أثار قرار “هيئة التربية والتعليم” في الرقة التابعة لـ”الإدارة الذاتية” إغلاق معاهد التدريس الخاصة في المدينة وريفها، استياء الطلبة في المنطقة، معتبرين أن له أثرًا سلبيًا على الطلاب من محدودي الدخل، كونه يدفعهم نحو “الدروس الخصوصية” خارج المعاهد.
وجاء قرار “الإدارة الذاتية”، في 3 من تموز الحالي، الذي اطلعت عنب بلدي على نسخة منه، كون سياسة المعاهد تتعارض مع مبدأ “مجانية التعليم” في مناطق شمال شرقي سوريا.
طلاب ومدرسون عبروا عن استيائهم من قرار “الإدارة” التي لم تطرح بدائل للطلاب عندما أصدرت هذا القرار، فمع إغلاق المعاهد يجبر الطلاب على تطبيق نظام “الدروس الخصوصية”، وهو ما يرونه مكلفًا جدًا وخارج نطاق قدرتهم المادية.
أثر سلبي
يقول الطالب معن العجيل، الذي يدرس الشهادة الثانوية بقسمها الأدبي في مدينة الرقة، الكثير من الطلاب لا يملكون المال الكافي للتحول إلى الدروس الخاصة.
معن، الذي يعمل في مجال “الأعمال الحرة” إلى جانب دراسته، قال لعنب بلدي إن يعتقد أن المعاهد “سيعاد فتحها” بعد أن ترفع رسوم التسجيل، بحجة “تجديد الترخيص”، وهو ما فعلته سلطات “الإدارة الذاتية” سابقًا.
وتكلف دورة مادة الرياضيات لطلاب الشهادة الثانوية بقسمها العلمي حوالي 150 دولارًا شهريًا للطالب الواحد في المعاهد الخاصة.
وكحال الطالب معن، رصدت عنب بلدي عشرات التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الطلبة وذويهم، تنتقد القرار وتطالب بإلغائه.
ويرى صافي الحسين (40 عامًا)، وهو مدرس في معهد خاص بمدينة الرقة، أن للقرار تأثير سلبي، وبشكل رئيسي على المدرسين الذين يعملون في المعاهد.
وقال المدرس لعنب بلدي، إن القرار يصب بمصلحة المدرسين ممن يقدمون الدروس الخصوصية، لأن الإقبال عليها سيزداد، وقد يكون ذلك على حساب “راحة الطالب وجودة العملية التدريسية”.
وأضاف أن العاملين في القطاع التعليمي بمدينة الرقة يتمنون أن تتراجع “الإدارة الذاتية” عن هذا القرار، الذي جاء في “وقت مربك” بعد أن سدد الطلاب أقساط الدورات كاملة للمعاهد.
وفي حال أغلقت “الإدارة” المعاهد بشكل كامل، فإن الأقساط الشهرية التي دفعها الطلاب ذهبت دون فائدة منها، بحسب ما قاله طلاب ومدرسون لعنب بلدي، إذ لم توضح “الإدارة الذاتية” إمكانية إعادة الرسوم للطلاب.
اقرأ أيضًا: بتكاليف “باهظة”.. المعاهد الخاصة في الرقة بديل لحماية مستقبل الطلاب
“الإدارة الذاتية” توضح
أوضح نائب الرئاسة المشتركة لـ”هيئة التربية والتعليم” في “الإدارة الذاتية”، آزاد برازي، خلال حديث إلى وكالة “هاوار” المقربة من “الإدارة”، الخميس 6 من تموز، أن التعليم “يجب أن يكون لجميع أفراد المجتمع، ولا ينبغي أن يتحول إلى قيمة مادية تفقد قيمتها الأساسية”.
وأضاف برازي أن هناك معاهد عامة في المنطقة تقدم التعليم “بشكل مجاني” وتعطي حق التعليم لجميع الطلاب.
وأشار إلى أن هيئة “التربية والتعليم” في الرقة تعمل على افتتاح المزيد من المعاهد العامة حسب الحاجة.
وينتشر في محافظة الرقة 40 معهدًا عامًا، قد لا تكون كافية لتغطية جميع الطلاب الموجودين في المحافظة للشهادتين الإعدادية والثانوية، لكن “هيئة التربية” تسعى لافتتاح معاهد أخرى حسب الحاجة، بحسب برازي.
وتضم هذه المعاهد كادرًا تعليميًا “مؤهلًا وذا كفاءة عالية”، وتهدف “الإدارة” من خلال افتتاح المزيد من المعاهد لـ”توفير التعليم بتكلفة منخفضة تتناسب مع دخل المواطنين وتحقيق حق التعليم للجميع”، بحسب نائب الرئاسة المشتركة لـ”هيئة التربية والتعليم” في “الإدارة الذاتية”.
وسبق أن أصدرت “الإدارة الذاتية”، في 18 من حزيران الماضي، قرارًا مشابهًا أغلقت بموجبة جميع المعاهد الخاصة في مدينة الطبقة غربي محافظة الرقة بشكل منفرد.
–