يواصل النظام السوري مؤخرًا تركيزه على مشاريع “التعافي المبكر” عبر الدفع للحصول على الدعم في هذا السياق.
وطالب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول حركة “عدم الانحياز” اليوم، الأربعاء 5 من تموز، دول الحركة بالدعم الاقتصادي والإسهام بمسألة “التعافي المبكر” في سوريا.
بيان النظام السوري الذي ألقاه المقداد خلال الاجتماع في أذربيجان، جاء فيه أنه في الوقت الذي تعمل فيه سوريا على تجاوز ما وصفها بـ”الحرب الظالمة” التي تعرضت لها على مدار السنوات الماضية، فإنها تتطلع إلى دعم دول حركة “عدم الانحياز” القوي للجهود التي تبذلها “الحكومة السورية” للارتقاء بالوضع الإنساني.
وطلب الوزير دفع عجلة الاقتصاد، وتحقيق التعافي المبكر، بما يسهم في توفير الخدمات الحيوية الضرورية لعودة كريمة للاجئين والمهجرين إلى مناطقهم الأصلية.
تصاعد الحديث عن التعافي المبكر خلال لقاءات سياسية عدة أجراها النظام مؤخرًا، أحدثها لقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بوزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الاثنين الماضي.
وخلال اللقاء، شدد الأسد على أن العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى قراهم وبلداتهم “أولوية بالنسبة للدولة السورية”، مع ضرورة تأمين البنية الأساسية لهذه العودة ومتطلبات الإعمار ، ودعمها بمشاريع التعافي المبكر.
كما ربط الأسد عودة اللاجئين بتنفيذ مشاريع التعافي المبكر الضرورية لعودتهم، حين التقى مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في 26 من حزيران الماضي.
واعتبر غريفيث خلال اللقاء أن إذنًا بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، إلى سوريا لمدة 12 شهرًا، يشير إلى أفق عملي فيما يتعلق بعمليات المساعدة، ويسمح بالعمل على مشاريع التعافي المبكر وتوفير تمويل لها.
ضمن الإحاطة الشهرية لمجلس الأمن، في 29 من حزيران، التي تناولت الاحتياجات الإنسانية في سوريا، شددت نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، على مطالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بضرورة تمديد قرار تمرير المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة 12 شهرًا، وتعزيز التعافي المبكر.
من أشكال التطبيع
كان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، مايكل ماكول، رفع، في كانون الثاني الماضي، كتابًا إلى وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، جاء فيه أن السماح بمزيد من الاستثمار في سوريا بأي طريقة هو شكل من أشكال التطبيع مع بشار الأسد، “الأمر الذي يقلل من وضعه كمنبوذ”.
وقال إن دعم التنمية الطويلة المدى في سوريا لتشمل أي شكل من أشكال إعادة الإعمار في مناطق سيطرة النظام، غير مقبول في ظل غياب حل سياسي دائم يتماشى مع قرار مجلس الأمن “2254”، حيث يواصل الأسد وأنصاره ارتكاب جرائم حرب في جميع أنحاء سوريا لأنهم يستفيدون من المساعدات الدولية.
اقرأ المزيد: “النواب الأمريكي” يطالب بإعادة تعريف “التعافي المبكر” في سوريا
–