جريدة عنب بلدي – العدد 51 – الاثنين – 11-2-2013
«ناشط إعلامي»… إحدى المهن التي أفرزتها الثورة السورية والتي قام عليها شباب من مختلف الأعمار والمستويات بدأوا بأدوات بسيطة مثل كاميرا الجوال، وطوروا أدواتهم وأداءهم مع تقدم الوقت وتطور مجريات الحراك في الثورة… وتحسن أداؤهم وطريقة تعاملهم مع المجريات وتغطيتهم للأحداث بشكل كبير وواضح، وهو الأمر الذي بدا جليًا من خلال تغطيتهم لتطورات الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأسد على المدينة منذ قرابة الثلاثة أشهر من اشتباكات ومواجهات بين قوات النظام وكتائب الجيش الحر.
لا يعرف الكثيرون الدور الهام الذي يقوم به أعضاء المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة داريا، والذين يخرجون يومياً إلى ساحات وشوارع المدينة تحت القصف الصاروخي والغارات الجوية، ورغم مخاطر الاشتباكات على الجبهات لينقلوا ويصوروا بكاميراتهم الأحداث الهامة في المدينة، من غارات الطائرات والقصف والدمار اللذين تشهدهما المدينة، والحالة المعيشية الصعبة التي يتعرض لها من تبقى في المدينة من المدنيين. وليقوموا بعد ذلك نقل هذه الوقائع والأحداث إلى وسائل الإعلام وعبر ومواقع التواصل المتعددة. ولعل أكبر مخاطرة يقوم بها الناشطون الإعلاميون هي وجودهم على الخط الأول في الجبهات القتالية لينقلوا الصورة والواقع بكل مصداقية.
م. م. مصور ميداني يقضي معظم وقته على الجبهات القتالية «مسلحًا» بكاميرته، حدثنا عن الأسباب التي تدفعه للمغامرة بنفسه أثناء التقاط الصور ومقاطع الفيديو: «بالثورة الكاميرا حسيتها قطعة مني وما فيني اتركها أبدًا، ويلي بيدفعني صور كل شي جديد مهما كانت درجة الخطورة هو إنو نحنا يلي بدنا نكتب تاريخ سوريا بإيدينا وعدساتنا، وإذا ما كتبناه بأصعب الأوقات راحت الفائدة تبع الثورة. نحن اضطررنا للتواجد بهذه الأماكن الخطرة لنقف مع المقاتلين في سبيل الحرية وننقل ما يحدث معهم بكل صدق وأمانة». وأضاف «لا أحب أن أفوّت أي حدث عن عدستي فمنذ بداية الحملة العسكرية على داريا في شهر تشرين الثاني 2012 والى الآن صورت ثلاثمائة وثمانية وأربعين مقطع فيديو، بالإضافة إلى المئات من الصور.