
تتغذى البلدة بالمياه التي يتم نقلها من من مدينة البصيرة إلى محطة البلدة، ثم يجري نقلها عبر الصهاريج، نتيجة لتضرر البنى التحتية فيها إثر الأعمال العسكرية التي شهدتها بين تنظيم “الدولة” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مدعومة من التحالف الدولي.
أحد العاملين في محطة مياه الصبحة قال لعنب بلدي، إن موظفي المحطة لم يشعروا بتسرب المازوت إلى مياه الشرب في اليوم الأول، ولم يتمكن الفريق من تدارك المشكلة التي لاتزال مستمرة حتى اليوم.
التلوث يصل خزانات البيوت
وأضاف العامل الذي تحفظ على اسمه لكونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن التلوث لم يعد يقتصر على مياه المحطة، بل وصل إلى خزانات المياه في منازل سكان البلدة.
ويعمل موظفو المحطة على إصلاح المشكلة من خلال زيادة مادة “الكلور” في محاولة لتنقية المياه، وتنتشر رائحة المازوت في المنطقة المحيطة بالمحطة، بحسب العامل
وفي 20 من حزيران الماضي، أنهت المؤسسة العامة لمياه الشرب التابعة لـ”الإدارة الذاتية“، العمل على إعادة تأهيل وصيانة شبكة خط المياه المؤدية إلى بلدة الصبحة شرقي دير الزور، بعد انقطاع دام لعدة سنوات.
ومنذ عدة أيام، يلجأ سكان البلدة إلى شراء مياه الشرب عبر محال “فلترة المياه” (مياه مصفّاة) وعددها ثلاثة محال في البلدة، ويبلغ سعر الـ25 ليترًا، ألف ليرة سورية.
سليمان، وهو صاحب مركز لبيع المياه المفلترة في بلدة الصبحة، قال لعنب بلدي، إن الطلب ارتفع على المياه بشكل كبير، إذ صار العاملون يغادرون المركز في أوقات متأخرة من اللليل، نظرًا لكثافة العمل.
ترتبط مناطق سيطرة “قسد” في دير الزور بنحو عشرة معابر نهرية مع مناطق نفوذ قوات النظام، كما تنتشر العديد من المعابر “غير الرسمية”، وتنشط في عمليات تهريب البضائع والمحروقات بين الضفتين منذ عدة سنوات.
وعادة، تصادر دوريات عسكرية تابعة لـ”قسد” شاحنات معدة للتهريب إلى مناطق نفوذ النظام السوري عن طريق المعابر النهرية بريف دير الزور الشرقي، وهو ما يسبب توترات أمنية بين الطرفين.