يعيش معظم أهالي مدينة داريا ظروفًا اقتصادية ومعاشية صعبة للغاية، إذ توقفت أعمال الغالبية العظمى منهم، واستنفذ معظمهم «قرشه الأبيض» الذي كان قد ادخره لمثل هذه الظروف كما يقول أحد الناشطين في مجال الإغاثة في المدينة. فمعظم الأهالي غادروا بيوتهم خوفًا من القصف وتحسبًا من ارتكاب مجازر بحق المدنيين في حال دخلت قوات النظام المدينة، فخرجوا من بيوتهم بملابسهم التي عليهم دون أن يأخذوا معهم سوى القليل من الملابس و الأموال، ومع طول الأيام باتت ظروفهم أقسى أوضاعهم أصعب، يضيف الناشط الإغاثي، الذي أشار إلى الدعوة التي وجهها المجلس المحلي لمدينة داريا أثناء مؤتمره الصحفي قبل أيام إلى المنظمات الإغاثية الإقليمية والدولية وإلى رجال الأعمال السوريين لتقديم العون والمساعدة للنازحين من أبناء داريا في كل مكان. وأكد الناشط على وجود ما يزيد عن 200 ألف نازح من أبناء المدينة، معظمهم منتشرون في المناطق القريبة من داريا، وأن هؤلاء النازحين يحتاجون لمساعدات مالية وعينية ضخمة جدًا لمساعدتهم على تدبير شؤونهم و «للبقاء على قيد الحياة» حسب وصفه.
وحول المواد الإغاثية اللازمة لنازحي المدينة أشار إلى الحاجة إلى المواد الغذائية وإلى حليب الأطفال وحفاضاتهم إضافة إلى الحاجة الماسة للملابس الشتوية والحرامات للتدفئة. وحول الصعوبات التي يواجهونها في توزيع المساعدات التي تصلهم قال أن المساعدات التي تصل والمخصصة للنازحين ليست بالقليلة، لكنها غير كافية على الإطلاق، «فنحن نواجه نقصًا في توفير الاحتياجات الأساسية، كما أن جزءًا جيدًا من المساعدات التي يتم الحديث عنها لا تصل أساسًا، ولكن النازحين يطالبون بتوزيعها ويحاسبوننا على تقصيرنا في تأمين احتياجاتهم رغم أننا لم نتلقى أيًا من المساعدات التي وعدنا نحن وإياهم بها.»
وكرر الناشط الدعوة لجميع الجهات الإغاثية والمنظمات الإنسانية لتقديم العون والمساعدة لأهالي داريا ليتجاوزوا الأزمة الإنسانية التي يعيشونها حاليًا داعيًا إياهم للتواصل مع المكتب الإغاثي التابع للمجلس المحلي لمدينة داريا عبر القنوات الرسمية للمجلس.