“قسد” تعزّز وتستبدل قواتها و”التحالف” يزيل ألغامًا شرق الفرات
على مدار الأيام الماضية، أرسلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تعزيزات عسكرية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات شرقي محافظة دير الزور، مؤلفة من مدرعات تابعة لقوات “المهام الخاصة” (الكوماندوز) وأخرى من فصيل “الصناديد”.
وبالمقابل، سحبت “قسد”، في 8 من تموز الحالي، معظم القوات التابعة لـ”مجلس دير الزور العسكري” من المنطقة نفسها، بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة.
تواصلت عنب بلدي مع مصدر قيادي في “مجلس دير الزور العسكري”، وافق على الإدلاء بمعلومات شرط عدم ذكر اسمه، مؤكدًا أن القوات العسكرية التابعة لـ”المجلس” على خطوط التماس مع النظام السوري جرى استبدالها بأخرى قادمة من محافظتي الرقة والحسكة.
وأضاف، أن قوات التحالف شرعت بحملة لإزالة الألغام على الضفة الشرقية لنهر الفرات قبل أيام في بادية خشام والطابية، القريبتان من حقل “كونيكو” للغاز، حيث تتخذه قوات التحالف الدولي مقرًا لها.
وفي 4 من تموز الحالي، أعلنت قوة المهام المشتركة التابعة للتحالف الدولي في سوريا، عن عمليات تفجير “مسيطر عليها” للذخائر غير المنفجرة في محافظة دير الزور أو بالقرب منها، وأضافت أن العملية تهدف لحماية التحالف والسكان المحليين.
قوات “مجلس دير الزور” المنتشرة على الطريق العام المحاذي للنهر من الجهة الشرقية، انسحب معظمها منذ السبت الماضي، وسلمت نقاطها لقوات “الأمن الداخلي” (أسايش)، بحسب المصدر، في حين توزعت القوات المنسحبة على نقاط عسكرية متفرقة على ضفة النهر بين بلدة جديد عكيدات حتى الشحيل.
القيادي في “المجلس” التابع لـ”قسد” نفى اطلاعه على أسباب هذه التغييرات في المنطقة.
حملة تستهدف مجموعات محلية
يتكرر الحديث منذ عدة سنوات عن نيّة قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، التقدم باتجاه معبر “البوكمال” الحدودي مع العراق.
الناطق الإعلامي السابق باسم “قوة المهام المشتركة” المشكلة من قبل التحالف الدولي، مزاحم السلوم، علّق على الأنباء التي تتحدث عن عمل عسكري عبر حسابه الشخصي في “فيس بوك”، معتبرًا أن الحديث عن تعزيزات لتحرير أجزاء جديدة من محافظة دير الزور من النظام السوري، هي إدعاءات كاذبة.
وأضاف، أن الأرتال العسكرية جمّعت في المنطقة لشن حملة تستهدف ميليشيات محلية مسلحة، ومجموعات عشائرية أخرى في محافظة دير الزور.
السلوم أشار إلى أن الهدف الرئيس من هذه التحركات، هو السيطرة على ثروات دير الزور ومواردها.
وكان السلوم قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن غرفة عمليات “العزم الصلب” طرحت سابقًا مشروعًا يهدف إلى نقل مقاتلين محليين من “مغاوير الثورة” (جيش سوريا الحرة حاليًا) من قاعدة “التنف” إلى بلدة الباغوز شرقي دير الزور، ويتكرر الحديث عن هذا المشروع بشكل دوري منذ سنوات.
وتضمن المشروع السابق أيضًا، نقل إدارة قاعدة “التنف” من الأردن إلى غرفة عملياتها في أربيل، وهذا يعني تغيرات استراتيجية واستخباراتية.
وعن الهدف الاستراتيجي الأبعد بالنسبة للتحالف، قال السلوم ،إن واشنطن كانت تحاول إيجاد مبرر لفتح خط إمداد لوجستي بين شمال شرقي سوريا و”التنف”، مرورًا بمناطق تسيطر عليها قوات النظام وإيران، وفي حال تقسيم “مغاوير الثورة” بين ريف حمص الشرقي والريف الشرقي لدير الزور، فإن مبرر فتح طريق الإمداد صار موجودًا.
تغييرات تثير قلق السكان
تزامنًا مع التغييرات العسكرية التي تجريها “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي محافظة دير الزور، يثير قلق سكان المنطقة بين ضفتي الفرات، حيث تسيطر “قسد” شرقًا، والنظام السوري غربًا.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور، أن الحديث عن عملية عسكرية مقبلة باتجاه مناطق نفوذ النظام السوري، دفع بعض المدنيين لترك منازلهم في مدينة الميادين (أحد معاقل الميليشيات الموالية لإيران في دير الزور).
ولليوم الرابع على التوالي تستمر التعزيزات العسكرية التابعة لـ”قسد” وقوات التحالف الدولي، بالتوافد نحو ريف دير الزور الشرقي، بحسب تسجيلات مصورة نشرتها حسابات إخبارية محلية.
تزامنًا مع تدريبات عسكرية
في 4 من تموز الحالي، أعلنت قوة المهام المشتركة الأمريكية في سوريا عن البدء بمناورات عسكرية مشتركة مع “شركائها المحليين” شمال شرقي سوريا بعد يوم واحد من انتهاء مناورات مماثلة في قاعدة “التنف” الأمريكية على الحدود العراقية- الأردنية- السورية، شرقي سوريا.
وبحسب بيان المهام المشتركة، فإن أفرادًا من القوات العاملة لدى التحالف الدولي (تقوده واشنطن)، بدؤوا، في 1 من تموز الحالي، تدريبات جوية في محافظتي الحسكة ودير الزور أو بالقرب منهما “للتحقق من أنظمة الأسلحة والحفاظ على كفاءة الطاقم واستعداده”.
وأضاف البيان أن هذه التدريبات تضمن استمرار قدرة التحالف على دعم القوات المحلية “الشريكة لها”، وحماية أعضاء التحالف في المنطقة.
وأشار إلى أن قوة المهام المشتركة أجرت تخطيطًا شاملًا وتدابير سلامة مناسبة قبل وفي أثناء التدريبات على إطلاق النار الحي، من أجل حماية التحالف والسكان المحليين.
وتعتبر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المدعومة أمريكيًا، صاحبة النفوذ في محافظة الحسكة وجزء من ريف دير الزور الشمالي والشرقي، وتشير الولايات المتحدة إلى “قسد” بوصف “القوات الشريكة” في المنطقة.
الإعلان عن بدء المناورات العسكرية بالذخيرة الحية في الحسكة ودير الزور، سبقه بساعات الإعلان عن انتهاء مناورات أخرى أجرتها قوات التحالف الدولي في قاعدة “التنف” العسكرية شرقي محافظة حمص.
وقال المكتب الإعلامي لـ”جيش سوريا الحرة” لعنب بلدي، إن الفصيل أنهى، في 4 من تموز الحالي، مناورات عسكرية ضمن المنطقة المعروفة باسم “منطقة 55 كيلومترًا” الممتدة حتى منطقة البادية شرقي حمص.
وأضاف أن المناورات استمرت لعدة أيام، وشملت جميع أنحاء المنطقة التي ينتشر فيها الفصيل المعارض المدعوم أمريكيًا، واستخدمت فيها الذخيرة الحية والمهام الاستطلاعية والدفاعية.
وهدفت المناورات العسكرية في “التنف” لإظهار قدرة قوات التحالف و”جيش سوريا الحرة” المشتركة على الدفاع عن المنطقة وحماية المدنيين فيها، بحسب المكتب الإعلامي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :