كشف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن نيته إعلان “حالة طوارئ” لإعادة إعمار المدن الفرنسية، على خلفية أحداث الشغب والمظاهرات الأخيرة.
ووفق موقع “euronews“، أمس الثلاثاء، 4 من تموز، يأتي القانون لتسريع إعادة الإعمار واستعادة النظام بشكل كامل.
وجاء إعلان ماكرون ضمن اجتماع مع رؤوساء 250 بلدية فرنسية في قصر “الإليزيه” في العاصمة الفرنسية، باريس، بعد انخفاض المواجهات بين المحتجين والشرطة.
ماكرون قال في الاجتماع، إن هناك وسائل استثنائية للحفاظ على النظام الجمهوري، خاصةً مع اقتراب اليوم الوطني الفرنسي في 14 من تموز الحالي.
وشهدت عشرات المدن الفرنسية، مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة، بعد مقتل الفتى نائل البالغ من العمر 17 عامًا في حي نانتير غرب باريس.
ومن المقرر أن تقدم الحكومة الفرنسية مساعدات لإصلاح المباني المتضررة والمنشآت، في حين نقل الموقع عن وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، برونو لومير، قوله، إن شركات التأمين ستساهم في هذا الأمر.
من جهتها، قالت صحيفة “Le figaro” الفرنسية، إن ماكرون قال إن ذروة الأحداث مرّت، ورغم ذلك يجب الحذر.
20 مليون يورو خسائر قطاع النقل في باريس
وشهدت المدن الفرنسية أعمال شغب ونهبًا للمحلات التجارية، وأضرارًا في المباني الحكومية والخاصة.
موقع “euronews” قال، إن السلطات الفرنسية لم تستطع إعادة افتتاح 80 مركزًا للبريد بسبب الأضرار فيها أو لمخاطر قد يتعرض لها الموظفون.
ووفق “Le figaro“، وصلت خسائر قطاع النقل في العاصمة باريس إلى 20 مليون يورو.
وسبق لوزارة الداخلية الفرنسية أن أعلنت عن تضرر 266 مبنى، واحتراق 1350 مركبة، وتسجيل 2560 حريقًا في الطرقات العامة.
من نائل؟
في حي نانتير الفرنسي حيث تسكن الطبقة العاملة بالضواحي الغربية لمدينة باريس، قُتل الفتى نائل البالغ من العمر 17 عامًا برصاص عنصر شرطة، في 27 من حزيران الماضي، وكرد فعل على الواقعة، أضرم متظاهرون النار في سيارات وحافلات تتبع لبلديات بعض المدن.
وتطورت الاحتجاجات لاحقًا إلى أعمال شغب شملت هجمات على عناصر الشرطة، ألقى خلالها المحتجون “مقذوفات” على الشرطة بعد وقفة احتجاجية سلمية، بحسب وكالة “رويترز”.
وأظهر تسجيل مصوّر، تحققت منه “فرانس برس”، عنصرَي شرطة يقفان بجانب سيارة يقودها الفتى، ويوجه أحدهما سلاحه نحوه.
وأضافت القناة الفرنسية أن التسجيل يظهر عبارة وجهها الشرطي للفتى قائلًا: “ستصاب برصاصة في الرأس”، ثم يبدو أن ضابط الشرطة أطلق النار بينما كانت السيارة تنطلق فجأة.
وقال محامي الضابط، لوران فرانك لينارد، “كانت أولى الكلمات التي قالها ضابط الشرطة هي آسف، وأراد توجيه اعتذاره لعائلة الفتى”.
ويعتبر عنف الشرطة الفرنسية “أمرًا شائعًا” إلى جانب التمييز العنصري والديني، لا سيما في الأحياء الفقيرة كتلك التي كان يعيش فيها نائل، حيث يعاني عديد من السكان الفقر إلى جانب التمييز العنصري وغيره من أشكال التمييز، بحسب “فرانس 24“.