"الشعبية" للعامة والمنتجعات للميسورين
مسابح القامشلي ملجأ الهاربين من حرّ الصيف
الحسكة – مجد السالم
أدى ارتفاع درجات الحرارة في محافظة الحسكة التي سجلت 40 درجة مئوية في 30 من حزيران الماضي، إلى إقبال “كبير” من قبل السكان على المسابح العامة ضمن المدينة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وعدم توفر وسائل التبريد التقليدية.
بشكل شبه يومي، يقضي يزن محمود (25 عامًا) نحو ثلاث ساعات في أحد مسابح مدينته القامشلي خلال فترة الظهيرة، هاربًا من حرّ الصيف.
“ارتياد المسابح أصبح عادة صيفية، بعيدًا عن كونها رياضة، وربما يجد فيها أبناء المنطقة فرصة للتسلية، لكن حرارة الصيف هي دافعها الأول”، بحسب ما قاله يزن لعنب بلدي.
عديد من أصدقاء يزن يتركون منازلهم هذه الأيام، ويرتادون المسابح العامة خلال ساعات الظهيرة، حيث “درجات الحرارة أشد ما تكون”.
أوقات مخصصة للنساء
الشابة بريفان (19 عامًا)، تقيم في مدينة القامشلي شرقي الحسكة، قالت لعنب بلدي، إن الإقبال الملحوظ من قبل الفتيات على ممارسة وتعلم السباحة مع ارتفاع درجات الحرارة، يدفع عديدًا من أصحاب المسابح إلى تخصيص أوقات للعوائل أو النساء فقط، إذ يمنع دخول الذكور خلال هذه الأوقات، لمنح الفتيات مساحة خاصة أفضل للاستمتاع بالسباحة والتخلص من حرارة الصيف.
تذهب بريفان مرتين خلال الأسبوع الواحد إلى مسبح “ميريلاند” المخصص للعائلات برفقة أختها أو مجموعة من صديقاتها.
دافعها في أغلب الأحيان أنها “لا تستطيع تحمل الحرارة في المنزل”، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
وفي الوقت نفسه، تشكو بريفان من ارتفاع أسعار تذكرة دخول المسابح، إذ يتراوح سعر الدخول للشخص الواحد بين عشرة آلاف و15 ألف ليرة سورية، ويصل إلى 20 ألفًا في بعض الأحيان عند ساعات الذروة (منتصف اليوم)، وعند ارتفاع درجات الحرارة.
ومع الإقبال “الكبير” على ارتياد المسابح، تنتاب بريفان وغيرها ممن التقتهم عنب بلدي، مخاوف بشأن “مدى نظافة هذه المرافق والتزامها بالمعايير الصحية”.
وقالت الفتاة، إن إحدى صديقاتها عانت بعض المشكلات الجلدية (حساسية) بعد أيام من ذهابها إلى أحد مسابح المدينة، وعلى خلفية ذلك، صارت حريصة على انتقاء مسبح مياهه نظيفة.
من جهته، قال موظف في مسبح “بيلا” في القامشلي، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لعنب بلدي، إن الإقبال على المسابح جيد، وتتراوح الفئات العمرية بين 12 و42 سنة، وأسعار الدخول عشرة آلاف ليرة سورية للكبار، وسبعة آلاف ليرة للصغار، وتوجد تخفيضات لطلاب الجامعات.
معايير النظافة
يعمل طارق الصفوك (45 عامًا) مسؤولًا عن أحد المسابح بمدينة القامشلي، وحاول خلال حديثه لعنب بلدي شرح المعايير التي يطبقها للحفاظ على نظافة المياه فيه.
قال طارق، إن “الحالة الفنية تختلف من مسبح لآخر، إذ يخضع بعضها لصيانة جيدة ومستمرة، وعمليات تنظيف وتعقيم بشكل دوري، بينما يحتاج بعضها الآخر إلى الإصلاح والاهتمام أكثر بالنظافة”، ويُعرف القسم الثاني باسم “مسابح شعبية”.
وأضاف طارق أن أكثر مشكلات المسابح التي يجب أن ينتبه إليها الزبائن هي التشققات في جدران حوض السباحة نفسه، وتآكل طبقته الخارجية، إذ تصبح عبارة عن “عش للأشنيات والبكتيريا” في هذه الحالة.
ويرى طارق أن عمل المضخات و”الفلاتر” (قنوات تنقية المياه) المستمر، ومدى نقاوة وصفاء المياه، عاملان مهمان يجب الالتفات إليهما على الدوام، فكلما كانت المياه معكّرة، هناك مؤشر على عدم تبديل المياه.
وتابع أن من الأفضل تبديل المياه مرتين في اليوم الواحد صباحًا ومساء، ووجود منقذ بشكل مستمر على مقربة من حوض السباحة، خصوصًا في الأماكن المخصصة للأطفال.
وبالنسبة لإجراءات النظافة، قال موظف مسبح “بيلا”، إنهم يتخذون جميع الإجراءات اللازمة لضمان نظافة المسابح، وتبدأ عملية التعقيم و”الفلترة” من الساعة الخامسة مساء حتى السادسة صباحًا.
وعن مدى ملاءمة الأسعار للظروف الاقتصادية للمواطنين، يرى طارق أنها “مناسبة”، إذ إن عمل أصحاب المسابح “موسمي” خلال فصل الصيف فقط، وتكون مقفلة بقية الفصول، بينما يستمر صاحب المنشأة رغم ذلك بدفع الضرائب.
البعض لا فضّل المسابح العامة
يرى عديد من السكان ممن قابلتهم عنب بلدي، أن المسابح العامة غير نظيفة، مهما بدت عكس ذلك، ومنهم محمد العلي (39 عامًا)، الذي ينحدر من بلدة القحطانية بريف القامشلي.
محمد قال لعنب بلدي، إنه يفضّل أن يشتري لأطفاله مسبحًا بلاستيكيًا صغيرًا يضعه في المنزل، وهو من زاوية أخرى حل “اقتصادي وصحي، وممتع للأطفال”.
وتشكّل المسابح العامة مصدرًا للأمراض بحسب ما يعتقده محمد، إلى جانب أن أجور دخولها مرتفعة، قياسًا بالوضع الاقتصادي السائد في المنطقة.
وتتراوح أسعار هذا النوع من المسابح، بحسب ما رصدته عنب بلدي في سوق القامشلي، بين 50 ألفًا و200 ألف ليرة سورية، حسب جودتها وقياسها، وغالبًا ما تكون مصنوعة من مواد بلاستيكية، ويمكن طيها ونقلها لأي مكان في المنزل.
مسابح للميسورين ماديًا
على الطريق بين القامشلي والقحطانية، أو بين القامشلي وعامودا، بُنيت عدة منتجعات مزوّدة بمسابح يقصدها ميسورو الحال من السكان المحليين، لكنها احتمال غير وارد لمعظم السكان نظرًا إلى ارتفاع رسوم الدخول إليها.
ومن بين مرتادي هذه المنتجعات قابلنا ميلاد العيسى (28 عامًا)، وهو من أبناء مدينة القامشلي، إذ قال لعنب بلدي، إنه يذهب مرة في الأسبوع إلى أحد هذه المسابح.
وفي آخر زيارة لأحد هذه المنتجعات، أنفق ميلاد نحو مليون ليرة سورية، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
ويعود ارتفاع أجرة هذه المسابح إلى الخصوصية التي توفرها ومستوى الخدمات المقدمة من طعام وشراب وغيره، كما أنها مقصد للرحلات الترفيهية التي تجريها المنظمات العاملة في المنطقة، خصوصًا لعقد ندوات أو ورشات عمل تتعلق بعملها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :